يتناول العديدُ من كبار السنِّ في الولايات المُتّحدة مُميِّع الدَّم الذي يُسمَّى وارفارين، وذلك للمُساعدة على الوقاية من مشاكل القلب. لكن، أشارت دراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ استخدامَ هذا الدواء يرتبط مع زيادة مُؤقَّتة في خطر السَّكتة عند الأشخاص الذين لديهم اضطراب شائع في نظم القلب. قال الباحِثون إنَّ الأشخاصَ، الذين لديهم اضطرابٌ في نظم القلب يُعرَف باسم الرَّجفان الأذينيّ، يُواجهون احتمالًا مُضاعفًا تقريبًا للمُعاناة من السَّكتة في الشهر الذي يأتي بعدَ البدء بتناول الوارفارين، بالمُقارنة مع مرضى لديهم حالة مُشابهة ولكن بدون تناول هذا الدَّواء نوَّه الباحِثون إلى أنَّ النتائجَ تبدو غيرَ مُتوقَّعة، نظرًا إلى أنَّ العديدَ من الأشخاص الذين لديهم رجفانٌ أذينيٌّ يُوصَف لهم استخدامُ دواء وارفارين للمُساعدة على التقليل من احتمال إصابتهم بالسَّكتة. لكن، أشارت دراساتٌ سابقة إلى احتمال وجود فترة أوَّليّة من زيادة الخطر بعد أن ينتقلَ الأشخاصُ من استخدام أدوية أخرى إلى استخدام دواء وارفارين. قال الباحِثون إنَّ المرضى، الذين يستخدمون دواء وارفارين لأوَّل مرَّة، قد يظهرون حالةً مؤقَّتة من فرط القابليَّة للتخثُّر أو التجلُّط، حيث يُصبح الدَّمُ أكثرَ لُزوجة ويميلُ إلى التخثُّر. ترأس الدكتور لاورنت أزولاي، الأستاذ المُساعد في قسم علم الأورام لدى جامعة ماك غيل في مونتريال، فريقَ الباحثين الذين تفحَّصوا بيانات لأكثر من 70 ألف مريضٍ في المملكة المُتَّحدة. وجد الباحِثون أنَّ الأشخاصَ، الذين لديهم رجفانٌ أذينيّ واستخدموا دواء وارفارين، واجهوا زيادة وصلت إلى الضعفين تقريبًا في خطر السَّكتة في الأيام الثلاثين الأولى بعدَ البدء باستخدام هذا الدواء المُضاد للتخثُّر، بالمُقارنة مع الأشخاص الذين لم يتناولوا هذا الدواء. كان خطرُ السكتة مُرتفعًا بشكل خاص في الأسبوع الأول بعدَ بدء المرضى في تناول وارفارين، لكن، نوَّه الباحِثون إلى أنَّه، بعدَ أوَّل 30 يومًا، انخفض خطر السكتة عند المرضى الذين تناولوا هذا الدواء إلى أقلّ من نصف الخطر الذي واجهه المرضى الذين لم يتناولوا الدَّواء. قال أزولاي: "لا مجال للشكِّ في الفعَّالية العالية لدواء وارفارين في الوقاية من السَّكتة عند المرضى الذين يُعانون من الرَّجفان الأذينيّ. ولهذا السبب، يجب ألاَّ تمنع نتائجُ هذه الدراسة الأطباءَ والمرضى من استخدام هذا الدواء، نظرًا إلى أنَّ التأثير الأوَّلي المذكور لا يتجاوز عددًا محدودًا من المرضى". قال الدكتور نيل سانغفي، اختصاصيُّ الفيزيولوجيا الكهربائيَّة السريريَّة لدى مستشفى لينوكس هيل في نيويورك: "تُقدِّم الدراسةُ دليلًا مُقنِعًا عندما تُشيرُ نتائجُها إلى أنَّ دواء وارفارين قد يُسبِّبُ الجلطات في وقت مُبكّر قبل أن يأخذ مفعوله بشكل كامل. لكن، يجب ألاَّ يجعلنا هذا الأمر نتجاهل الفوائد القويَّة التي يُقدِّمها الدواء". وبدلًا من ذلك، يعتقد سانغفي أنَّ الأطباءَ قد يرغبون في الأخذ بالاعتبار استخدامَ نوعٍ آخر من مُميِّعات الدَّم، مثل هيبارين، على أنَّه علاج مُؤقَّت ريثما يأخذ وارفارين مفعولَه بشكلٍ كامل. لكن، أكَّد سانغفي على أنَّ هذه الإستراتيجيَّةَ تحتاج إلى بُرهان على صحَّتها". قال الدكتور فيفيك ريدي، مُدير خدمات اضطراب النظم لدى مستشفى ماونت سيناي في نيويورك: " قد تكون هناك ميزةٌ في النظرية التي تقول إنَّ بدايةَ استخدام دواء وارفارين قد تجعل من خلايا الدَّم أكثرَ لزوجة، لكن قد يكون السببُ في هذا التأثير هو مستويات دوائيَّة غير مُناسبة (جرعات) عند البدء باستخدام دواء وارفارين". "وسيكون من المجدي التفكيرُ في استخدام نوع آخر من مُميِّعات الدَّم السريعة عند بداية استخدام دواء وارفارين، من أجل التقليل من خطر السكَّتة إلى أدنى درجاته، سواءٌ عند استخدام وارفارين أم أي نوع آخر". كما قال أزولاي: "يجب أن تُؤكِّدَ الدراساتُ القادمة على صحَّة نتائجنا؛ ويجب أن تتعرَّف إلى المجموعة الفرعيَّة الصغيرة من المرضى الذين قد يواجهون الخطر. لكن، تُشير نتائج دراستنا إلى أنَّه يجب على الأطبَّاء أن يكونوا على حذر عندما يطلبون البدء باستخدام دواء وارفارين، خصوصًا في الأسبوع الأول من استخدامه". قال المُعدُّ الرئيسيُّ للدراسة سامي سويسا، أستاذ علم الأوبئة والإحصاء الحيويّ والطبّ لدى جامعة ماك غيل: "إضافةً إلى تأكيد هذه النتائج، من المهم أيضًا البحث في مسألة ما إذا كانت أدوية أخرى مُضادة للتخثُّر تزيد أيضًا من خطر السَّكتة بعد فترة قصيرة من بدء المرضى بتناولها".