أدلى جاك لانج وزير الثقافة الفرنسي الأسبق، والأشهر في تاريخ فرنسا المعاصر، والرئيس الحالي لمعهد العالم العربي بباريس بحديث للكاتب الصحفي دكتور أحمد يوسف المدير التنفيذي لمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس بمناسبة الاستعدادات لافتتاح معرض "فنانات معبودات للجماهير العربية" Divas arabes، بدأه بالتعليق على البيان الصحفي الذى أصدره معهد العالم العربي بمناسبة رحيل الكاتبة والمفكرة نوال السعداوى. وقال "جاك لانج ": إن السعداوى كانت امرأة مصرية ملهمة لتحرير كل النساء العربيات، وكانت رائدة في الكفاح بلا كلل ولا ملل من أجل الدفاع عن القضايا الإنسانية العاجلة. وأضاف "لانج"، أن السعداوي طالما نالت صراحتها على إعجاب الآخرين بوصفها طبيبة نفسية، أو أديبة غزيرة الإنتاج، ومقاتلة عصرية تتميز روحها بالجرأة، لافتًا إلى أن كتبها تعد مراجع في الفلسفة النسوية، انتزعت بها إعجاب الجميع كمدافعة مستنيرة عن حقوق المرأة. وقال: إن "السعداوي"، ستبقى إلى الأبد أيقونة ليس فقط لحقوق المرأة في العالم العربي بل في العالم كله. وتحدث رئيس معهد العالم العربى بباريس عن استعدادات المعهد لافتتاح معرض "فنانات معبودات للجماهير العربية"، قائلًا: "إن الاستعدادات قد انتهت، ويبقى موعد الافتتاح مرتبط بظروف وباء كورونا". وكشف "لانج"، عن محتوى المعرض الذي يجمع صورا نادرة ووثائق فيلمية ومقتنيات وأرشيفات لفنانات عربيات استطعن الوصول إلى قلوب الجماهير العربية بل إن بعضهن كأم كلثوم تجاوزت حدود أمتها لتحتل مكانة كبرى على مستوى العالم. وقال "لانج": إن أم كلثوم تجاوزت نفسها كفنانة لتصبح رمزا سياسيًا لتحرر أمة بأكملها وتجتمع حوله حتى اليوم الأمة العربية، مشيرًا إلى أن المعرض يشمل أيضا ثلاث فنانات عربيات سطعت أسماؤهن في المشرق والمغرب في عِزِّ لحظات التحرر الوطنى أو في رحلة البحث عن حداثة عربيه تقودها المرأة، وهن أسمهان، وفيروز، ووردة الجزائرية، وكذلك داليدا بأسلوبها الخاص. وقال "لانج": إن باريس كانت محطة مثيرة في مشوارهن الفني، وأنهن استطعن بالتنوع الفريد في فنهن من غناء وموسيقى إلى سينما استعراضية إلى دورهن في الحركة الوطنية أن يحتفظن بالتواصل مع الأجيال العربية اللاحقة بشكل فريد. جدير بالذكر أن "جاك لانج"، كان وزيرا للثقافة لمدة 14 عاما طوال حكم الرئيس الراحل" فرانسوا ميتران"، وأن أعماله وآثاره تركت بصمات وطبعت أجيالا ليس فقط في فرنسا بل في أوروبا كله، وأن كثيرا من معالم باريس الحالية هى من إنجازاته عندما كان على رأس وزارة الثقافة وعلى رأسها هرم متحف اللوفر ومعهد العالم العربى نفسه، كما أنه يحظى بشعبية واسعة ووجود إعلامى في الساحة السياسية الفرنسية لم ينقطع كما أن كتابه الأخير عن أهمية اللغة العربية في فرنسا (كانت البوابة نيوز قد عرضت له)، أثار جدلًا واسعًا، كما يحتفظ بصداقات واسعة مع شخصيات سياسية وثقافية عربية نافذة وعلى رأسهم وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسنى.