لا يزال العالم مشغولا حتى الآن بالمقابلة التليفزيونية التى أجرتها المذيعة الشهيرة أوبرا وينفرى مع الأمير والعضو السابق في العائلة المالكة البريطانية هاري، وزوجته الأمريكية ميجان ميركل التى فجرا خلالها قنابل وصل صداها إلى أطراف الكرة الأرضية. ووفقا لما أعلنته قناة سى بى إس الأمريكية، فقد شاهد ما يقدر بنحو 17.1 مليون شخص في الولاياتالمتحدة فقط ذلك اللقاء، فضلا عن 12.5 مليون شخص بريطاني، صعقوا جميعا من التصريحات الخاصة بالمعاملة العنصرية التى تعرضت لها ميجان من أحد الأعضاء في الأسرة الملكية البريطانية. تحدثت ميجان مع وينفرى عن العنصرية والخلل الوظيفى داخل العائلة المالكة في عرض خاص على شبكة سى بى إس، وفى المقابلة، قالت ميجان إنها فكرت في الانتحار، بينما قال هارى إنه وعائلته «محاصرون» في مؤسسة قمعية. وكشفت ميجان أنها تزوجت قبل أيام قليلة من الحفل الذى شاهده العالم، وأكدت أنها أدركت بعد فترة وجيزة من زواجها أن مؤسسة العائلة المالكة لن تحميها. وأشارت الممثلة السابقة إلى أنها ليس فقط لم تكن محمية من العائلة، لكنهم كانوا على استعداد للكذب لحماية أفراد الأسرة الآخرين، ولم يكونوا يقولون الحقيقة لحمايتها وزوجها. وكشفت عندما كانت حاملًا بابنها آرشي، كانت هناك «مخاوف ومحادثات حول مدى لون بشرته الداكنة عند ولادته». وامتنعت ميجان عن ذكر من أجرى هذه المحادثة مع هارى والتى نقلها إليها، قائلة إن الكشف عن اسمه سيكون «ضارًا للغاية»، كما عبرت عن صدمتها عندما قيل لها إن ابنها لن يكون أميرًا ولن يتلقى الأمن من القصر. أفكار انتحارية كما كشفت ميجان لأوبرا وينفرى عن أنها عانت من أفكار انتحارية بعد زواجها ومنعها القصر من الحصول على المساعدة. قالت إنها ذهبت إلى أحد كبار الموظفين الملكيين وقالت إنها بحاجة إلى الحصول على مساعدة من أجل صحتها العقلية، لكن قيل لها إن ذلك سيكون سيئًا للعائلة إذا فعلت ذلك. ووصفت هذه اللحظة بأنها نقطة الانهيار التى أدت بها إلى تنحى هارى عن واجباته الملكية. وقالت ميجان إن الادعاءات القائلة بأن رحيلهما عن العائلة بسبب مكائدها لا معنى لها. وشددت على أنها تركت حياتها المهنية، وأضافت تركت كل شيء لأنى أحبه. ميجان حطمت قيود هاري وقال الأمير هارى إنه كان «محاصرا» في العائلة المالكة قبل أن تساعده ميجان على التحرر، وسألت أوبرا وينفرى هارى عما إذا كان سيتنحى عن واجباته الملكية إذا لم يقابل ميجان، وأجاب دوق ساسكس: «لم أكن لأتمكن من ذلك، لأننى كنت محاصرًا» حتى اللحظة التى قابلت فيها ميجان. وقال: «لقد كنت محاصرًا لكننى لم أكن أعرف أننى محاصر، مضيفا، والدى وأخى محاصرون، لا يمكنهم المغادرة. كما أكد أن هناك علاقة سيئة بين العائلة المالكة ووسائل الإعلام وأن العائلة المالكة في بريطانيا تخشى أن تنقلب الصحافة الشعبية عليهم. وأضاف هارى إن عائلته قاطعته ماليًا في أوائل عام 2020 بعد أن أعلنوا تخليهم عن واجباتهم، مضيفا أنهم تمكنوا من العيش من خلال الأموال التى تركتها له والدته الأميرة الراحلة ديانا. ونفى الأمير هارى غضب الملكة بسبب تنحيه وميجان عن واجباتهما الملكية، وأكد على