يقول الباحثون إنَّ اختبار الدم الذي يُظهر تغيُّرات في جين معيَّن قد يكشف عن مخاطر إصابة النساء بسرطان الثدي قبلَ سنوات من احتمال حدوث المرض. حلَّل علماء بريطانيون عيِّنات من الدم أُخذت من 640 مريضة بسرطان الثدي ومن 741 امرأة غير مصابة بسرطان الثدي، وقد جُمعت العيِّنات من المريضات بسرطان الثدي قبل تشخيص بسرطان الثدي لديهن بثلاث سنوات وسطيًا. وكان الهدف من جمع العيِّنات هو معرفة ما إذا كان التغيُّر في جين واحد عن طريق عملية تُسمَّى المَثْيَلة كفيلًا بالتنبؤ بمخاطر حدوث سرطان الثدي لدى النساء. وجد الباحثون أنَّ النساء اللاتي تكون مستويات المَثيلة لديهن عاليةً على جهة واحدة من الجين تُسمَّى (ATM) يكنَّ أكثرَ عرضة لظهور السرطان لديهن من أولئك اللاتي تكون مستويات المثيلة لديهن منخفضة. والمَثيَلة هي عملية مهمَّة، حيث تُضاف خلالها المادة الكيميائيَّة المعروفة بمجموعة الميثيل إلى الحمض النووي الوراثي (DNA)، للتأكُّد من أنَّ كلَّ شيء يعمل على ما يُرام. وتشير المستويات المرتفعة من المثيلة إلى مشاكل معقَّدة في هذا الحمض النووي (DNA). يقول الدكتور جيمس فلاناغان، رئيس حملة سرطان الثدي التابعة لقسم الجراحة والسرطان في كلية إمبريال في لندن، في بيان صحفي من حملة سرطان الثدي: إنَّ هذه النتائج كانت واضحة تحديدًا في عيِّنات الدم التي أُخذت من النساء اللاتي أعمارهن أقل من 60 سنة. نُشرت هذه الدراسة في الأوَّل من مايو / أيار في مجلة أبحاث السرطان. وللأسف، فإنَّ الدراسات السابقة جرى أخذ العينات فيها من مريضات سرطان الثدي بعد تشخيص المرض لديهن، حيث إن تلك العينات تحدِّد تغيرات تطرأ على جين (ATM). ومع ذلك، لم يظهر التغيُّر بسبب أن السرطان نشط أو بسبب العلاج المستخدم للسرطان. يقول الباحثون: تعطي النتائجُ أدلَّة قوية على أن البحث عن هذا النوع من التغيُّر في جينات الشخص قد يُستخدم كاختبار للدم يساعد في التنبؤ باحتمال ظهور سرطان الثدي عند النساء. تُستخدَم اختبارات الدم تلك بالتزامن مع الطرق الأخرى التي تقدِّر حجم مخاطر سرطان الثدي، مثل الاختبارات الجينية، وتشكيلة عوامل الخطورة. وقد يساعد اختبارُ الدم هذا في تحديد النساء المعرَّضات لمستويات عالية من الخطورة. وهذا المؤشر المبكِّر قد يستخدم لمراقبة المريضات، وقد يقي في يوم من الأيام من ظهور سرطان الثدي. يقول الدكتور فلاناغان: "إنَّنا نعلم أنَّ التغيرات الجينية تسهم في تعريض الشخص لمخاطر الأمراض. ومن خلال هذه الدراسة الجديدة، يمكننا الآن أن نقول أيضًا إنَّ التغير في التخلق المتوالي أو الاختلافات في طريقة تغيُّر الجين لهما دور في تعريض الشخص لمخاطر المرض". ويشير الدكتور فلاناغان قائلًا: "إنَّنا نأمل من هذا البحث أن يكون بداية لفهمنا عن التخلق المتوالى لمكوِّنات مخاطر سرطان الثدي. ونأمل في السنوات القادمة أن نجدَ عدَّة أمثلة على الجينات التي تساهم في تعريض الشخص للمخاطر. والتحدِّي سيكون في دمج كلِّ هذه المعلومات الجديدة في نماذج الحاسوب التي تستخدم حاليًا للتنبؤ بتعرض الفرد للمخاطر". كما يوضح الدكتور فلاناغان: "وحتَّى الآن، وجدنا تغيُّرات في منطقة واحدة صغيرة في أحد الجينات يظهر ارتباطها بمخاطر المرض. وفي الخطوة القادمة، سيجري تطبيقُ بحث التخلق المتوالي للجين على عدد أكبر من الجينات في محاولة لإيجاد كل الجينات المرتبطة بحدوث الخطر".