«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الشيخ جراح» تعيد القضية الفلسطينية إلى اهتمامات العرب.. «القدس» بعيون قادة إسرائيل وأمريكا.. «زهرة المدائن» تتصدر اهتمامات الاحتلال من «بن جوريون» إلى «نتنياهو»
نشر في البوابة يوم 13 - 05 - 2021

أكثر من سبعين عاما على النكبة العربية، والشعب الفلسطيني الأعزل يواجه آلة البطش الإسرائيلية بصدور عارية، فى محاولة لإجهاض مخططات الاحتلال الذى تمدد فوق الأرض العربية فى فلسطين كما يتمدد الثعبان فى الرمل، وآخر محاولات تمدد ثعبان تل أبيب كانت فى حى الشيخ جراح الواقع فى مدينة القدس الشرقية المحتلة منذ نكسة 1967 إلا أن الشعب الفلسطينى تصدى للمخطط الإسرائيلى؛ فلا يكاد الضجيج حول القضية الفلسطينية يتراجع ويتوارى حتى يعود الفلسطينيون ثائرين ضد بطش الاحتلال، يحتجون هاتفين بقبضات مشدودة يلكمون بها الهواء، ويرفعون الصوت رفضا واستنكارا لمحاولات تهجير عائلات فلسطينية ضاربة جذورها فى الأرض العربية.
ووقف الفلسطينيون منذ نهاية أبريل المنصرم ضد إجراءات الاحتلال التى تهدف إلى تهجير عائلات فلسطينية من حى الشيخ جراح بالقدس الشرقية، لصالح الجمعية الاستيطانية "نحالات شمعون"، التى تدعى امتلاكها لتلك الأرض، إلا أن الفلسطينيين تضامنوا مع العائلات، ويطالب المستوطنون بإخلاء منازل 58 عائلة فلسطينية، وتصاعدت الأزمة بشن الاحتلال لعدوان على قطاع غزة سقط على إثره العشرات من الشهداء بينهم أطفال ونساء فى الوقت الذى أصيب المئات، وتضامن عدد من قناصل دول أوروبا، مع الفلسطينيين، بزيارة حى الشيخ جراح فى القدس المحتلة للتعرف على وضع الأسر المهددة بالطرد.
وأنشأت الأردن حى الشيخ جراح ليصبح مساكن لإيواء الفلسطينيين الذين هُجروا من ديارهم، وبحسب وثائق نشرتها وزارة الخارجية الأردنية، فإن الوثائق تخص 28 عائلة فى حى الشيخ جراح هُجرت بسبب حرب عام 1948.
يشار إلى أن أكثر من 200 ألف مستوطن يعيشون في القدس الشرقية على أراضى الفلسطينيين الذين يزيد تعدادهم على 300 ألف نسمة.
ويضمر الاحتلال الإسرائيلى نيات خبيثة تجاه مدينة القدس المحتلة، طوال أكثر من سبعين عاما، أجريت خلالها العديد من المباحثات لا تتعدى كونها "مفاوضات الطرشان" التي أفضت إلى لا شىء، وكانت القدس المحتلة هى القضية التى تتكسر عليها كل المحاولات الإسرائيلية وتنهار أى مفاوضات بعدما تظهر النيات الخبيثة تجاه المدينة المقدسة.
فقد احتلت إسرائيل مدينة القدس الغربية فى عام النكبة 1948 وفى عام النكسة 1967 خضعت القدس الشرقية لسلطات الاحتلال بعد عدوان الخامس من يونيو، وفى عام 1980 أقر الكنيست الإسرائيلى قانونا بتوحيد المدينة واعتبارها العاصمة الأبدية لإسرائيل، وهو القانون الذى جوبه برفض دولى كبير، وكانت الطامة الكبرى هي اعتراف الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، فى ديسمبر من عام 2017 لتظل «زهرة المدائن» محورًا للصراع العربى الإسرائيلى.
منذ بدء الصراع العربى الإسرائيلى ومدينة القدس لها وضع خاص فقد نص قرار التقسيم الصادر فى 1947 الذى أقر دولتين عربية ويهودية فوق الأرض التاريخية لفلسطين، ونص على تدويل المدينة المقدسة، وإثر انسحاب بريطانيا فى الرابع عشر من مايو 1948 سيطرت القوات الأردنية على المدينة القديمة والقدس الشرقية، ولكن في 1967 استولت إسرائيل على كامل مدينة القدس الشرقية والغربية.