احترامه للملكة، لكنه قال إن والده الأمير تشارلز توقف عن الرد على مكالماته. العلاج من العنصرية وقال قصر باكنجهام إن مزاعم العنصرية التى أطلقها الأمير هارى وميجان في وقت سابق من هذا الأسبوع «مثيرة للقلق» وستتناولها العائلة المالكة على انفراد. وردت هذه التصريحات في بيان صدر نيابة عن الملكة إليزابيث الثانية، وقال القصر: «تشعر الأسرة بأكملها بالحزن لمعرفة المدى الكامل لمدى صعوبة السنوات القليلة الماضية بالنسبة لهارى وميجان». تعليق الحكومة البريطانية ورفض رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون بشدة التعليق على المزاعم الخاصة بالعنصرية والخلل الوظيفى داخل العائلة المالكة. وردا على سؤال حول المقابلة في مؤتمر صحفى حول فيروس كورونا، قال جونسون إنه «كان دائمًا يتمتع بإعجاب كبير بالملكة والدور الموحد الذى تلعبه في بلدنا وعبر الكومنولث». وقال كير ستارمر، زعيم حزب العمال المعارض، إن على القصر أن يأخذ المزاعم على محمل الجد. وقال: «القضايا التى أثارتها ميجان بشأن العنصرية والصحة العقلية هى بالفعل قضايا خطيرة». «إنه تذكير بأن الكثير من الناس يعانون من العنصرية في القرن الحادى والعشرين في بريطانيا." تعليق البيت الأبيض وأكد البيت الأبيض على العلاقات الخاصة مع حكومة المملكة المتحدة في أعقاب المقابلة المفاجئة وسُئل السكرتير الصحفى للبيت الأبيض جين بساكى عما إذا كان الرئيس جو بايدن وزوجته جيل لديهما أى رد فعل على المقابلة، نظرًا لعلاقتهما بهارى وميجان، وكانت إجابتها بإن قرار ميجان بالتحدث عن معاناتها يتطلب شجاعة وأضافت «هذا بالتأكيد شيء يؤمن به الرئيس». لكن السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض قالت إنها لن تقدم تعليقًا إضافيًا على الوضع «نظرًا لأن هؤلاء مواطنين عاديين يشاركون قصتهم مع الجمهور». هل تتخلى نيوزيلندا عن التاج البريطاني؟ سأل أحد الصحفيين رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن، عما إذا كانت الصورة البائسة للعائلة المالكة البريطانية التى رسمها هارى وميجان قد أعطتها وقفة بشأن العلاقات الدستورية لنيوزيلندا مع بريطانيا. وقالت رئيسة الوزراء: لم أحس بأى رغبة من النيوزيلنديين في تغيير كبير في ترتيباتنا الدستورية، ولا أتوقع أن يتغير ذلك بسرعة. عندما سُئلت عما إذا كان هارى وميجان قد رغبا في العيش في نيوزيلندا، قالت أرديرن إنهما لم يتحدثا عن ذلك. براءة الملكة وكشفت أوبرا وينفرى أن هارى لم يذكر اسم الشخص المنتمى للعائلة المالكة الذى أدلى بتعليقات حول لون بشرة ابنه، لكنها أكدت أن هارى أخبرها بأن جدته، الملكة إليزابيث الثانية، وجده الأمير فيليب، لم يكونا جزءًا من المحادثات حول لون بشرة آرشي. البريطانيون السود: دولة عنصرية وقالت الأقليات العرقية في المملكة المتحدة، وفقا لما نشرته وكالة الأسوشيتد برس، إن المواقف العنصرية وهياكل التمييز منتشرة - وغالبًا ما يتم رفضها من قبل المجتمع ككل. وقال المؤرخ ديفيد أولوسوجا، الذى قدم المسلسل التليفزيونى «الأسود والبريطاني: تاريخ منسي»، هذه دولة لا تريد إجراء محادثة صادقة حول العرق».