أشارت دراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ النساءَ المُسنَّات، اللواتي يُعانين من أمراض القلب، قد يُواجهن زيادة في خطر الخرَف. تابع الباحِثون حالات ما يقرُب من 6500 امرأة أمريكيَّة، تراوحت أعمارُهنَّ بين 65 إلى 79 عامًا، كانت وظائفُ الدِّماغ سليمة لديهنَّ عند بداية الدراسة. كانت النساءُ اللواتي عانينَ من أمراض القلب أكثر ميلًا لمواجهة تراجع في القُدرات الذهنيَّة، بالمُقارنة مع اللواتي لم يُعانين من أمراض القلب. كان خطرُ تراجع القُدرات الذهنيَّة أكثرَ بمرَّتين عند النساء اللواتي تعرَّضن إلى نوبات قلبيَّة، بالمُقارنة مع النساء اللواتي لم يتعرَّضن إلى نوبات قلبيَّة. كانت هذه الزيادةُ في خطر تراجع القُدرات الذهنيَّة موجودة أيضًا عند النساء اللواتي خضعنَ إلى عمليَّة المجازة التاجية في القلب (جراحة لتجاوز الانسداد أو التضيُّق في شرايين القلب)، أو جراحة إزالة الانسداد في شريان من شرايين الرَّقبة، أو مرض الشرايين المُحيطيَّة. قال الباحِثون إنَّ عواملَ خطر أمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدَّم والسكَّري، زادت من خطر تراجع القُدرات الذهنية أيضًا، لكن لم تُعزِّز البدانة من هذا الخطر بشكلٍ ملحوظ. قال مُعدُّ الدراسة الدكتور بيرنهارد هارينغ، من المركز الشامل لفشل القلب وقسم الطبّ الدَّاخلي لدى جامعة فورزبورغ في ألمانيا: "تُقدِّمُ دراستُنا المزيد من الأدلّة على أنَّ هذه العلاقة بين أمراض القلب والخَرف موجودة فعلًا، خصوصًا عند النساء في مرحلة ما بعد سنّ اليأس". "تترافق أنواع عديدة من أمراض القلب أو الأمراض الوِعائيَّة مع تراجعٍ في وظائف الدِّماغ". وجدت الدِّراسةُ ارتباطًا بين أمراض القلب وزيادة في خطر الخَرف عند النساء المُسِنَّات، لكن لم تُبرهِن على علاقة سببٍ ونتيجة. قال هارينغ: "يجب على الأطبَّاء مُراقبة النساء اللواتي يُعانين من أمراض القلب، خصوصًا اللواتي تعرَّضن إلى نوبات القلب وجراحة المجازة وفشل القلب والرَّجفان الأذينيّ ومرض الشرايين المُحيطيَّة أو استئصال باطنة الشَّريان السُباتيّ، وذلك لمعرفة ما إذا كان لديهنّ تراجع في القدرات الذهنيَّة. كما أنَّه من المهمّ أيضًا التعاملُ مع عوامل خطر أمراض القلب بطريقة مُناسبة، مثل ارتفاع ضغط الدَّم والسكَّري". نوَّه الباحِثون إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث، من أجل معرفة كيف يمكن أن تُؤدِّي الوقاية من أمراض القلب إلى التقليل من خطر الخَرف.