بيَّنت دراسةٌ حديثةٌ أنَّ المُعالجةَ النموذجيَّة غير الجراحيَّة لأمراض اللثَّة، عند مرضى السكَّري من النَّوع الثاني، لا تُحسِّن من ضبط سكَّر الدَّم. لطالما ربطت الدراساتُ الطبيَّة بين أمراض اللثَّة والعديد من المشاكل الصحيَّة؛ حيث يقول خبراءٌ إنَّ دراسةً سابقة قدَّمت دليلًا على أنَّ مُعالجةَ أمراض اللثَّة قد تدعم ضبط سكَّر الدَّم عند مرضى السكَّري. قال الباحِثون إنَّ نحو نصف الأمريكيين، الذين تجاوزا العقدَ الثالث من العُمر، يُعتَقد أنَّ لديهم أمراضًا في اللثَّة؛ وأنَّ مرضى السكَّري يُواجِهون زيادةً كبيرة في خطر أمراض اللثَّة. بيَّنت الدراسةُ أنَّ الضبطَ الجيِّد لسكّر الدَّم يترافق مع تراجع في شدَّة مرض اللثَّة، وانخفاض في خطر استفحاله. لكن، هل يُساعد التخفيفُ من أمراض اللثَّة على ضبط سكَّر الدَّم لدى مرضى السكَّري؟ لمعرفة الإجابة، رصد الباحِثون، بإشراف ستيفن إينغيبرستون من جامعة نيويورك، النتائجَ الصحيَّة لأكثر من 500 مريض مصاب بالسكَّري ولديهم مرضُ اللثَّة؛ ووضعوهم ضمن مجموعتين. عُولِج الأشخاصُ ضمن المجموعة الأولى، والذين لديهم أمراضٌ في اللثَّة، عن طريق إزالة القَلح وطبقة اللويحات المتراكمة على قاعدة الأسنان، واستخدام غسول للفم، ثم تلقُّوا المزيدَ من مُعالجة اللثَّة بعد 3 ثمَّ 6 أشهر. بينما لم يتلقَّ الأشخاصُ ضمن المجموعة الثانية أية مُعالجة لأمراض اللثَّة. تتضمَّن إزالةُ القلح وطبقة اللويحات، المُتراكمَة على قاعدة الأسنان، كشطَ القلَح المتراكم على خط اللثَّة وتحته؛ وتنعيم النقاط الخشنة على قاعدة الأسنان، حيث يُمكن أن تتراكمَ البكتيريا، وفقًا للمعاهد الأمريكيَّة للصحَّة في الولايات المتَّحدة. بعدَ 6 أشهر، ظهر تحسُّنٌ في أمراض اللثَّة عندَ الأشخاص ضمن المجموعة الأولى، لكن بيَّنت الدراسةُ أنَّه لم يكن هناك اختلافٌ في ضبط سكَّر الدَّم بين أفراد المجموعتين. قال الباحِثون إنَّ هذه النتائجَ لا تدعم استخدامَ طُرق المُعالجة غير الجراحيَّة لأمراض اللثَّة من أجل تحسين ضبط سكَّر الدَّم عند مرضى السكَّري. وقال الدكتور جيرالد بيرنشتاين، مُديرُ برنامج تثقيف مرضى السكَّري في نيويورك: "لم أتفاجأ بنتائج الدراسة، حيث إنَّ أمراضَ اللثَّة تتطلَّب تدخُّلًا فيزيائيًا لإزالة اللويحات المُضرَّة والعدوى المِكرويَّة التي لا يُمكن التخلُّصُ منها بسهولة عن طريق استخدام فرشاة الأسنان أو الغسول". "إنَّ الأمرَ الهام، في حقيقة الأمر، هو علاقةُ الالتهاب المُرافق لمرض اللثَّة بالتهاب أوسع يُصيب القلب. قد تُؤثِّر هذه العلاقةُ في مُعدَّل ترسُّب اللويحات التي تُؤدِّي إلى تصلُّب الشرايين في". قال الدكتور سبيروس ميزيتيس، اختصاصيّ الغُدَد الصُّم لدى مستشفى لينوكس هيل في نيويورك: "من المعروف جيدًا أنَّ مرضَ اللثَّة يترافق مع نقص ضبط سكَّر الدَّم عند مرضى السكَّري". "لكن، تُشير هذه الدراسةُ إلى أنَّ مُعالجة اللثَّة تُحسِّنُ من هذا المرض الشائع وتحفظ الأسنان، لكن ينبغي ألاَّ تُستخدَم كبديل لضبط سكَّر الدَّم. ونحن نحتاج إلى دراسات أكبر لتأكيد هذه النتائج".