"تبرع به بدلا من هدره".. 931 مليون طن مهدرا عالميا في 2019.. وبرلمانية: نسبة الهدر في مصر 50 كيلو جرام للفرد الواحد

تعد ظاهرة هدر الطعام في رمضان أو خارجه سيئة، فبجانب أنه يتم هدر كميات كبيرة من الطعام، فهناك أيضا طبقات أقل دخلا ممكن أن يتم التبرع لها بتلك الأطعمة مع حفظها بشكل صحي بدلا من اهدارها في حاويات القمامة.
برنامج قومي لمكافحة هدر الطعام
قدمت النائبة ك البرلمانية أميرة صابر، مشروع قانون لتنظيم مكافحة إهدار الطعام وتشجيع إعادة توزيعه وتدويره والتبرع به.
وأكدت أن مشاهد هدر المصريين للطعام مؤلمة ولا يجب الصمت عليه، خاصة بعد أن بلغت نسبة الهدر في مصر 50 كيلو جراما للفرد الواحد، وهي نسبة كبيرة بالمقارنة بنسبة الفقر والتحديات التي تواجهها مصر والمتعلقة بالأمن الغذائي والمائي.
ولفتت نائبة التنسيقية إلى أن مشروع القانون يستهدف مقدمي خدمة الطعام، وتعزيز فكرة التشاركية والمسؤولية المجتمعية بين الجميع، وتعظيم دور بنك الطعام والمجتمع المدني للقيام بدورهما المطلوب.
وتضمنت فلسفة القانون إنشاء برنامج قومي لمكافحة هدر الطعام تشرف عليه الهيئة القومية لسلامة الغذاء ووزارة التضامن بالشراكة مع المجتمع المدني من بنوك الطعام والجمعيات الخيرية المعنية بقضايا الفقر والطعام.
وأوضحت أنه عند كتابة القانون، تم النظر والاستفادة من عدد من التجارب الدولية في هذا الشأن ومن أبرزهم تجارب فرنسا وإيطاليا وعدد من دول الاتحاد الأوروبي والصين.
931 مليون طن مهدر
في عام 2019، أشارت تقديرات منظمة الأغذية والزراعة إلى أن 14% من كل الأغذية المنتجة على الصعيد العالمي قد فقدت، من مرحلة ما بعد الحصاد حتى تجارة التجزئة وغيرها.
وإضافة إلى ذلك، أشارت تقديرات برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن نسبة 17% من إنتاج الأغذية في العالم قد تم رميها أو هدرها من جانب الأسر وتجار التجزئة وقطاع الخدمات الغذائية في عام 2019، وهذا يعادل قرابة 931 مليون طن من الأغذية.
ماذا يقول الشرع في اهدار الطعام
قال تعالى فى كتابه الكريم: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"، وقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "طعام الاثنين يكفى الثلاثة".
كما قال رسولنا الكريم " نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع".
نقل الغذاء بطريقة خاطئة
وعند الحديث عن حجم إتلاف وتبذير الطعام في رمضان لدى العرب، نجد أن أسباب زيادة نفايات الأطعمة قد تنوعت منها – على سبيل المثال – أن نصف الفواكه والخضروات المزروعة في مصر لا تؤكل أبدا لأنها غالبا تنقل إلى السوق في شاحنات مفتوحة على الهواء الطلق مما يسبب ذبولها بسبب الحرارة.
البوفيهات
وبالحديث عن عادات رمضان الغذائية تشكل موائد الإفطار أو " البوفيهات" أحد أهم مصادر الإسراف، ووجدت دراسة لباحثين في شركة مصدرة للطاقة أن ما تم تناوله من طعام ال " بوفيه" لا يشكل سوى 53% من نسبة الطعام المقدم.
تصدق به بدلا من رميه
هناك حلول كثيرة لكل كفرد للتصرف في بقايا الطعام، فمثلا من الممكن أن تقوم بشراء علب لحفظ الطعام واجعلها متواجدة في منزلك دائما، وفي حالة وجود فائض من غذائك وسيكون مهدر أو سيكون مصيره القمامة، فضعه في تلك العلب ووزعه على المشردين في الشوارع، او من تعرف انهم يحتاجوه وسيمثل لهم وجبة طيبة، او اذا ضاقت بك السبل ارسله الي جمعية خيرية يكون لديها بيانات لأسر فقيرة تحتاج لها.
والحل القويم هو ان تقوم بعمل طعام يكفي احتياجاتك فقط.
ماذا لو استخدما التكنولوجيا؟
اما بخصوص المطاعم إذا كنت تريد أن تكون دقيقًا جدًا بشأن بقايا الطعام، فجرّب نظام Winnow System، فالحل الآن أصبح في يد التكنولوجيا لترشيد استهلاكنا ومعرفة احتياجاتنا.
يُستخدم الجهاز في أكثر من 40 دولة حول العالم، ويسجل الجهاز كمية ونوع بقايا الطعام التي تضعها في الصندوق كل يوم وقيمتها.
يمكنك أن ترى بالضبط المكونات والعناصر التي لا يتم تناولها، حتى تعرف ما يجب تقليله. يقول الطهاة الذين استخدموا النظام أنه يمكن أن يقلل من البقايا بأكثر من 50٪ وتكاليف الطعام بنسبة تصل إلى 8٪.
إرشادات منظمة الأغذية والزراعة
قدمت منظمة الأغذية والزراعة"الفاو" إرشادتها بشأن هدار الطعام، كمبادرة تبنتها كأحد أهدافها الرئيسية وتمثلت:
1- فهم الفرق بين الارشادات المتعلقة بتاريخ الصلاحية – يشير تاريخ "الأفضل قبل" إلى جودة المنتج؛ ولكن بالرغم من ذلك يمكن أن يكون استهلاك هذا المنتج آمنًا بعد هذا التاريخ، في حين أن تاريخ "الاستخدام بحلول" هو تاريخ انتهاء الصلاحية وهو يطلعكم على التاريخ الذي سيصبح فيه استهلاك المنتج غير آمن، لذلك يجب استهلاك الأغذية الأقرب إلى تاريخ انتهاء صلاحيتها أولًا.
2- السماح للضيوف بخدمة أنفسهم – بقدر ما هو لطيف خدمة الضيوف، قد يتعذر على الشخص المستضيف تقدير كمية الطعام التي يريد الشخص تناولها، وهو عادة ما يخطئ في تخمينه، فتكون الكمية المقدمة أكثر مما يمكن للضيف تناوله.
وإن السماح للضيوف بخدمة أنفسهم يعني أنه يمكنهم اختيار الكمية التي يرغبون في تناولها.
(نصيحة للضيوف لتفادي هدر الأغذية: يجب الحرص على عدم أخذ أكثر مما يمكنكم تناوله عندما تخدمون أنفسكم بأنفسكم!).
3- تجميد بقايا الطعام أو إعطائها للضيوف – في حال قيامكم بطبخ كميات كثيرة من الطعام، يجب تشجيع الضيوف على أخذ بعض من هذا الطعام إلى المنزل. ويجب وضع كل ما تبقى على الفور في الثلاجة لحفظه وتناوله في يوم آخر.
وعلى العموم، ينبغي عدم ترك الطعام في درجة حرارة الغرفة لأكثر من ساعتين.
4- جعل بقايا الطعام وجبة غداء أو عشاء اليوم التالي – يوجد على الإنترنت الكثير من الوصفات التي يمكنها إلهامكم لاستخدام بقايا الطعام.
ويجب الحرص على تخزين أي بقايا طعام في الثلاجة أو المجمّد وتناولها في أقرب وقت ممكن.
5- تناول بقايا الطعام بالكامل قبل تحضير أطباق جديدة – إن غريزة تحضير شيء مختلف لكل وجبة مسألة شائعة جدًا، ولكن قبل طهي طبق جديد، يجب معرفة ما إذا كان لديكم أي شيء جاهز (ما زال استهلاكه آمنًا!) لإنهائه أولًا.
6- التبرع بما لا تستخدمونه – إذا اشتريتم علبًا إضافية أو مواد غذائية مجففة أو أغذية أخرى يمكن التبرع بها، هناك العديد من الجمعيات الخيرية المحلية التي تقبل هذه الأغذية لتوزيعها على المحتاجين.
يجب البحث على الإنترنت عن الأماكن القريبة منكم التي تقبل التبرعات.
7- استخدام بقايا الطعام في صناعة السماد العضوي – يمكن استخدام أي بقايا طعام أو طعام لا يمكن التبرع به أو إعادة استخدامه في صناعة السماد العضوي كبديل لرميه في سلة القمامة.
وهذا يسمح بإعادة تدوير المغذيات في التربة ويساعد على التقليل من العبء على مواقع كب النفايات.