كتب: رحاب الدين الهوارى بثينة خضر كاتبة من السودان الشقيق تكتب القصة والرواية، في مجموعتها “,”رائحة الخريف“,” تقدم الكاتبة هموم الإنسان العربي في السودان وخاصة المرأة السودانية عبر تاريخها ، وقد اختصت الكاتبة العلاقة بين الرجل والمرأة بنصيب كبير ، وقد يكون ذلك طبيعيا باعتبار مركزية الرجل بالنسبة للمرأة هذه المركزية التي تناقش عبر نماذج فنية من القصة القصيرة ، في هذه النماذج تتسم العلاقات فيها بأنها علاقات معتلة بمعني أن الخلل فيها واضح وجلي، هذا الاعتلال الذي يمكن تفسيره في إطار اللحظة الحضارية الراهنة من خلال اعتلال الوطن ومن ثم اعتلال الكيان الإنساني لكل من الرجل والمرأة، عن المجموعة يقول الناقد الدكتور ربيع مفتاح: رغم وجود الحدث محورًا أساسيا في معظم قصص المجموعة إلا أنه يأتي تابعا للشخصية التي تصنعه في معظم الأحيان، ويمكن أن نطلق تسمية قصة الشخصية، وهذا يتبلور في قصة “,”موت عبد الحكم“,” ومع أن العنوان يعطي انطباعًا بأن الشخصية الرئيسية هي عبد الحكم إلا أن الشخصية المحورية هي مستورة وتلاحظ دلالة الاسم ، هذه الفتاة التي تجاوزت الثلاثين ولم يطرق بابها أحد، وهي علي قدر من الوعي وقد أتاح لها ذلك المشاركة في العمل الاجتماعي ، ومن ثم تم تعيينها سكرتيرا ناطقا باسم اتحاد النساء السودانيات في قرية سدرة ثم تزوجت عبد الحكم الذي أساء معاملتها حتي عندما جاء يسترضيها قالت إنها لا تريده ولا تريد أن تكون زوجة له ، القهر النفسي والجسدي اللذان وقعا علي “,”مستورة“,” وصلا بها إلي مرحلة من التمرد والثورة، وفي تعليق الراوية الغائبة العليمة ترصد هذا المونولوج الداخلي في أعماق مستورة “,”هذه الأفعي التي ميزت إخوتها الذكور عنها فذهبوا للدراسة وظلت هي حبيسة الدار تغسل ملابسهم وتصنع طعامهم“,”. هذه العلاقة المعتلة بين مستورة وعبد الحكم فرضها واقع حياتي معتل من خلال هذا التفوق الذكري المفروض علي الأنثي والذي يهيمن ويسيطر ويظلم ويقهر بحكم تاريخي بعيد عن كل أحكام العقل.