مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية استحوذ موضوع تشكيل رئيس الوزراء المكلف للحكومة الجديدة على اهتمام كتاب المقالات في الصحف المصرية الصادرة اليوم /الخميس/. وذكر الكاتب محمد بركات في عموده (بدون تردد) بصحيفة "الأخبار" تحت عنوان /وزارة محلب/ أنه ورغم ثقتنا الكبيرة في كفاءة وقدرة المهندس محلب، إلا أننا ندعو الله أن يكون في عونه، في المهمة الصعبة المكلف بها، فهو يحتاج في ظل الظروف الحالية إلي كتيبة من الفدائيين أو الكوماندوز، وليس إلي مجموعة من الوزراء العاديين، حتى يستطيع القيام بالمهام الأساسية والنهوض بالمسئوليات الرئيسية المسندة إليه، والمطلوبة منه. وتمنى الكاتب النجاح والتوفيق لرئيس الحكومة الجديد ووزارته، ليستطيع هو ومن معه تحقيق ما عجزت عن تحقيقه وزارة الدكتور الببلاوي، وأن يستطيع بخبراته المتراكمة في البناء والإنجاز، وما اعتاد عليه من حماسة العمل وتحدي الصعاب في المقاولون العرب، العبور بمصر من الحالة التي هي عليها الآن، إلي بر الأمان والسلامة في أسرع وقت ممكن، وأقصر زمن مستطاع. وأكد الكاتب أن المهمة ليست سهلة علي الاطلاق، وليست يسيرة المنال أيضا، وسط الظروف الصعبة والأمواج العاتية والمشاكل المتفجرة والمطالب الفئوية، التي تجتاح مصر حاليا،...، ولكن أملنا في الله كبير، وثقتنا في رئيس حكومة الإنجاز كبيرة. ولفت الكاتب مكرم محمد أحمد في عموده (نقطة نور) بصحيفة "الأهرام" أن أسباب إخفاق حكومة الببلاوى لابد ان تكون درسا مستفادا للحكومة القادمة، مشيرا إلى أن أول الدروس المستفادة أن يكون لرئيس الحكومة القادمة رؤية شاملة واضحة لأولويات مهامه، تعززها قرون استشعار قوية تتحسس نبض الشارع المصري، وترى أبعاد المشكلات وحجمها قبل ان تصبح مصدر غضب وعصيان وتذمر، وأن يملك فى الوقت نفسه شجاعة مصارحة الشعب بكل أبعاد الصورة مهما تكن أليمة. وأوضح الكاتب أن ثاني الشروط أن يملك خطة واضحة متكاملة لحصار الارهاب وتصفيته، تتضافر فيها الحلول الامنية والسياسية والثقافية فى سبكية عمل موحدة، تخرج الامن والشرطة من حالة الدفاع عن النفس إلى حالة الهجوم والمبادأة، وتستنهض حماس الشعب والقوى السياسية بحيث يصبح الجميع مرة أخرى كتلة وطنية صلدة فى مواجهة الارهاب تقوى على هزيمة الحملات النفسية التى تشنها جماعة الاخوان المسلمين، وتقدم لشباب الثورة المصرية خطابا جديدا يصالحهم مع الوطن، يخلو من عناصر النفاق، ويعيد لهم ثقتهم فى قدراتهم على بناء وطن ديمقراطى لا يكمم حرية الرأى والابداع، ولا يحجر على حريات أفراده، ويعطى لشبابه فرصة صدارة المشهد السياسى وصولا إلى مستقبل أفضل. معجزة من السماء: من جانه، أكد الكاتب فهمي هويدي في مقاله بصحيفة"الشروق" تحت عنوان /ننتظر معجزة من السماء/ أن التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء المصري الجديد ينبغي أن نستقبلها باعتبارها أمنيات وليست برنامجا أو أولويات للحكومة، مشيرا إلى أن ذلك تقدير لا ينتقص بأي حال من قدر المهندس إبراهيم محلب ولكنه ينبني على إدراك لمدى ثقل وجسامة المسئوليات والتحديات التي تنتظره. وأشار إلى أن ما قيل عن أن أولويات الحكومة تتمثل في عودة الأمن وجذب الاستثمارات وحل مشاكل العمال ونسف البيروقراطية وملف العدالة الاجتماعية يعد أمرا صعبا ولا يعرف كيف يمكن له أن يحارب على كل تلك الجبهات العريضة والمهمة خلال الأشهر القليلة القادمة، التي يفترض أن تجرى خلالها الانتخابات الرئاسية، وليس معروفا ما إذا كان الرئيس «الجديد» سيشكل وزارة جديدة لكي تنفذ برنامجه، أم أنه سينتظر إجراء الانتخابات التشريعية التي ستحدد نتائجها شكل الحكومة. وأضاف: أيا كان الأمر فالذي لاشك فيه