تحل اليوم الأحد ذكرى ميلاد الفنان السوري الكبير دريد لحام، الذي ولد في 31 يناير من العام 1934 بدمشق، وقدم عددا من الأفلام السينمائية والعروض المسرحية والتلفزيونية، وقد كانت انطلاقته الفنية حينما برع في تقديم شخصية "غوّار"، التي يقول عنها وفق تصريحات صحفية إننا بحاجة إلى غوار ومقالبه وهو الذي يأخذ حقه بيديه ويدافع عنه ولو بدمه، ولا يعتمد على أحد، بينما شخصية أبو الهنا التي لعبتها في جزء من أعمالي تجسّد المواطن الصغير الذي يحلم أحلامًا صغيرة يسرقونها منه، ويبقى سلبيًا تجاه هذا الأمر". واشترك "لحام" مع الشاعر السوري الراحل محمد الماغوط في تأليف وتقديم المسرحية بعنوان "كاسك يا وطن" والتي لاقت نجاحا عربيا كبيرا في العام 1979. وامتلأت نصوص "الماغوط" بحب الوطن، والثورة وانتقاد سلبيات الأنظمة العربية، كتب عن الغربة، ولا سيما الاغتراب داخل الوطن، كان ذلك محطة أساسية في شعره ممتلئة بالمفردات الثرية، ولقد كتب الماغوط الخاطرة، وقصيدة النثر، وكتب الرواية والمسرحية وسيناريو المسلسل التليفزيوني والفيلم السينمائي، وامتاز أسلوبه بالبساطة وبميله إلى الحزن. انتشر شعر الماغوط في جميع أنحاء الوطن العربي، فقد كتب قصيدة النثر وتعاطى مع المتغيرات السياسية وصارت كلماته نشيدا على لسان اليساريين في جميع أنحاء الوطن العربي واهتمت المسرحية بمناقشة القضايا العربية الراهنة آنذاك، ومن المدهش أن جوهر المعاناة العربية مازالت مستمرة، في حين يظل المواطن العربي ينشد حريته ونهضته وسط المؤامرات الدولية والمحلية التي تحاك ضد العديد من البلاد العربية. وفي حوار له أوضح "لحام" أنه لا يهتم بتقديم السياسية في أعماله قائلا "فلندع السياسية لأهل السياسة" بينما يصر على طرح معاني مثل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، فهي مطالب إنسانية لتحقيق المواطنة، وليست مطالب سياسية إطلاقا، فأنا لا أقدم سياسة في أعمالي، ولا أتحدث في السياسة أصلا، ولكنى أبحث عن التأكيد على العناصر الوطنية. ومسرحية "كاسك يا وطن" التي لعب فيها دريد لحام دور البطولة، واشترك مع الماغوط في تأليفها، جاء في مقدمتها، والتي قرأها "لحام" بصوته قبل العرض المسرحي، حيث يقول: قد تبدو هذه المسرحية للوهلة الأولى قاتمة وغير واقعية، ولا تخضع لأي عرف أو منطق، وكأنها كتبت في مصحة عقلية، ولكن هل الأحداث التي تجري على الأرض العربية أحداث زاهية وواقعية وتخضع لأي عرف أو منطق، وبما أن الجواب: لا. فمعنى ذلك أن قطارنا المسرحي يسير باتجاهه الصحيح نحو الجماهير لا فوقها، كما أننا لا نعني بهذه المسرحية بلدا معينا أو سياسة معينة أو ظرفا طارئا، بل نعني واقعًا عربيًا لا يشك أحد بمرارته، كما لا يشك أحد بإمكاناته وطاقاته، لذلك ف"كاسك يا وطن" لا وطن لها إلا الحقيقة، وفيها كل شيء إلا التجني على الحاضر أو اليأس من المستقبل. ومن أهم المشاهد التي أعجبت الجمهور ولا تزال تلقى صدى كبيرا من المحبين للماغوط ولدريد لحام ولأعمالهما الوطنية والثورية، مشهد اتصال من أبيه الشهيد له ليطمئن على أحوال الوطن العربي. وإلى نص المشهد: _ الو يا أخونا رفاع السماعة في إلك مخابرة - نحنا ما عنا تلفون _ أي رفاع السماعة مخابرة خارجية - من مين المخابرة؟ _ من أبوك - ولك أبي مات من زمان وعضامو صارت مكانها حديد _ ارفاع السماعة هوي اللي طالبك - شلون صارت هيك الأحيا ماعم يحكو معنا ليحكو معنا الأموات - الو نعم _ أنا المرحوم أبوك - من وين عم تحكي يا بيه !!! _ الشهيد وين بيكون ؟ - والله ما بعرف يا بي شني ما استشهدت ولا مرة لسا _ من الجنة يا ولدي الله يطعمك ياها - والسامعين انشالله - يابي أنت ليش استشهدت ولك شو بدك بهالصرعة ؟؟ _ مشان الوطن شو نسيت؟ - والله راح عن بالي الوطن يابي حلوة الجنة يابي ؟؟ - مافي متل الجنة بس حتى الجنة مابتغني عن الوطن يا ولدي.. طمني شو صار فيكن؟ شو صار بالاشيا يلي استشهدنا مشانا؟ - اتطمن يابي الحمدلله دمكن ما راح هدر أبدااا _ الله يطمنك بالخير بس بدي منك أجوبة محددة - تكرم جروحاتك يا بي سئال _ أول باشتان شو أخبار الوحدة العربية؟ - أووو ما عدنا حكينا فيا _ يعني صرتوا بلد وحدة؟ - لكن ما بدها شي أنا اليوم فطرت ببغداد وتغديت بالخرطوم وعم احكي معك من أبو ظبي _ قصدك ما ضل حدود؟ - الحدود عالخريطة بس _ والحرية ؟؟ - بتبوس أيدك _ يعني ما صفي سجون؟ - للمجرمين فقط يا بي _ وشو عملتوا بالمعتقلات؟ - المعتقلات كلا حولناها إلى مدارس ومستشفيات يا بي _ برافو عليكن برافو.. ما خبرتني عن العدالة !! - العدالة حدث ولا حرج يعني شلون بدي شبهلك العدالة عنا؟ يا أبي بتلاقي هالأجانب والسواح بيجوا من آآآآخر الدني لعنا ليتفرجوا عالعدالة والنظام والقانون.. الله وكيلك يا أبي صرنا فرجةةة _ يعني ما بقي في ابن ست وابن جارية - أبدا الخيرات مكومة بالطرقات على مين يشيل ببلاش _ بس إذا الشغلة ببلاش مو تدبقا هه بعرفك نفسك دنية - لا يا بي كل واحد منا بيمد أيدو وبياخد حاجتو هلا أنا مثلا مقتصر آكلي ع الفريز والكمثرى _ ولك ولدى في شغلة بدي اسئلك عنها ومستحي بعد كل هالسنين الطويلة - لا يا بي لا تستحي سئال لئلك _ فلسطين أكيد رجعتوها لأهلها ؟؟ - معك حق تستحي هادا سؤال بينسأل بعد تلاتين سنة نضال هاد _ برافو عليكن.. ولك شو عم تشرب؟ - مي _ شو هالمي يلي فايحة ريحتا لعندي - مية قناني يا بي _ خلاصتو يعني ما عاد في لاجئ برات بلدو؟ - لا لاجئ ولا نازح ولا مهجر ولك شو عم تخربط أنتي !!! _ والأسرائيليين شو عملتو فيهن؟ - صعبتلي الأسئلة كتير هه والله نحنا حاطينن بالمستودع عم نتفرج عليهن محتارين شو نساوي فيهن يا بي _ خيروهن يلي بيريد يضل عنا ملتزم آدبو أهلا وسهلا ويلي ما بدو رجعوه من محل ما إجا - والله يا أبي نحنا كان فكرنا نرميهن بالبحر هاه بس كرمالك هلا رح نصير نعاملهم بالحسنى _ لأنو يا أبي العرب من شيمن التسامح والعفو عند المقدرة - وإغاثة الملهوف آخ.. _ وهلأ بعد ما اتطمنت بدي أتطمن عليك وعلى أمك وأخوتك - اتطمن يا بي الحمدلله أنا وأمي وأخواتي كلياتنا بخير ومنقبل أياديك الطاهرة يابي _ بس آآآآخ فرحتي ما بتكتمل حتى شوفكن - لعمه كيف بدك تشوفنا يا بيه؟ ولك طيرتلنا السكرة _ بتجوا لعندي عالجنة - نجي لعندك عالجنة أيواه.. أي ليش حدا بيترك جنتو عالأرض وبيجي لجنتكن ليش شو في عندكن أنتو؟ _ سواقي عسل.. أنهار لبن.. مروج خضرا.. أرواح طاهرة - أي من العسل نحنا عنا مية نوع ومن الجبنة ميتين.. عندكن لافشكيري أنتووو؟؟ _ لأ - ماعندكن شفت ههه.. عندكن موز صومالي _ لأ - عندكن تلفزيون ملون أي شو بدي عدلك لعدلك _ خلاصتو يعني مو ناقصكن شي؟؟ - أمممم أبدا مو ناقصنا شي أبدا.. الله وكيلك يا أبي مو ناقصنا ألا شوية كرامة بس _ لك كل شي خبرتني عنو كذب ؟ - أي كلو خرط بخرط ولك حميد الله يلي طلعلك بهالوطن قبر نقرالك عليه الفاتحة.. اليمن صارت يمنين ولبنان أربعة والخير لقدام _ وليش هيك؟ - قال لحتى تصير أصواتنا كتيرة بهيئة الأممالمتحدة _ أي شو الشغلة عراضة؟؟ -وإسرائيل صارت قطر شقيق يابي _ وأمك الصابرة شو صار فيها؟ - عم تشتغل غسالة أتوماتيك يابي _ وولادك؟ - ولادي بعتن _ الله لا يفوقكن في شي ما بعتوه بعد ولك رايتنا وين؟ - رايتكن صارت كرافاة _ وتمن دمنا؟؟ - صار بالبنوك _ لكن شو بقي من القضية؟؟ - والله يا أبي القضية ما ضل منها غير هالشفة خلينا نشفا ونخلص بقا من هالقضية _ الله يخذيك هلاااا موتني.