بيَّنت دراسةٌ حديثةٌ، أُجرِيَت على الفئران، أنَّ الألمَ في موضع الشَّق أو البَضع الجراحيّ قد يُسهِمُ في المشاكل المُؤقَّتة التي تُصيب الذاكرة والتعلُّم، حيث يُمكن أن تظهرَ هذه المشاكلُ بعد الجراحة. تُعاني نسبةٌ تصل إلى 80 في المائة من المرضى، الذين خضعوا إلى جراحة في الولايات المُتَّحدة، من مستوى ما من الألم بعد الجراحة. وقد أشارت عدَّةُ دراسات إلى أنَّ مثلَ هذا الألم يُمكن أن يُسبِّبَ مشاكل في القدرات الذهنيَّة بعد الجراحة. في سعيٍ منهم للتقصِّي عن هذا الارتباط المُحتَمل، قام باحِثون لدى المستشفى العامَّة في ماساشوسيتس بإجراء شقوق جراحيَّة صغيرة على أقدام الفئران بينما كانت تحت التخدير العام؛ ثم اختَبروا الفئران بعد يوم و3 أيَّام و7 أيَّام من الإجراء، لمعرفة مقدار حساسيَّة أقدامها تجاه الشعور بالإزعاج. أظهرت أقدامُ الفئران حساسيَّةً زائدة تجاه الشدَّة في اليوم الأوَّل والثالث، لكن لم يظهر هذا في اليوم السابع. بيَّنت الدراسةُ أنَّه، بالمُقارنة مع الفئران التي لم يُجرى لها شقٌّ جراحيّ، كان أداءُ الفئران التي أجرِي لها شقٌّ جراحي ضعيفًا بالنسبة إلى بعض الاختبارات المُتعلِّقة بالتعلُّم والذاكرة في اليوم الثالث والسابع، لكن لم يظهر هذا في اليوم السابع. قال الباحِثون إنَّ مشاكلَ ذهنيَّة، ترافقت مع الألم الناجم عن الشقِّ أو البَضع الجراحيّ، ظهرت عند الفئران في مُنتصف العُمر، بينما أظهرت الفئرانُ في مُقتبل العمر مُؤشِّرات قليلة حول مثل هذا النَّوع من المشاكل. كما وجد الباحِثون أيضًا أنَّ مجموعةً فرعيَّة من الفئران، التي كان لديها شقوق جراحيَّة عُولِجت بمخدِّرٍ موضعيّ بعد الإجراء، لم يكن لديها مستوى زائد من الشعور بالإزعاج في موضع الشقِّ ولا أنواع المشاكل الذهنيَّة التي شُوهِدت عند الفئران التي أجرِي لها شقوق جراحيَّة. يُشير هذا إلى أنَّ الألمَ بعد الجراحة، وليس البضع الجراحي نفسه، ساهم في مشاكل التعلُّم والذاكرة. قال الدكتور زهونغكونغ إكسي، مُديرُ قسم أبحاث تخدير كبار السنّ في مستشفى ماساشوسيتس العامَّة: "تُشيرُ هذه النتائجُ إلى أنَّ الألمَ واحدٌ من العوامل التي تُسهم في خطر ظهور مشاكل القدرات الذهنيَّة عند المرضى الذين خضعوا إلى الجراحة، إضافةً إلى الجراحة نفسها والتخدير واضطراب النَّوم وعوامل أخرى". "وبينما قد تكون مشاكلُ القدرات الذهنيَّة التالية للعمليات الجراحيَّة مُؤقَّتة، ربَّما لا تزال تمتلك تأثيرًا هامًا في نوعيَّة حياة المرضى والأشخاص الذين يُقدِّمون لهم الرعاية، في وقت تكون فيه قدرة المرضى على خدمة أنفسهم هامة جدًا". نوَّه الباحِثون إلى أنَّ الأبحاثَ، التي تُجرى على الحيوانات، تُخفِق عادةً في الوصول إلى نتائج مُماثلة عند البشر، وأنَّ هذه الدراسةَ أظهرت مُجرَّد ارتباط بين الألم التالي للعمل الجراحيّ ومشاكل الذاكرة، ولم تُبرهن على علاقة سببٍ ونتيجة.