أعلن بيرام ولد اعبيدي المناهض للرق ترشحه للانتخابات الرئاسية الموريتانية المتوقع تنظيمها منتصف العام الجاري. وقال بيرام الذي يتولى رئاسة منظمة حقوقية تدعى مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية خلال مهرجان في جنوبموريتانيا نظمه في وقت متأخر من مساء الجمعة انه اختار الجنوب لإعلان ترشحه بشكل رسمي للانتخابات الرئاسية، لأنها "مسقط رأسه". ولاحظ المراقبون ضعفاً في مستوى حضور المهرجان، وهو ما أرجعوه إلى حالة من الانشقاق وقعت في صفوف انصاره. ويعد بيرام ولد الداه ولد اعبيدي، واحداً من أبرز الشخصيات الحقوقية في موريتانيا، وحصل على جائزة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان للعام الماضي، وينشط بصفة خاصة في "محاربة العبودية"، والسعي نحو تطبيق القوانين التي سنتها السلطات. واثار ولد اعبيدي جدلا واسعا في الساحة الموريتانية، حيث يصفه قطاع واسع من الرأي العام ب"المتهور"، بعد إقدامه على حرق كتب من أمهات الفقه المالكي، ووصفه لها بأنها تكرس "فقه النخاسة". عقب حادثة إحراق الكتب، خرجت مظاهرات غاضبة في نواكشوط ومدن داخل البلاد، انتهت باعتقال ولد اعبيدي، قبل أن يفرج عنه، مما جعل البعض يتحدث عن علاقة تربطه بالأجهزة الأمنية الموريتانية. يتهم ولد اعبيدي من طرف بعض معارضيه، بربط صلات مع "جهات خارجية مشبوهة"، وهو ما نفاه مقربون من الرجل معتبرين أن ذلك يدخل في سياق "حملات تشويه" يتعرض لها ولد اعبيدي منذ تصدره للمشهد الحقوقي في موريتانيا، وذلك ما مكنه مؤخراً من الحصول على جائزة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، وعدة جوائز دولية أخرى. ولا يتوقع المراقبون ان يشكل ترشح الحقوقي تأثيرا على الناخبين لاعتبارات ابرزها هو ان الورقة التي يعول عليها وهي موضوع الرق اصبح متجاوزا بفضل خارطة طريق بدأتها السلطات للقضاء على الرق من ناحية واستحداث هيئة حكومية لاجتثاث بقايا الظاهرة ومحكمة مكلفة بجرائم الظاهرة.