وفي 1980 أقر الكنيست الإسرائيلى قانونا أعلن القدس «الموحدة» عاصمة لإسرائيل، وهى الخطوة التى لا تحظى بأى تأييد دولى حيث تعتبر الأمم المتحدة أن القدس الشرقية أرض محتلة، وعلى مدى أكثر من 7 عقود من إعلان إسرائيل ظلت القدس الهدف الرئيس لمخططات الإسرائيليين الذين يرغبون دومًا فى الإستيلاء على كامل المدينة المقدسة وعدم الاكتفاء بالقدس الغربية وفقا للقرار الأممى 242 الصادر بعد نكسة 1967، ويجاهر القادة فى إسرائيل وكذلك الولايات المتحدة الداعم الأكبر لتل أبيب، بالتصريح بأن "زهرة المدائن" ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية دون مواربة، ليصبح التفاوض بشأنها دربا من دروب العبث.
نواف الزور
وفى التقرير التالى نستعرض أبرز تصريحات ورؤى قادة إسرائيل والولايات المتحدة بشأن مدينة القدس المحتلة.
«بن جوريون» وأول مخالفة إسرائيلية بشأن القدس
كانت أول مخالفة إسرائيلية لقرارات الدولية بشأن تدويل القدس فى 1949 هو ما أصدره ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل بنقل مقر الحكومة الإسرائيلية إلى القدس، وفى حديثه لصحيفة معاريف العبرية فى 28 أبريل من عام 1971 قال «بن جوريون» إنه «طمعًا فى ضم القدس فيما بعد إلى حدود دولة إسرائيل رفض إدراج حدود الدولة فى إعلان الإستقلال لاعتقاده أن الجيش الإسرائيلى هو الذى سيتولى تعيين الحدود لا قرارات الأمم المتحدة».
وأضاف بن جوروين «لقد قبلت الشعوب العربية قرار الأمم المتحدة وربما كنا قبلنا قرار التقسيم أى أن تكون القدس ويكون النقب والجليل الغربى خارج الدولة، ولو كان العرب قد وافقوا آنذاك لكانت هذه هى الحدود».
وأورد الكاتب والباحث الفلسطينى والخبير فى الشئون الإسرائيلية نواف الزرو، فى دراسة له بعنوان «القدس فى مشاريع التسوية السياسية» نص النقاش الذى دار فى الكنيست الإسرائيلى فى يونيو من عام 1948 حيث أكد بن جوريون أن «مسألة القدس ليست مسألة ترتيبات فى أساسها، ولا مسألة سياسية، بل في المقام الأول مسألة قدرة عسكرية، ورغم أننا لا نستطيع حل كل مشكلات القدس بالقوة العسكرية وحدها، لكنها المرحلة الأولى لاحتلال القدس، تعقبها بعد ذلك مراحل عدة تتعلق بالجانب الاقتصادى والاجتماعى وأيضا الديموغرافى للقدس».
القدس بعد النكسة «لن تعود»
ويصف ويليام كوانت مستشار الأمن القومى فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر، الوضع فى إسرائيل بعد حرب 1967 وكيف كانت الرؤية لمدينة القدس المحتلة فى كتابه «عملية السلام.. الدبلوماسية الأمريكية والصراع العربى الإسرائيلى منذ 1967» قائلا «نظرًا لضخامة انتصار إسرائيل فى حرب عام 1967، كان بعض الإسرائيليين يتوقعون ألا يكون أمام العرب عقب ذلك مباشرة إلا خيار السعى إلى السلام، ولكن هذا لم يحدث».
ويضيف «كوانت» قائلًا «فيما يتصل بمدينة القدس المحتلة كان الموقف واضح وصريح دون أى احتمالات، القدس لن تعاد وعلى الفور تقريبًا أعلنت إسرائيل من جانب واحد توسيع الحدود البلدية للقدس، وضم الأجزاء الشرقية منها».
موشيه ديان: عدنا للقدس ولن نبارحها أبدا
وكان موشيه ديان هو وزير الدفاع الإسرائيلى إبان نكسة 1967 التى سقطت فيها القدس الشرقية فى قبضة الاحتلال، وأورد نواف الزرو تصريحا لديان عقب دخوله للقدس المحتلة قال فيه «لقد أعدنا توحيد المدينة المقدسة وعدنا إلى أكثر أماكننا قدسية، عدنا ولن نبارحها أبدا».
مشروع مائير بشأن القدس المحتلة
فى عام 1971 أجرت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل إبان حرب أكتوبر 1973 حوارا مع صحيفة «التايمز» البريطانية نشر فى مارس 1971 أكدت خلاله رفضها لمقترحات الرئيس محمد أنور السادت بشأن مدينة القدس المحتلة، وقالت مائير «تبقى القدس موحدة، وجزءا لا يتجزأ من إسرائيل»، وهو نفس الموقف الذي أعلنه إيريل شارون فى عام 1989 بأن «القدس ستبقى موحدة تحت سلطة إسرائيل»، وفقا لما ذكرته صحيفة معاريف العبرية فى مارس 1989.
