نشرت صحيفة "الاندبندت" تقريرا عن بحث علمي حول تأثير التغيرات المناخية في مسار الحضارات البشرية، مؤكدة أن هناك احتمالات بأن يتسبب الجفاف في فناء الحضارات القديمة. وقالت الصحيفة: أولى الحضارات العظيمة في العالم انهارت بسبب ما ذكرته الحكايات القديمة عن تغير المناخ، مضيفة أن بحث علمي جديد أثبت أن العصر البرونزي "عصر المدن الكبرى"، في منطقة وادي السند في باكستان، وشمال غرب الهند انحدرت أثناء القرن الواحد والعشرين والقرن العشرين قبل الميلاد، ولم تتعاف، بسبب الزيادة الهائلة في ظروف الجفاف. قامت جامعة كامبريدج وباناراس الهندية الهندوسية بالبحث كاشفة عن سلسلة من موجات الجفاف الذي دام ل200 سنة، ضربت منطقة وادي السند، وربما كانت مسئولة عن التدهور السريع في العصر البرونزي الذي كان متدينا بشكل كبير في المنطقة. واكتشفت نتائج الأبحاث أن علامات الجفاف تزامنت مع المكتشفات الأثرية في قاع بحر العرب وخليج عمان، وكهوف شمال شرق الهند وجنوب شبه الجزيرة العربية. ويعتقد الآن أن الجفاف الذي ضرب أنحاء العالم كان مسئولا بشكل جزئي عن انهيار ليس فقط حضارة وادي السند، ولكن أيضا الإمبراطورية الأكادية القديمة، ومصر وحضارات العصر البرونزي المبكر في اليونان. ويدرس العلماء انهيار حضارة وادي السند، وحصلوا على أدلة جديدة من قاع بحيرة جفت بالقرب من العاصمة الهنديةنيودلهي التي تبعد 40 ميلا إلى الشرق من الطرف الشرق من حضارة وادي السند. يقول عالم الآثار في جامعة كامبريدج الدكتور كاميرون بيتري أن علماء الآثار باتوا في وضع فريد أثناء التحقيق في تغيير المناخ في الماضي، لأننا نأمل في الوصول إلى رؤية حول استجابة الناس قبل وأثناء وبعد مراحل الجفاف، كيف تكيفوا مع التغيرات المناخية، حتى نتعلم من الماضي في التعامل مع الشعب، ونستطيع الحفاظ على تراثنا في المستقبل. ونشر البحث في مجلة الجيولوجيا، وقامت بعرضها صحيفة "الاندبندنت" البريطانية.