المؤبد لسائق والمشدد لاثنين آخرين قتلوا ميكانيكي في المرج

قضت محكمة جنايات القاهرة بالمؤبد 25 عامًا على سائق توك توك، والمشدد 15 سنة على اثنين آخرين، لاتهامهم باستدراج ميكانيكي وقتله بغرض سرقته في المرج.
وكانت البداية مع مشادة كلامية نشبت بين المتهم الأول ويدعى "ا. ك. ن"، 28 سنة، ويعمل سائق توك توك والمجني عليه ويدعى "ص. ج"، 39 سنة، صاحب ورشة ميكانيكا لإصلاح الدراجات البخارية والتوك توك، لخلاف بينهما على تكلفة إصلاح التوك توك المملوك للمتهم الأول، والذي رفض دفعها للمجني عليه، وفق المتفق عليه بينهما.
بدأت الواقعة في أواخر 2018، حينما ذهب المتهم الأول مستقلا التوك توك الخاص به لورشة المجني عليه لإجراء بعض الإصلاحات عليه، وبالفعل اتفق الطرفان على أن يقوم المجني عليه بتسليم التوك توك للمتهم بعد إصلاحه خلال يومين، على أن يدفع الأخير له مبلغا ماليا 500 جنيه مقابل الإصلاحات، ووافق الطرفان، إلا أنه في اليوم المحدد لاستلام التوك توك، رفض المتهم أن يدفع المبلغ كاملًا مكتفيا بدفع 300 جنيه فقط، ما أثار غضب المجني عليه، ورفض تسليمه التوك توك، وبالفعل غادر المتهم الورشة، وفي صبيحة اليوم التالي حضر إلى الورشة ومعه باقي المبلغ ال 200 جنيه المتبقية، ودفعها للمجني عليه، ولكن المتهم عند مغادرته للورشة ردد بعض عبارات التهديد للمجني عليه، قائلا: "أنا هعرف آخد الفلوس اللي أخدتها مني غصب أضعاف".
وبعد مرور قرابة ال 5 أيام على الواقعة تلاحظ غياب المجني عليه عن الورشة، فتم إبلاغ الأجهزة الأمنية بذلك، وبعدها تلقى قسم شرطة المرج بلاغا من الأهالي يفيد العثور على جثة شاب في العقد الرابع من العمر، وبمعاينة الجثة تبين أنها تخص المجني عليه المبلغ باختفائه، ونظرًا لكونه يعيش وحيدًا وغير متزوج، تعرف عليه العاملون معه بالورشة، وبسؤالهم حول ما إذا كان المجني عليه على عداوة مع أحد، أقروا جميعا في بداية الأمر بالنفي، مؤكدين على حسن خلقه وتعامله الطيب مع الجميع باستثناء تلك المشادة الكلامية التي حدثت قبل 5 أيام من اختفائه مع أحد المترددين على الورشة.
وفي صبيحة اليوم التالي تم إنهاء المشكلة وغادر صاحب مركبة التوك توك، ولكنه كان يردد عبارة: "مش هسيبك"، إلا أن المجني عليه والعاملين لم يعيروه أي انتباه لكون المشكلة بسيطة وأن الخلاف كان على باقي إصلاح المركبة الخاصة بالمتهم، وتم الاتفاق على ذلك قبل البدء في الإصلاح بين الطرفين.
على الفور تشكل فريق من البحث وجمع التحريات، وبمراقبة المتهم تلاحظ عليه تصرفات الريبة، بأن ظل ماكثا في بيته بعد إصلاح التوك توك لأكثر من أسبوع، باستثناء اثنين من زملائه كان يقابلهما على فترات متقطعة في ساعات متأخرة من الليل.
وأصدرت النيابة العامة قرارًا بضبط وإحضار المتهم للاستماع لأقواله ومواجهته بما أسفرت عنه التحريات، وفي بداية التحقيقات أنكر معرفته نهائيا بالمجني عليه، وبمواجهته بأقوال الشهود من العاملين بالورشة، تراجع وأقر بحدوث مشكلة بينه وبين المجني عليه مما أثار شكوك جهات التحقيق فيه، وبتضييق الخناق عليه أقر بارتكاب الواقعة بمعاونة اثنين من زملائه، بأن قام أحدهما باستدراج المجني عليه لمنطقة نائية بدعوى وجود عطل في مركبة التوك توك الخاصة به.
وما أن حضر المجني عليه حتى فوجئ بالمتهم يخرج له ومعه شخصان آخران مشهرين أسلحة بيضاء له وطالبوه بإخراج ما معه من نقود، ولما رفض المجني عليه انهال عليه الثلاثة بالضرب والطعنات التي أودت بحياته، وأمرت النيابة بسرعة القبض على المتهمين، وبالفعل مثلوا أمام النيابة، وأقروا بتفاصيل الواقعة باشتراكهم مع المتهم في قتل المجني عليه.
وأمرت النيابة بإحالة المتهمين لمحكمة الجنايات والتي قضت بحكمها سالف الذكر.