مصر تنتظر 2 مليار دولار سنويا من عودة الطيران إلى شرم الشيخوالغردقة عودة أكثر من 100 الف عامل إلى شرم الشيخوالغردقة فورا إعادة فتح البازارات المغلقة وعودة كثافة الحركة السياحية تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تم فيه التوافق على استئناف حركة الطيران الكاملة بين مطارات البلدين بما في ذلك الغردقةوشرم الشيخ، وذلك بعد التعاون المشترك الناجح بين الجانبين في هذا الإطار وبناء على ما توفره المطارات المصرية بالمقاصد السياحية من معايير الأمن والراحة للسياح الوافدين. هذا هو الخبر الذي تم الإعلان عنه قبل ساعات لكن قبل الإعلان عن الخبر هناك تفاصيل واحداث وتفاهمات كبيرة حدثت في الكواليس وطوال سنوات كان الهدف الدائم منها هو المصلحة مصلحة مصر ومصلحة روسيا. وفي السياسة يجب ان تفتش دائما عن المصلحة التي غالبا ما تكون اقتصادية فعقب سقوط الطائرة الروسية في سيناء عام 2015 توقفت تمام حركة السياحة إلى مدينة شرم الشيخ وتضرر أكثر من 50 الف عامل يعملون بالسياحة بجنوبسيناء و أكثر من 10 ألاف عامل تركوا السياحة كانوا يعملون بمنتجعات جنوبسيناء و85 فندقا اغلقت وديا وأغلقت مئات المحلات والبازارات تجنبا للخسائر ورغم أن جنوبسيناء تعرضت لعدة أزمات سابقة لكن كانت هذه الازمة بمثابة " القشة التى قصمت ظهر البعير" كما يصفها العاملون بالسياحة فلم تتأثر المدينة بالأزمات السابقة من هجمات إرهابية وأحداث 11 سبتمبر والتفجيرات الإرهابية وحرب الخليج وهجوم اسماك القرش بالإضافة للأحداث المتعاقبة بعد الربيع العربى وفض اعتصام رابعة لكن لأول مرة يضرب الركود والكساد شرم الشيخ وتصبح المدينة شبه خاوية من السياح الاجانب وتهجرها العمالة بدون امل في العودة. وحتى جهود الحكومة في مبادرة السياحة الداخلية لم تنجح في جلب سياح بأسعار مناسبة وساعدت فقط على تشغيل الفنادق وقد بلغت الخسائر في القطاع السياحى 3 مليارات دولار في السنة ورغم مجهودات الدولة المصرية والتطوير الضخم في المطارات وأنظمة الامن ورغم عودة السياحة بشكل جزئى إلى شرم الشيخوالغردقة وعودة دول مثل أوكرانيا وبولندا وغيرها لكنها كانت خالية من السياحة الروسية وحتي نعرف أهمية السائح الروسي لمصر بصفة عامة وللغردقة وشرم الشيخ بصفة خاصة يجب ان نعلم انها كانت تمثل 33 في المائة من إجمالي السياحة الوافدة إلى مصر عام 2014 بعدد يصل إلى 3.2 مليون سائح روسي، استفادت منهم خزينة الدولة المصرية بنحو 1.9 مليار دولار وهذه الأرقام وفق إحصاءات وزارة السياحة المصرية في مطلع عام 2015. كما ان السائح الروسي وفقا ل "جمعية مسافرون" للسياحة والسفر يمثل أكثر من 50% من الحركة الموجودة في مدينة الغردقة في الفترة من 2010 وحتى 2015 وتليها مدينة شرم الشيخ ثم القاهرة ورغم ان السائح الروسي من نوعيات السائح ذات الإنفاق المنخفض، لأنه يعتمد في وسائل الترفيه على المنتجعات السياحية والفنادق والقرى التي يقيم فيها وضعيف جدا في الإنفاق خارج هذه المنتجعات ولكنه معروف بقضاء عدد ليالي أكثر داخل منتجعاتنا السياحية ونحن لدينا ثروة هائلة من المنتجعات السياحية وشواطئ جميلة وطقس معتدل طوال العام وهذا ما يبحث عنه السائح. لذلك عودة السياحة الروسية هي قبلة الحياة للغردقة وشرم الشيخ وايذان بعودة عشرات الالف من فرص العمل التي كانت قد هجرت القطاع السياحي وايذانا بعودة تدفق ما يقارب من 2 مليار دولار سنويا من السياحة الروسية اتصال السيسي وبوتين لم يقتصر على عودة السياحة ووفقا لتصريحات السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الاتصال تناول التباحث حول تطورات عدد من أهم القضايا الإقليمية، وعلي رأسها تفاصيل الأوضاع في ليبيا، فضلًا عن مستجدات ملف سد النهضة، وكذلك موضوعات التعاون الثنائي في المجالات الاستثمارية خاصة ما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس، وكذلك محطة الضبعة النووية، وقد تم التوافق حول زيادة التنسيق المتبادل وتعزيز مسار العلاقات الثنائية على كافة المستويات، على نحو يعكس ثقل وأهمية البلدين وتاريخ التعاون المشترك لمواجهة التحديات التى تمس مصالح الدولتين والشعبين الصديقين، خاصةً في ظل اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة بينهما. وهذا يعطي مؤشر على الانفتاح الروسي على مصر بعد سنوات لم تستجيب فيها لطلبات عودة الطيران إلى شرم الشيخوالغردقة رغم الشهادات العالمية ب أمان المطارات المصرية وهو ما يعني انه كانت هناك مرحلة مفاوضات يبحث فيها كل طرف عن اقصي استفادة ممكنة وعندما حصل التوافق تم الإعلان عن عودة السياحة الخبراء يقولون ان هناك حالة من التفاهمات وتبادل المصالح قد تمت بين القاهرة وموسكو وان هذه التفاهمات شملت قضية غاز المتوسط وسد النهضة في المقام الأول وان التفاهم في هذين الملفين ادي إلى انفراجه في ملف السياحة.