مدير مراقبة الطاقة العالمية يحذر من "زلزال" بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية

حذر المدير التنفيذي لهيئة مراقبة الطاقة العالمية، فاتح بيرول، من أن تهديدات فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا قد تأتي بنتائج عكسية وتضر بالاقتصاد الروسي، حيث إن أي تصعيد للتوتر الحالي من شأنه أن يتسبب في زلزال في سوق الطاقة في الاتحاد الأوروبي وسيكون له عواقب أكثر على روسيا مقارنة بأوروبا.
وحسبما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، قال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لهيئة مراقبة الطاقة العالمية، إنه إذا خفضت روسيا إمدادات الغاز بشكل أكبر، فسوف تدفع الدول الأوروبية إلى السعي بشكل عاجل إلى الابتعاد عن الغاز الروسي، مما سيضر بوتين اقتصاديًا، وإذا أوقفت روسيا إمدادات الغاز إلى أوروبا، قد يكون لذلك تأثير زلزالي على الطاقة الأوروبية.
وقال بيرول لصحيفة الغارديان: "يتعين على روسيا أن تنظر في العواقب إذا توقفت إمدادات النفط والغاز الحالية إلى أوروبا".
وأضاف أن الشهرين المقبلين سيكونان "حاسمين" في تقرير كيف ستنتهي أزمة الطاقة الحالية. وقال إن الشتاء المعتدل من شأنه أن يخفف الضغط، ولكن إذا لم يحدث ذلك فستواجه أوروبا خيارات سياسية خارجية قاسية بشأن كيفية التعامل مع روسيا.
وكان بيرول قد قال في وقت سابق إن بوتين يفاقم أزمة الغاز في أوروبا لأسباب سياسية، حيث انخفضت إمدادات الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 25٪ في الأشهر الأخيرة على الرغم من زيادة الطلب، وأضاف "آمل أن تكون هذه مجرد صدفة".
بيرول، أحد أبرز خبراء الاقتصاد في مجال الطاقة في العالم، انتقد بشدة أيضًا باعتباره "غير مسؤول" أولئك الذين زعموا أن ارتفاع أسعار الطاقة في المملكة المتحدة وأوروبا والولايات المتحدة يجب أن يُلام على التحول إلى الطاقة منخفضة الكربون.
وقال "الادعاءات القائلة بأن التقلبات الحالية ناتجة عن الطاقة المتجددة مضللة على أقل تقدير، وليست مبنية في الواقع، هذه ليست أزمة طاقة نظيفة، أو أزمة طاقة متجددة، هذه الادعاءات غير مسؤولة ويتم استخدامها لمهاجمة الدعم العام للانتقال الصافي صفر ".
وأكد بيرول الأشخاص الذين يدلون بادعاءات كاذبة بأن التحول إلى صافي الصفر يرفع أسعار الطاقة إما أنهم لا يعرفون الحقائق، أو يهاجمون عمدًا الطاقة النظيفة لخدمة المصالح الخاصة لموردي الوقود الأحفوري.
وحث الحكومات على عدم إفساح المجال لمن يطالبون باستثمار أقوى في الوقود الأحفوري كعلاج لارتفاع الأسعار.
وحذر من أن "هذا سيكون قصر نظر، ويتعارض مع المصالح الاقتصادية الأساسية لهذه البلدان".
وقال إن اقتصاديات الطاقة المتجددة لا تزال استثمارًا جذابًا، حيث تمثل أكثر من 90٪ من قدرة الطاقة الجديدة التي تم تركيبها العام الماضي على مستوى العالم. وقال إنه للحد من ضغط ارتفاع أسعار الغاز، يتعين على الحكومات "تسريع الجهود بشأن الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.