بنيامين نتنياهو: لا تفاوض على القدس
خلال توليه رئاسة وزراء إسرائيل للمرة الأولى فى الفترة من عام 1996 إلى عام 1999 أدلى بنيامين نتنياهو بعدة تصريحات صحفية بلور خلالها موقفه من مدينة القدس المحتلة كان أبرزها، تصريحه لصحيفة «لوفيجارو» الفرنسية فى 18 يناير 1997 قائلًا «إن القدس لن تكون موضع تفاوض نهائى وليكن هذا معلومًا بشكل نهائى»، وفى الشهر التالى من نفس العام صرح نتنياهو ل«معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى» بأن «القدس سوف تستمر غير مقسمة وتحت سيادتنا ولن نعيد تقسيم القدس»، وأعاد التأكيد على نفس التوجه خلال خطابه فى مركز «بيجن – السادات للدراسات الإستراتيجية» فى يونيو 2009 حيث قال «إن إسرائيل تحتاج إلى حدود قابلة للحماية وإن القدس عاصمة إسرائيل ستبقى موحدة».
وخلال خطابه في افتتاح دورة الكنيست الشتوية فى 27 أكتوبر 2014 أشار إلى أن «الفرنسيين ينفذون مشاريع البناء فى باريس فيما يفعل ذلك الإنجليز فى لندن والإسرائيليون فى القدس».
مادلين أولبرايت وقدسية «زهرة المدائن»
في مذكراتها المعنونة ب«الجبروت والجبار» تحدثت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون عن مدينة القدس قائلة «خلال سنة 2000 سنتنا الأخيرة فى الحكم بذل الرئيس كلينتون والمفاوض الخاص دينيس روس وأنا جهودًا كبيرة مع ممثلى الإسرائيليين والفلسطينيين لإيجاد طريقة للالتفات على العقبات أمام تسوية سلمية».
وأضافت مادلين أولبرايت «كانت القدس من أكبر العقبات إزعاجًا فقد أصر الفلسطينيون على أن المدينة المعروفة باسم القدس يجب أن تكون عاصمة لدولتهم كما طالبوا بالسيادة التامة على الحرم الشريف وفى أثناء المباحثات استعرضنا مجموعة من التغيرات الخلاقة على موضوعى الولاية القانونية والسلطة بل إننا سألنا الجانبين إذا كانا يقبلان بما اعتقدنا أنه فكرة جديدة: «السيادة الإلهية» على المواقع الأكثر قداسة».
وعن رؤية «كلينتون» للوصول إلى حل فى تلك المشكلة اقترح ما يلى: «ما هو عربى فى المدينة يكون للفلسطينيين وما هو يهودى للإسرائيليين»، وذلك يعنى السيادة الفلسطينية على الحرم الشريف والأحياء العربية حيث يمكن أن يكون للفلسطينيين عاصمتهم، والسيادة الإسرائيلية على ما تبقى من المدينة بما فى ذلك الحائط الغربى».
وتضيف «أولبرايت» عن رد فعل الجانبين «وافق رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود باراك على أفكار الرئيس وبذلك قبل بإعادة تقسيم القدس وهو أمر تعهد الإسرائيليون اللاحقون بمن فيهم باراك نفسه عدم القيام به البتة ووافق أيضا على دولة فلسطينية تتكون من 97 بالمائة من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية»، فيما كان رد فعل الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات على غير الرغبة الأمريكية حيث قال «أفتقر إلى السلطة التى تمكننى من تقديم تنازلات تتعلق بالمقدسات الإسلامية» وتعلق «أولبرايت» قائلة «لم يكن بوسعه التسوية فى قضايا مقدسة عند كل المسلمين فى العالم».
وتشدد وزير الخارجية الأمريكية إبان حكم الرئيس كلينتون على أن «عرفات» أضاع فرصة أن يكون أول رئيس لفلسطين معترف به دوليًا.
رايس وسيطًا بين «عباس» و«أولمرت»
فى مايو 2008 كانت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس فى عهد الرئيس جورج بوش الإبن، قد وصلت إلى إسرائيل لبحث حلًا للقضية الفلسطينية، وقد فاجأها إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلى آنئذ باقتراح عن رغبته فى الوصول لاتفاق مع الفلسطينيين وتدون «رايس» أهم ما قاله رئيس الوزراء إسرائيلى فى مذكراتها «أسمى مراتب الشرف» قائلة «إن إسرائيل بحاجة إلى التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين قبل انتهاء مدة ولايتكم، أريد أن أفعل ذلك بشكل مباشر مع أبومازن».
