أشارت دراسةٌ حديثةٌ، أُجرِيَت على الفئران، إلى أنَّ مُعالجةً سريعةً وجديدة باستخدام جُزيئاتٍ دقيقة قد تُقلِّل بشكلٍ ملحوظ من الضرر الذي ينتج عن نوبات القلب. قال الباحِثون إنَّ الكثيرَ من الضرر في عضلات القلب يحدُث بعد نوبات القلب؛ ويعود السببُ في هذا إلى خلايا التهابيَّة تُسمَّى "البلاعم"، تندفع نحو موضع النسيج الذي يُحرَم من الأكسجين. لكن، وجد الباحِثون أنَّ حقنَ جُزيئات دقيقة قابلة للتحلُّل حيويًا في مجرى الدَّم، عند الفئران خلال 24 ساعة من نوبة القلب، قلَّل من الضرر الناجم عن الالتهاب بنسبة 50 في المائة؛ ومكَّن القلبَ من ضخِّ المزيد من الدَّم. قال الباحِثون إنَّ الجُزيئاتِ الدَّقيقة ترتبط مع الخلايا الالتهابيَّة وتوجِّهها نحو الطحال، حيث تموت هناك. تتكوَّن هذه الجُزيئات من حمض اللاكتيك وحمض الغليكول المُتعدِّد؛ وهي مادَّةٌ قابلة للتحلُّل حيويًا، سبق أن نالت موافقةَ هيئة الغذاء والدواء الأمريكيَّة لاستخدامها في صناعة الخيوط الجراحيَّة القابلة لإعادة الامتصاص. قال مُعدُّ الدراسة دانييل غيتس، من كليَّة الطبِّ لدى جامعة نورث ويسترن: "هذا أوَّلُ علاجٍ يستهدف بشكلٍ دقيق السببَ الرئيسيّ للضرر الذي يحدُث بعد نوبات القلب". "لا يُوجد علاجٌ آخر حاليًا يستطيع فعلَ هذا؛ وهو يمتلك إمكانيةَ تغيير الطريقة التي تُعالَج بها نوباتُ القلب وأمراض القلب والأوعية". قالت الدكتورة بربارة شيري، رئيسة قسم علم المناعة والالتهاب لدى معهد فينشتاين للأبحاث الطبيَّة في مانهاست: "هذه النتائجُ لافتة للنظر إلى حدٍّ كبير". "تكمُن قوَّةُ هذه الطريقة في حقيقة أنَّها تستهدِفُ البلاعمَ الالتهابيَّة نفسها؛ وتُعيد توجيهَ هذا المصدر الرئيسي للوسائط الالتهابية بعيدًا عن الأنسجة المُلتهِبة. لكن، تبقى هناك مسألةٌ هامة؛ وهي أنَّ التجاربَ على البشر هي الفيصل في تحديد ما إذا كان هذا العلاجُ سينجح بشكلٍ حقيقيّ أم لا". "سيكون من المهمِّ الأخذُ في الاعتبار تأثيرَ هذه الطريقة في وظيفة جهاز المناعة؛ فهل سيُعاني المرضى الذين يتلقَّوْن هذا العلاجَ من ضعف في جهاز المناعة، وبذلك سيكونون عرضةً للإصابة بأنواع أخرى من العدوى؟". قال الدكتور روجر حجَّار، مُدير مركز أبحاث القلب والأوعية لدى كلية إيكاهن للطبّ في ماونت سيناي: "إنَّ الإمكانيةَ العلاجيَّة لهذه الجزيئات، القادرة على تعديل الوظيفة المناعيَّة، بالغة الأهميَّة". "لكن يجب توخِّي الحذر عندما يتعلَّق الأمر بتعديل الوظيفة المناعيَّة، خصوصًا في حالة الضرر في عضلة القلب". قال غيتس: "قلَّلت الجزيئاتُ الدَّقيقة من الضرر، وساعدت على ترميم النسيج المُتضرَّر المُرتبط مع العديد من الأمراض الالتهابيَّة الأخرى، مثل عدوى فيروس غرب النيل والتهاب القُولون وداء الأمعاء الالتهابيّ والتصلّب المُتعدِّد". قال ستيفن ميلر، الأستاذ الباحث لدى جامعة نورث ويسترن: "تمتلك هذه الطريقةُ إمكانيةً لا حُدود لها في مُعالجة العديد من مختلف أنواع الأمراض، حيث تعمل هذه الجزيئاتُ الدقيقة على منع وصول الخلايا الالتهابيَّة إلى موضع النسيج المُتضرِّر، ممّا يجعل الضررَ محدودًا بشكل كبير، وبذلك يتمكَّن النسيجُ من التجدُّد".