تشرف عائلتان مسلمتان على كنيسة القيامة؛ فبينما تقوم عائلة نسيبة بفتح وغلق باب الكنيسة يوميا، تتولى عائلة جودة حفظ مفاتيحها. فمنذ استلام ابن أم عمارة المازنية الخزرجي، "يعود نسب عائلة نسيبة إليه"، مفتاح كنيسة القيامة من الخليفة عمر بن الخطاب، والعائلة تتوارثه منذ القرن السابع للميلاد إلى يومنا هذا. استلام مفاتيح الكنيسة جاءت العائلة مع الخليفة عمر بن الخطاب فاتحة لمدينة القدس، وعندما وصل الخليفة إلى كنيسة القيامة، كان في استقباله البطريرك الأرثوذكسي صفرونيوس، الذي قدم له مفتاح القدس وكنيسة القيامة، فيما منحهم الخليفة العهدة العمرية "أمنهم فيه على كنائسهم وممتلكاتهم، واشترط ألا يسكن أحد من اليهود معهم في المدينة". وكان ابن أم عمارة، بجانب الخليفة عمر بن الخطاب، فدفع إليه الأخير بالمفتاح، لتتوارثه العائلة منذ ذلك التاريخ. إلا أن "نسيبة" يقول إن عائلة جودة تسلمت في عهد الأتراك "فرمانا عثمانيا"، في العام 1612، يقضي بانضمامها إليهم في الإشراف على الكنيسة المقدسة، وباشرت العائلة هذه المسؤولية فعليا في العام 1624، حين انتقلت المفاتيح إلى حوزة عائلة جودة، بينما تولت عائلة نسيبة مسؤولية فتح وغلق أبواب الكنيسة، يوميا، من الساعة الرابعة فجرا حتى الثامنة مساء. كيف يتم فتح الكنيسة يأتي مندوبا من عائلة جودة يوميا إلى باب الكنيسة، ليسلم بدوره مفاتيحها إلى نسيبة الذي يقوم بفتحها، ويعود في المساء كي يتسلم المفاتيح بعد إغلاقها، مشيرا إلى أن العائلة مسؤولة أيضا عن استقبال كبار الضيوف الذين لا ينقطعون عن زيارة الكنيسة على مدار العام. هنالك ثلاثة أيام في العام، تقدم مفاتيح كنيسة القيامة إلى الطوائف المسيحية الكبيرة، وهي الروم الأرثوذكس واللاتين الفرنسيسكان والأرمن، وفي يوم "الجمعة العظيمة" إذ تقوم عائلة جودة وآل نسيبة بتقديم المفتاح عند مدخل باب الكنيسة، حيث يقدّم ممثل البطريركية المفتاح إلى أحد أفراد عائلة نسيبة لفتح الكنيسة، وبعد فتحها يسلمها لأحد أفراد عائلة جودة. وكذلك في سبت النور للأرمن تزور العلئلة بطريركة الأرمن، وتقدم لهم مفتاح الكنيسة.