نبيل نعيم: إسرائيل اخترقت أغلب الجماعات.. والتكفيريون جمعوا أموالًا طائلة من التهريب محمد كروم: مرسي امتداد لمبارك.. ويتاجر بالدين لتحقيق أهداف “,”الإخوان“,” حين قارب عام 1997 على الانتهاء كانت الجماعة السلفية الدعوية “,”أهل السنة والجماعة“,” قد نشأت في سيناء، وتفرعت منها خلايا الجماعات الجهادية، حتى وجدت منها جماعات منظمة، بدأت خطواتها الأولى جماعة التوحيد والجهاد، بقيادة خميس الملاخي، من بدو سيناء، وكانت عملية طابا في عام 2004، من أبرز عملياتها، والتي قام بها شاب فلسطينيبالعريش، يدعى إياد أبو صالح. وفي عام 2006 نفذت عملية شرم الشيخ، وثبت أنه تم تدريب منفذها في منطقة “,”دير البلح“,” بغزة، واعتقلت مصر حينها أيمن أبو نوفل، من قادة عز الدين القسام، واتهمته بأنه وراء تنفيذ العملية، إلى أن تم تهريبه بعد الثورة، حيث ظل في أسيوط لمدة يومين، ومنها إلى أنفاق سيناء ثم غزة . ويبدو من المشهد السيناوي المعقد، وجود اختلاط بين تنظيمات سيناءوغزة، إذ إن الأنفاق المفتوحة، والقرابة والصهر بين القبائل، فضلاً على التغلغل الإسرائيلي المخابراتي في المنطقة، وإسهاماته في وجود عناصر مسلحة بالمنطقة الحدودية، لتحقيق أهداف للدولة اليهودية، ساعد في هذا المشهد المختلط بين تنظيمات سيناء وجهاديي غزة، والتي تتماثل مع تنظيم القاعدة عقائديا، ومنها (لجان المقاومة الشعبية “,”كتائب الناصر صلاح الدين“,” ومؤسسها جمال أبو سهدانة، وجيش الإسلام بقيادة ممتاز دغمش، وجند الله الذي رأسه أبو قصير المقدسي، ومجلس شورى المجاهدين “,”أكناف بيت المقدس“,”، وجيش الأمة بقيادة أبو النور المقدسي، الذي قتلته حماس في مسجد بن تيمية برفح). وأوجدت الحدود المفتوحة، واختلاط جهاد الداخل بالخارج والعدو الداخلي بالخارجي، اختلاطا وتشابكا بين عمليات جهاديي غزة والسيناويين، ولم يعد يستطع أحد أن يفرق بسهولة، بين جند الله في غزة أو سيناء . ووفقا لتقرير صادر عن مركز إحياء الإسرائيلي، فإن تنظيمات الجهاد الإسلامية العاملة في غزة، يرغبون في استخدام سيناء دائما لتسود حالة من الفوضى، مضيفا أن “,”المجموعات الموجودة حاليا بسيناء، تتألف من جماعة التوحيد والجهاد، وهي مصرية خالصة من أهالي سيناء، وجماعة أنصار الإسلام، وهي فلسطينية تم تصديرها من قبل حركة حماس، وحينما التحمت الجماعتان معا كونتا تنظيما تكفيريا موحدا يستخدم السلاح“,” . ويقول شيخ تنظيم الجهاد في مصر، نبيل نعيم، إن الجهاديين في سيناء، بدأوا مع خالد مساعد، وهو طبيب أسنان من العريش، وانتموا لتنظيم الجهاد، حتى نفذوا تفجيرات طابا وشرم الشيخ، وكانوا يريدون تنفيذ عمليات ضد اليهود، موضحا أنه عُرض على خالد مساعد تسفير أعضاء التنظيم لأفغانستان، لكنه رفض، وقال إن “,”الجهاد بجوارنا في إسرائيل“,”. وأضاف نعيم أن خالد قُتل في اشتباكات مع الأمن عام 2005، وكان معه 300 شخص مدربين على السلاح، مشيرا إلى أن الشرطة اعتقلت، عقب مقتله، نحو 3 آلاف من أهالي سيناء، مع مجدي الصفتي ويسري عبدالمنعم، وهم قادة تنظيم “,”الناجون من النار“,”، الذين حاولوا اغتيال حسن أبوباشا، وزير الداخلية الأسبق، وخرج أغلبهم عقب ثورة 