وتابع أولمرت لرايس «أنا أعرف ما يحتاجه، يريد شيئًا بخصوص اللاجئين والقدس، سوف أعطيه ما يكفى من الأرض ربما نحو 94٪ مع بعض المقايضات، لدى فكرة بخصوص القدس، سيكون ثمة عاصمتان، واحدة لنا فى القدس الغربية وواحدة لهم في القدس الشرقية، ويتم اختيار رئيس المدينة المشترك وفق النسبة المئوية لعدد السكان، وهذا يعنى رئيس بلدية إسرائيليًا لذلك يكون نائبه فلسطينيًا، وسوف نستمر بتزويد الأمن للمواقع المقدسة لأننا نضمن حرية الوصول إليها، سوف أقبل بعض الفلسيطنيين داخل إسرائيل، ربما نحو خمسة آلاف شخص».
وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق وفقًا لرواية «رايس» فى مذكراتها «كنت أفكر بكيفية إدارة المدينة القديمة يجب أن يكون ثمة لجنة من الأشخاص (ليس أشخاصًا مسئولين بل من الحكماء) من الأردن والسعودية والفلسطينيين والولايات المتحدة وإسرائيل، وسوف يشرقون على المدينة إنما ليس من خلال دور سياسى».
تتابع رايس «ذهبت في اليوم التالي للقاء عباس، حدثته بتفاصيل الاقتراح الذى قدمه أولمرت وأخبرته بالطريقة التي يريد رئيس الوزراء السير بها، وبدأ عباس يفاوضنى من فوره، وقال «لا أستطيع أن أقول لأربعة ملايين فلسطينى بأن خمسة آلاف فرد منهم فقط يستطيعون العودة إلى ديارهم».
أوباما: القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل
فى منتصف عام 2008 نال باراك أوباما ثقة الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية، وكان أول تصريح له بعد ذلك هو التأكيد على أن مدينة القدس المحتلة، يجب أن تبقى عاصمة لإسرائيل.
وقال أوباما الذي تولى سدة الحكم في الولايات المتحدة لولايتين متتاليتن "من 2008 حتى 2016" فى خطاب ألقاه أمام الاجتماع السنوى للجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية "إيباك"، وهى أقوى منظمة مؤيدة لإسرائيل فى الولايات المتحدة، "القدس ستبقى عاصمة إسرائيل ويجب أن تبقى موحدة".
ترامب يصدر أخطر قرار أمريكى بشأن القدس المحتلة
كان أخطر قرار أمريكى بشأن مدينة القدس المحتلة هو الذى اتخذه الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة دونالد ترامب، حينما أعلن فى ديسمبر من عام 2017 عن نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، وبذلك يخطو ترامب خطوة أجلها كل الرؤساء الأمريكيين اتخاذه منذ عام 1995، حيث أكد أنه أو فى بوعد "فشل" سلفاؤه بالوفاء به، مشيرا إلى أنه "حان الوقت للاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل" معتبرا أنه إنما يعترف أصلا ب"واقع" قائم.
تناقض بايدن بشأن القدس
وبدا الرئيس الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن متناقضا بشأن موقفه من مدينة القدس المحتلة، حيث أكد على أنه لن يعيد السفارة الأمريكية من القدس إلى تل أبيب وفي الوقت نفسه انتقد قرار سلفه ترامب الذى اتخذ قرار نقل السفارة فى ديسمبر 2017.
وتعد بايدن بإبقاء السفارة الأمريكية فى إسرائيل فى موقعها الجديد بالقدس، ووعد أيضا بإعادة فتح القنصلية الأمريكية فى القدس الشرقية. وعبر الرئيس بايدن خلال حفل لجمع التبرعات أقيم عبر الإنترنت خلال شهر أبريل من العام الماضى عن أسفه للخطوة التى أقدم عليها الرئيس دونالد ترامب بنقل السفارة من تل أبيب، مؤكدا أن السفارة "ما كان ينبغي أن تُنقل من مكانها" قبل التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط يلحظ مثل هذه الخطوة.
وقال بايدن "أما وقد حصل ذلك فأنا لن أعيد السفارة إلى تل أبيب"، مضيفا "لكن ما سأفعله... هو أننى سأعيد أيضا فتح قنصليتنا فى القدس الشرقية لإجراء حوار مع الفلسطينيين، وستحث إدارتى الجانبين على القيام بمبادرات لإبقاء آفاق حل الدولتين على قيد الحياة".
وأكد أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكى فى إدارة بايدن على موقف الأخير من القدس مجيبا على سؤالا وجهه له أعضاء الكونجرس فى جلسة عقدت يناير الماضي عما إذا كان يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث أجاب ب"نعم"، وفيما إذا كانت السفارة الأمريكية فى إسرائيل ستبقى فى القدس، مجيبا أيضا ب"نعم".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.