وجدت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ مرضى السكَّري من النوع الثاني، والذين يُعانون من الاكتئاب، يُواجهون أيضًا تراجعًا ملحوظًا في قدراتهم العقلية، مُقارنةً مع الذين لا يُعانون من الاكتئاب. يُعدُّ السكَّري والاكتئاب من الأمراض الشائعة التي تنتشر بين كبار السنّ؛ وتصل نسبةُ البالغين من مرضى السكّري من النوع الثاني، والذين لديهم اكتئاب رئيسيّ، إلى 20 في المائة، مثلما بيَّنت الدراسة. إضافةً إلى هذا، يبدو أنَّ السكَّري والاكتئاب معًا يترافقان مع زيادة في خطر الخرَف. قال الدكتور مارك غوردن، رئيسُ قسم طبِّ الجهاز العصبيّ لدى مستشفى تزوكر هيلسايد في غلين أوكس بنيويورك: "يُعرَف كلٌّ من الاكتئاب والسكَّري على أنّهما من عوامل خطر الخرَف بشكلٍ عام، ومرض ألزهايمر بشكلٍ خاص". ترأس الدكتور مارك سوليفان، من جامعة واشنطن، فريقَ الباحثين الذين رصدوا حالات ما يقرُب من 3 آلاف شخصٍ لديهم سكّري من النوع الثاني، ولديهم زيادة في خطر الإصابة بأمراض القلب. وقيمّ الباحِثون قدرات المرضى على التفكير والذاكرة ومستويات الاكتئاب، في بداية الدراسة، ثم تابعوا حالاتهم لفترة 40 شهرًا. قال الباحِثون إنَّ المرضى، الذين لديهم اكتئاب، أظهروا تراجعًا أكبر في القدرات العقليّة خلال فترة الدراسة؛ وإنَّ تأثير الاكتئاب في احتمال ضعف القدرات العقليّة لم يتأثّر ببعض العوامل، مثل أمراض القلب والعُمر وأنواع المُعالجات لضبط ضغط الدّم ومستويات الكوليسترول أو الأنسولين، أو المُعالجات المُركَّزة في مقابل المُعالجات المعياريّة لتخفيض سكّر الدّم. وجدت الدراسةُ أنَّ الاكتئابَ عند مرضى السكَّري من النوع الثاني ترافق مع خطر الخرَف، لكن لم تُبرهن على علاقة سببٍ ونتيجة. قال سوليفان وزملاؤه: "بما أنَّ الخرَف واحدٌ من أسرع مُضاعفات السكّري في النموِّ، وأكثرها رهبة في النَّفس، قد تكون نتائج دراستنا مهمَّة للصحّة العامة". قال غوردون إنَّ الصِّلةَ بين الاكتئاب وتراجع القدرات العقليّة عند مرضى السكّري تبقى غير واضحة. "من المُحتَمل أنَّ الاكتئابَ هو مظهر مُبكِّر لمرض مُستَتِر، قد ينتج عنه في النهاية ضعف في القدرات العقليّة. ولكن، يبقى من الضروري معرفة ما إذا كان هذا التأثير يختلف عن ما سنشاهده لدى الأشخاص الذين لا يُعانون من السكّري، أو ما إذا كانت المُعالجة بمُضادات الاكتئاب ستُعدِّلُ من خطر تراجع القدرات العقلية".