تحتفل الكنائس الغربية بعيد القيامة المجيد الأحد الرابع من أبريل، في حين تحتفل الكنيسة القبطية الارثوزكسية بالعيد في الثاني من مايو القادم، حول أسباب ذلك الفرق في التوقيت يقول المؤرخ القبطي ناعوم ثابت: "السبب في اختلاف موعد عيد القيامة بين الكنيستين الغربيةوالشرقية"، حيث قام البابا ديمتريوس الكرام ال12 في عداد بطاركة الكنيسة القبطية(192--203م) بوضع الحساب المعروف بحساب الأبقطي( كلمة أبقطى كلمة قبطية تعني الفاضل أو الباقي) ويقصد بها فاضل الشمس أو فاضل القمر ؛ أى الباقي من السنة النجمية "القبطية" والسنة القمرية "العبرية" وهو 11يوما. وهذا الحساب معمول به للآن في الكنائس الشرقية التي تعيد بقيامة السيد المسيح بعد الفصح اليهودى وليس قبله أو معه لان الرمز لايسبق المرموز اليه أو معه ؛ والفصح اليهودى مرتبط بالحصاد عندهم عملا بأمر الرب إلى موسي النبي "لا 23:10- 12" وهذا الربط هو السبب في أن الفصح يقع دائما مابين الشهور الموافقة لشهرى أبريل ومايو وهذا الترتيب لا يتفق وموسمنا في مصر لأن موعد الحصاد في فلسطين يختلف عنه في مصر. لذلك رأي الأنبا ديمتريوس أن يؤلف حساب مزيج من الدورة الشمسية والقمرية ؛فيضبط عيد القيامة ويحدده فلا يقع قبل الأسبوع الأول من أبريل ولا يتأخرعن الأسبوع الأول من مايو؛ والقاعدة التي حسبها تتألف من تسع عشرة سنة شمسية--قمرية ؛ ولما كانت السنة القمرية تنقص أحد عشر يوما عن السنة الشمسية كان عدد الأيام الناقصة في تسع عشرة سنة قمرية عن العدد المماثل لها من السنوات الشمسية هو مائتين وتسعة أيام فوزع هذه الأيام على تسع عشرة سنة بإضافة شهر كامل كل سنتين أو ثلاثة. وتتكرر هذه الدورة على مر الأيام والسنين فيتم تحديد موعدعيد القيامة؛ وهذا ماقررته كنيسة الإسكندرية وبعدها بمائة عام قرره مجمع نيقية المسكوني الأول سنة 325م ؛ وسارت الكنيسة الجامعة على هذا الحساب حتى سنة1582م حين أعلن البابا غريغوريوس ال13 أسقف روما أنه لا داعي لمراعاة فصح اليهود ؛ مع ان الصلب حدث بعد الفصح ؛ ومن ثمة أصبحت الكنيسة الرومانية تعيد عيد القيامة في الأحد الأول بعد اكتمال البدر التالي للأعتدال الربيعي ؛مما يحعلهم يعيدونه في أواخر مارس لكونهم لايراعون غير الأعتدال الربيعى الذي يقع في 21 مارس. وحين انشق البروتستانت عن الكنيسة الرومانية في القرن16 لم يعجبهم هذا الإصلاح ولم يسيروا بمقتضاه بل ظلوا يعيدون تبعا للتقويم الأبقطى الشرقى واستمر ذلك حتى سنة 1775م ثم رجعوا ليعيدوا مع الكنيسة الرومانية لأسباب سياسية ومازالوا حتى اليوم؛ من هذا نري أن الاختلاف ليس عقيديا ولكنه في اختلاف طريقة الحساب ؛ ويأتي العيد شرقا وغربا في تاريخ متوافق كل أربع سنوات.