أن الحمل الذي تحدث عنه المهندس محلب لا يفوق طاقته فحسب، وإنما يفوق طاقة أي رئيس حكومة آخر مهما بلغت كفاءته، ولو أن رئيس الجمهورية الجديد حقق بعض تلك الأهداف خلال سنوات حكمه، سواء كانت فترة واحدة أم فترتين، لكان ذلك إنجازا عظيما به يحتل مقعده في تاريخ البلاد. بسبب من ذلك فقد تمنيت أن يتمهل رئيس الوزراء في إطلاق التصريحات، وأن يكتفى بالإشارة إلى حاجته إلى بعض الوقت لدراسة الموقف وتحديد أولويات برنامجه. ورأى أن المسألة تبدو أكثر تعقيدا إذا نظرنا إلى مشكلتي الاقتصاد والأمن، لأن التداخل بينهما شديد للغاية، حيث لا يتصور أحد أن تدور عجلة الاقتصاد دون أن يستقر الأمن، وقد أقنعتنا خبرة الأشهر الثمانية الماضية بأن المؤسسة الأمنية عاجزة عن أن تستجلب الاستقرار الذي يطلق عجلة الاقتصاد. وأن السياسة هي الرافعة الحقيقية لحل المشكلة الأمنية، وفي غيبتها ستظل العقدة بغير حل. وحين يحاول رئيس للوزراء حل المشكلة الاقتصادية ويده مغلولة في الشأن السياسي، فإنه لن يستطيع أن يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، وسيكون بحاجة إلى معجزة تتنزل من السماء لكي ينجز شيئا على ذلك الصعيد، متسائلا "لا أعرف أن كان دعاؤنا له سيفيده في هذه الحالة أم لا". واعتبر الأستاذ عماد الدين أديب- فى مقاله بصحيفة "الوطن" تحت عنوان /زمن الاحتجاج/- أن هناك فشلا ذريعا فى العقل السياسى المصرى لفهم حقيقة أسلوب الحوار ومنهج التفاهم، ووسيلة التفاوض فى فض المنازعات وإدارة الأزمات فى مصر، مشيرا إلى أننا كمجتمع اعتدنا إما على أسلوب فرض الأمور من أعلى، أو الرد على ذلك بالإضراب عن العمل، وكأن العقل البشرى لم يتوصل إلى وسيلة عظيمة واختراع رائع اسمه التفاوض. وقال "إنه لم يعد أمام العقل السياسى المصرى إلا "القهر الإدارى" أو "العصيان العمالى الجماهيرى"، مؤكدا أن من هنا يبرز السؤال هو ألا توجد وسيلة أخرى غير الوصول إلى هذه الطرق الحادة المتطرفة فى العلاقات بين صاحب العمل، سواء كان رجل أعمال أو الحكومة والعاملين؟". ولفت أديب، على طريقة وحيد حامد فى فيلم "الإرهاب والكباب"، إلى أنه فى أوروبا والدول المتقدمة لا يكون الإضراب عن العمل هو الاختيار الأول الذى يصل إليه العاملون، بل يكون المحطة الأخيرة التى يضطرون إليها بعدما يكون قد تم استنفاد كل الوسائل الأخرى السلمية المتاحة، موضحا أنه فى حالة عمال النقل العام سار العمال ولمدة 8 أشهر فى مسار الحوار والتفاوض الطويل والمستمر، ولكن يبدو أن مشكلة قرار الإدارة هو الذى أدى إلى الوصول إلى الطريق المسدود، ووصول العمال إلى التهديد بالإضراب العام، الذى يمكن أن يؤدى إلى شل مصالح البلاد والعباد. وأضاف أن مشكلة عمال النقل العام فى مسألة جهة اختصاص «الجهة الإدارية» المسئولة عن هيئة النقل العام هى محافظة القاهرة، بينما يدخل الموضوع وملفاته فى ارتباطات الحلول والحكومة ووزارات الحكم المحلى والنقل والمالية والتأمينات، مبينا أنه يبدو أن معظم الملفات تتقاسم مسئوليته معها أكثر من جهة إدارية واحدة، مثل حالة مطالب الأطباء، وكما هو الحال فى مطالب عمال المحلة الكبرى، وهو ملف تتداخل فيه مسئوليات وزارات الصناعة والعمل والمالية والاستثمار والتأمينات. وأكد أديب أننا بحاجة إلى إيجاد حلول جذرية لشكاوى وأنين العاملين فى الدولة مع إدراك أن عجز الموازنة يتضاعف ومعدل الإنجاب يتضاعف ومعدل التنمية الحقيقى أقل من الصفر. بورصة برلين: نوه الكاتب جلال دويدار في مقال له بصحيفة "الأخبار" تحت عنوان/التفاؤل والتحدي والأمل والسياحة المصرية.. في أگبر حدث سياحي عالمي ببرلين" أنه كان طبيعيا أن يكون لجريمة أتوبيس سياح كوريا الجنوبية عند منفذ طابا انعكاساتها