راشيل كوريه، يهودية، تلعنها كتب التاريخ في تل أبيب، ويفخر بها الشعب الفلسطيني، وحينما تحل ذكرى رحيلها يتحسر عليها ويذكر محاسنها ومواقفها البطولية المنحازة للقضية الفلسطينية والمعادية للسياسات الإسرائيلية. راشيل ضربت المثل الحي في الدفاع حقوق الإنسان واعترضت بجسدها لتوقف جرافة إسرائيلية كانت في طريقها لهدم بيت عائلة فلسطينية في مدينة رفح في قطاع غزة، إلا أن سائق الجرافة دهس جسدها، ابرازا للحقد الصهيوني الأسود، تعمد التراجع بجرافته ليدهس جسدها مرة أخرى. في عام 2003، وفي مثل هذا اليوم وقعت تلك الحادثة على مرأى ومسمع من صحفيين عالميين كانوا قد ذهبوا إلى قطاع غزة لتغطية أحداث الانتفاضة الثانية والمعروفة بانتفاضة الأقصى، وعلى الرغم من ذلك، لقد برأت المحكمة المركزية الإسرائيلية بحيفا الجيش الإسرائيلي من قتل كوريه بعد قرابة عشر سنين من مقتلها، في 28 سبتمبر2012. كان المدعي العام بالجيش الإسرائيلي قد أغلق التحقيقات بعد مقتلها بثلاثة اشهر، لعدم توفر الأدلة على قتلها تعمدا، وكان سائق الجرافة قد قال في التحقيقات إنه لم يستطع مشاهدة كوريه، وانها القت بنفسها امام الجرافة كوريه هي ابنه كل فلسطيني وشهيدة الفلسطينيين كما قال عنها الرئيس الفلسطيني السابق "ياسر عرفات"، فهي فتاة أمريكية يهودية من مواليد ابريل1977، لم تكن تسعى الا وراء معرفة الحقيقة، التي قالت عنها في أحد اشهر مقولاتها "اعتقد أن أي عمل أكاديمي أو قراءة أو المشاركة بالمؤتمرات أو مشاهدة الافلام الوثائقية أو سماع القصص والروايات، لم تكن لتسمح لي بإدراك الواقع هنا، ولا يمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهده بنفسك، وحتى بعد مشاهدته، ستظل تفكر طويلا إذا كانت تجربتك تعبر عن واقع حقيقي"، في إطار مسعاها ذاك، انضمت كوريه ل"حركة التضامن الدولية"، وكانت ضمن الفريق الذي ذهب إلى قطاع غزة، للدفاع عن الفلسطينيين الذين كانت العسكرية الإسرائيلية تمعن القتل فيهم وأوقعت فيهم عدة مجازر، وكما اشتهرت الانتفاضة الأولى ب"تكسير العظام"، اشتهرت الثانية ب"نسف المنازل على رءوس الاحياء"، حيث كانت تجمع السكان والأهالي لتفجرهم بمنازلهم، وهو ما اثار راشيل لتصرخ منتفضة في وجه إسرائيل مواجهة عجلات جرافاتها أثناء غارة لهدم عدد من المنازل الفلسطينية، ومات راشيل، وتبقي ذكراها نابضة في قلب كل فلسطيني تقديرا لمواقفها البطولية.