«يعملوها الصغار ويقعوا فيها الكبار».. مثل حقيقى انطبق على تلك الواقعة التى دارت أحداثها بشارع السهراية، بقرية ناهيا التابعة لمركز شرطة كرداسة بالجيزة، حيث وقعت مشاجرة أطفال صغار تحولت إلى جريمة قتل، سقط فيها أحد شباب المنطقة ويدعى «خالد» ويبلغ من العمر 21 عاما، حيث مات غارقا في دمائه متأثرا بالجروح التى لحقت به من قبل المتهمين، تفاصيل وأحداث الواقعة ترصدها «البوابة»، من خلال أقارب الضحية وشهود العيان على الواقعة. ففى مساء الخميس الماضي، كانت الأمور تجرى بطبيعتها داخل القرية الريفية الهادئة، ولم يعكر ذلك الهدوء، سوى صوت شجار صغير بين مجموعة من الأطفال الذين يلهون سويا مع بعضهم، خلافات بسيطة بين أطفال لم تتعد أعمارهم ال5 سنوات تحولت إلى بركة دماء. يقول «إسماعيل.أ» أحد شهود العيان وابن عم الضحية، إن الأطفال أثناء لعبهم تشاجروا مع بعضهم، حيث أصيب أثناء الشجار طفل صغير ببعض الجروح، ليرجع الطفل إلى جدته باكيا والدموع تملأ عينيه شاكيا لها ما حدث له من أصدقائه وأنهم تعدوا عليه بالضرب، على الفور أمسكت الجدة حفيدها من يده وتوجهت به إلى أهل الأطفال الذين ضربوه لتعاتبهم على ما فعله صبيتهم تجاه حفيدها، العتاب واللوم قوبل برفض شديد من قبل أهل الطفل، حيث ثارت في وجهها جدة الأطفال المعتدين. وتحول الأمر إلى مشادة كلامية بين الطرفين، تعدى فيها أهل الأطفال على الطفل صاحب الشكوى، وعلى جدته أيضا، محدثين كسرا في أحد أصابعها، دقائق وجاء أبناء السيدة المعتدى عليها، لتنشب مشاجرة كبيرة بين الطرفين، ويخرج الضحية «خالد» مدافعا عن والدته التى أصيبت أثناء معاتبتها لأهل الأطفال، وتنشب مشاجرة كبيرة تبادلت فيها الإصابات بين الطرفين، فقد أصيب خالد وأصاب آخرين أثناء المشاجرة، ليتدخل أهل القرية والجيران لينهوا هذه المشاجرة، وتوجه أهل المتهمين إلى قسم الشرطة لتحرير محضر إلا أن خالدا وأسرته لم يحرروا محضرا بالواقعة. مرت بضعة أيام على المشاجرة التى انتهت بتحرير محضر، وفى طريقها لاتخاذ الإجراءات القانونية، لكن المتهمين لم يكتفوا بذلك وأعدوا وخططوا للتخلص من الضحية خالد، الذى أصاب منهم عدة أشخاص أثناء خروجه للدفاع عن والدته المعتدى عليها من قبلهم. أعد المتهمون خطة في سبيل ذلك، فاستقطبوا أحد الشباب الذين يعرفهم الضحية ويثق فيهم، وأبلغه أن يخبر الضحية بأنه سيحاول حل المشكلة وأنه سيصالحه على الطرف الآخر، وبالفعل نجحوا في ذلك، وأوصل الشاب رسالتهم إلى صديقه «خالد» الذى فوجئ بهذا الأمر وأنه يستحيل أن تحدث مصالحة بين الطرفين، لكنه خرج لمقابلتهم، وما إن خرج إليهم الضحية بحسن نية للتصالح، حتى فوجئ بالمتهمين ممسكين بأسلحة بيضاء والكثير من العصيان، فركض الضحية مسرعا للنجاة بحياته من هؤلاء المسلحين، لكنهم تبعوه وانقضوا عليه بالأسلحة البيضاء والشوم وتركوه يصارع الموت، وتسببت تلك الضربات في إصابته بكسر في الرأس وقطع في العمود الفقرى والذراع اليسرى، ثم وفاته فيما بعد بأحد مستشفيات الجيزة. كانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، قد تلقت إخطارا بمقتل شاب يدعى «خالد» وعمره 21 سنة، على يد جيرانه، وكان عددهم أكثر من 6 أشخاص، بقرية ناهيا بمدينة بكرداسة. وتوصلت تحريات رجال المباحث، إلى أن المتهمين عقب ارتكابهم الجريمة لاذوا بالفرار خارج كرداسة، وتم القبض على بعض المتهمين وجار تكثيف الجهود للقبض على باقى المتهمين، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأخطر مدير أمن الجيزة، واستمرت تحريات المباحث حول الواقعة، كما قررت النيابة حبس المتهمين على ذمة التحقيقات وأمرت بسرعة ضبط باقى الجناة، وصرحت بدفن الجثة بعد تشريحها وبيان سبب الوفاة.