السلبية علي حركة السياحة الوافدة بما يؤدي إلي أن يتملك الخوف والاحباط العاملين في النشاط السياحي خاصة الذين كانوا يستعدون منهم للمشاركة في بورصة برلين الاسبوع القادم. إلا أنه ورغم كل هذا فإنه على ثقة بأن المشاركة المصرية في بورصة برلين التي ستبدأ فعالياتها يوم الأربعاء القادم سوف تكون قادرة علي التخلص من حالة الاحباط. ورأى أن مثل هذه الحوادث كانت متوقعة باعتبارها تعبيرا عن حالة الافلاس التي أصبحت تعيشها جماعة الإرهاب الإخواني بعد أن تأكدت من خسارتها لكل شيء. وقال إن وفد مصر المشارك في بورصة برلين سوف يكون مسلحا بروح التحدي وعزم المحارب.. بما يجعله قادرا علي خوض حرب المنافسة والترويج للسياحة إلى مصر أم السياحة العالمية ، لافتا إلى أن سنده في هذه المهمة هو تاريخ وتراث وموقع وامكانات طبيعية التي حباها بها الله العلي القدير. الاتجاه العكسي: وفى مقاله بصحيفة "المصرى اليوم" اليوم /الخميس/ تساءل الدكتور عمرو الشوبكي - تحت عنوان (نضال فى الاتجاه العكسى)- هل النضال أنواع، وهل يمكن أن يكون هناك نضال يسير عكس الاتجاه، وهل يمكن أن يكون هناك ثوار يؤسسون لنظام رجعى رغم هتافهم كل يوم باسم الثورة والمجتمع الثورى؟، وما هو شكل أو بروفايل المناضل عكس الاتجاه؟، وما هو معنى أن يكون هناك تنظيم سياسى يسير أيضا عكس الاتجاه؟ ليس لأنه يسير عكس التيار أو الاتجاه السائد، إنما لأنه يسير عكس الاتجاه الذى رسمه لنفسه. وقال "إذا غابت عنك البوصلة ووجدت نفسك "تناضل" فى أمور لا علاقة لها بالهدف الذى قام من أجله حزبك أو تنظيمك وتحول النضال من نضال ضد سلطة مستبدة إلى نضال ضد رفاقك فى الحزب أو فى الدكانة المنافسة، وإذا لم تراجع نفسك قبل أن تنام كل يوم لتقيم ما تشاهده، وتركت نفسك مستنفذا فيما تتصور أنه نضال يومى ستنسى أنه عكس الاتجاه وعكس هدفك. وأوضح الشوبكي أن نضال كثير من التنظيمات الشيوعية والقوى الاحتجاجية والثورية كان نضالا ضد بعضها البعض، وحين خرج بعضها من ثقافة الاحتجاج وحاول أن يقدم بديلا من أى نوع للنظم التى قضى عمره من أجل إسقاطها ينهال عليه السباب والتخوين من كل جانب، لأن المفروض أن يكون صوت احتجاج وفقط، لا أن يكون صوت بناء وتقدم. وأكد أن استنزاف الطاقة فى هذا النوع من الممارسات تجعلك فى النهاية فى لحظة الامتحان ويوم الحساب ترسب بامتياز، فقد أهدرت طاقتك فى شتم وتخوين كل المنافسين، لافتا إلى أن رد الفعل الأول الذى يأتى فى ذهنك هو "كيف أسقط فلان"، والحقيقة أن السياسة فى البلاد الديمقراطية فيها "كيف أسقط فلان"، ولكن قبلها تقدم بديلا وتبنى قواعد ثم تبدأ فى التكتيك لإسقاط المنافس أو الخصم، أما الإسقاط لمجرد الإسقاط وأنت قدراتك على باب الله فتعنى أنك أفرغت طاقتك فى الهدم وغابت عنك تماما طاقة البناء وصناعة البديل. وتساءل الشوبكي مجددا هل وجدت بلدا يوجد فيه مناضلون على الفيس بوك لا يجدون فى أى مرشح لموقع المسؤولية إلا جوانب هامشية ليس مهما فيها قدرته على العطاء أو كفاءته أو نزاهته؟، مضيفا أنه إذا كان تنظيمك يختار النضال المريح وغير المكلف ويقسم الناس فى قوالب جاهزة تمنعك من التفكير والمراجعة، فتأكد أنك تسير عكس الاتجاه وتعيد تكرار تجارب الفشل نفسها حين كانت فى مصر تيارات وطنية كبرى وزعماء يصنعون تاريخ هذا البلد، وكان هناك من يثرثرون ويزايدون عليهم فى المقاهى. وشدد على أن مشكلة مصر أن طاقة الهدم منتشرة داخل الأحزاب وخارجها، محذرا من الثقة فى تنظيم يقضى وقته فى هدم كل شىء الرفاق المختلفين، والسياسيين المعارضين، والدولة المأزومة، وحذر أيضا من الثقة فى الحزب الذى ليست له رسالة ولا رؤية ويطرح شعارات براقة ويمارس فى الخفاء ما هو عكسها.