25 يناير، لكن عبد المنعم، ذهب للعريش واتصل بالسيناويين، فتم اعتقاله مرة أخرى . وأشار إلى أنه تم اعتقال بعضهم مع الشوقيين التكفيريين من الفيوم، ففسدت أفكارهم، وهرب جزء منهم من سجني أبو زعبل والمرج، خلال أحداث ثورة 25 يناير، وأعلنوا عن تنظيم “,”التكفير والجهاد“,”، فاصطدموا بالسلفيين، فسموا أنفسهم “,”التوحيد والجهاد“,”، وأجروا اتصالات بمحمد صلاح، وممتاز دغمش، وعملوا في التهريب، وتاجروا في الدولار المضروب، والسولار. وأكد نعيم أن إسرائيل تخترق أغلب تلك الجماعات، التي جمعت أموالاً طائلة من عمليات التهريب، وزودوا تجارتهم غير الشرعية مع قبائل أولاد علي، حيث توجد علاقات نسب بينهم، وتاجروا معهم في السلاح، وبدأوا ينقلونه لسيناء، مضيفا أن كمائن الجيش كانت ضعيفة في هذا الوقت، ويعرفون 100 ألف طريق لتهريبه، وأشار إلى أنهم اتصلوا بعدها بالقاعدة، حيث أغراهم أحد قادتها في مصر برفع أعلام القاعدة . فيما قال القيادي الجهادي السابق، محمد كروم، إن جهاديي سيناء “,”خلايا عنقودية“,”، ويؤكد ذلك أسماء الجماعات المتغيرة التي تظهر كل حين، مثل التوحيد والجهاد، أو أنصار الجهاد، مدللاً بالبيان الذي أعلنته جماعة أنصار الجهاد في سيناء، عن مبايعتها لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، والانسياق إلى تعاليمه ومخططاته. وظهرت جماعة أنصار الجهاد في سيناء، بإعلانها المسئولية الكاملة عن تفجيرات الغاز المؤدي إلى إسرائيل عبر شمال سيناء، وتفجير إيلات في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، والتي قتل فيها 8 جنود إسرائيليين في أغسطس الماضي . وأضاف كروم أن تنظيمات سيناء منفصلة عن مجموعات غزة، لكنهم في تواصل ويتصورون أن الجهاد الخارجي أولى من جهاد الداخل، مشيرا إلى الموساد لديه معلومات عنهم، لكنه يتركهم من أجل تحقيق أهداف، حيث كان بيد إسرائيل أن تمنع هذه العمليات، لكنها تحقق مكاسب أكثر منها . وأكد كروم أن سياسة الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان، ستضخم هذه الجماعات، معتبرًا أنه يتاجر بالدين، ويتخذه سلمًا لتحقيق أهداف الجماعة . وأوضح أن جهاز أمن الدولة السابق، هو السبب في انتشار الجماعات في سيناء، بعدما شن حملات على مشايخ القبائل، واعتدى على سيدات سيناء، مما أوجد ضغينة بين الدولة والشباب، مضيفا أن مرسي لم يطيب هذه الجراح، وتركها موجودة، وتزايدت، معتبرا أنه امتداد لنظام مبارك، حيث تشهد السجون في عهده ما لم يحدث في عهد الرئيس السابق. وتابع كروم: “,”إذا أراد مرسي معالجة مشكلة سيناء، فعليه أن يلجأ إلى مشايخ الجهاد، الذين كتبوا وثيقة ترشيد العمليات الجهادية، كما أن له تأثيرا كبيرا على فصائل فلسطين، كحماس وعليه أن يتواصل معهم، لحل المشكلة، لأن له دخلا كبيرا في تفاقمها“,”، مؤكدا أن أي ضعف للجيش المصري يصب في صالح إسرائيل . ويدلل انتشار التيارات الجهادية بعد الثورة المصرية، على عدم وجود تعارض مطلقا بين الربيع العربي، وبين عودة العنف والتكفير، اللذين يستقران غالبا في المناطق التي توجد بها فوضى سياسية، مثل سيناء التي تعتبر حياة آمنة لتلك التنظيمات، ونقطة انطلاق.