أسدل المهرجان القومي للمسرح المصري، برئاسة الفنان يوسف إسماعيل، ستار فعاليات دورته الثالثة عشرة، مساء السبت الماضي، بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، والتي تحمل اسم دورة "الآباء"، ويحتفل فيها المهرجان بمرور 150 عاما على المسرح المصري المعاصر، الذي يؤرخ له منذ عام 1870. قدمت هذه الدورة الاستثنائية التي أقيمت وسط إجراءات احترازية مشددة، 29 عرضا مسرحيا لفرق البيت الفني للمسرح، والثقافة الجماهيرية، صندوق التنمية الثقافية، مركز الهناجر للفنون، دار الأوبرا، الجامعات والشباب والرياضة، المعهد العالي للفنون المسرحية، الفرق المستقلة والهواة، النقابات والمجتمع المدني، على 13 دار عرض، والتي اقتصرت عرضها على حضور لجنة التحكيم فقط خلال الأربعة أيام الأخيرة من عمر المهرجان، إضافة إلى تقديم حفل الختام ليصبح 2 يناير بدلا من 4 من الشهر نفسه، نظرا للظروف التي تمر بها البلاد بشأن جائحة فيروس "كورونا"، تلك العروض التي بدورها تؤكد على أن المسرح يظل إحدي الدعائم المحافظة على الهوية المصرية التي تشع بكل معاني الخير والجمال منذ فجر التاريخ. وكرمت دورة هذا العام 6 رموز مسرحية وهم: الشاعر الراحل نجيب سرور، والفنان الراحل محمود ياسين، والفنان الراحل المنتصر بالله، والفنانة سهير المرشدي، والفنان صلاح السعدني، والمخرج والمؤلف عباس أحمد، الذين أثروا الحركة المسرحية بأعمالهم الإبداعية، والذين ترصد "البوابة" مسيرتهم وأعمالهم في السطور التالية. "مونتي" أبو ضحكة جنان ابنة المنتصر بالله: كان أبا حنونا لم تفارق وجهه الابتسامة.. وصنع لنفسه مساحة واسعة من الكوميديا أهم ما يميز الفنان الراحل المنتصر بالله أن الفكاهة تسبقه في الحياة، ولديه القدرة طول الوقت على أن يكون مرحا يسعد من حوله، فهو مثقف يميل للكوميديا، فكان فنانا سريع الاستجابة، ومن السهل أن يجسد أي دور يسند إليه بل وينجح في تجسيده ببراعة شديدة، واستطاع أن يصنع لنفسه وللآخرين مساحة واسعة من الضحك، قدم خلال مسيرته الفنية مجموعة متنوعة من الأعمال التي لاقت نجاحا كبيرا، والتي تظل حاضرة في أذهان الجميع رغم رحيله. عن شخصية المنتصر بالله وطقوسه في المنزل، قالت نجلته المونتيرة رانيا المنتصر بالله، إنه كان دائما قمة في التواضع داخل المنزل، يعشق المرح ويكره الحزن والكآبة، لم تفارق وجهغ الابتسامة، فكان أبا حازما يرفض الإهمال وعدم الالتزام في أي شيء، لكنه كان عصبيا بعض الشيء، فما إن يثور حتى ينسى ما حدث بعد دقائق، فهو من رسخ مبدأ الاعتذار في الأسرة، ومن يخطئ لا بد أن يعتذر، عندما قام هو أولا بفعل ذلك، وهذا لا يقلل من شأن المرء بل يزيد احتراما لنفسه ولمن حوله، فكانت علاقته طيبة بالجميع، ومتابعا جيدا للأخبار اليومية وقراءة الجرائد ومتابعة المباريات الرياضية، ويحرص قبل النوم على قراءة كتاب يوميا في مختلف المجالات، والمشاركة في الندوات. شعب الإسكندرية كان بالنسبة له جمهور خاص في حبه له، هكذا أكدت نجلته، مضيفة أنه عادة كان يحب السفر للإسكندرية في أوقات قضاء الإجازة، وكانت من أسعد أوقات حياته أيضا الأوقات التي يقضيها مع أحفاده في اللعب، والتمثيل، والضحك، والغناء، فقد يملأ المكان بهجة أينما وجد. تقاسم هو وزوجته المذاكرة لأبنائه وأختص بتدريس مادتي العلوم والرياضة، وهي باقي المواد، هكذا أكدت نجلته قائلة: "أنا اتصدمت لما كبرت وعرفت إنه مش دارس فرنساوي بالقواعد الصحيحة، موضحة أن تعليمهن كان باللغة الفرنسية التي لا يعرف هو منها إلا القليل، فقامت والدتها بتحفيظه الأرقام وأدوات الجمع والطرح والقسمة باللغة الفرنسية، وأحضرت له نفس كتاب الوزارة مترجما باللغة العربية، حتى يستطيع تدريسها لهن، وكانت تحصلن على الدرجات النهائية في مادة الرياضة. كان المنتصر بالله يحرص على اصطحاب نجلته الكبرى "هبة" إلى مسرح سيد زيان يوميا، هكذا أوضحت رانيا، أن أختها الكبرى كانت تعشق مسرح سيد زيان، فكانت المكافأة لنا إذ انتهين من الواجبات المدرسية نذهبن معه للمسرح، مؤكدة أنه لا بد من الحضور يوم الافتتاح، وكذلك يوم تصوير المسرحية، بشرط عدم التواجد في الكواليس في ذلك اليوم إلا عقب انتهاء المسرحية، وكان يحرص دائما على أخذ آرائنا في أعماله. أكثر ما يؤلمه أن يشعر في لحظة بأنه يمثل عبئا على أحد أثناء فترة مرضه، علي الرغم من عدم حدوث ذلك، قالت نجلته، إنه شخص حساس بطبيعته، ودائم الشكر حتى إذا أعطته إحدى بناته أو أحفاده كوبًا من الماء، كان شخصا يتحمل الكثير ولا يشكو مطلقا، ويضغط على نفسه حتى يتخطى الألم والمرض. أما عن رسالة بناته إلى روح والدهن الطيبة قالت نجلته: "الدنيا وحشة قوي من غيرك يا بابا.. علشان أنت كنت كل حاجة.. أب وصديق وأخ وابن.. مختلف ومافيش زيك.. وحشتنا قوي يا مونتي يا أبوضحكة جنان". نجيب سرور.. فارس المثيولوجيا المصرية أشرف الصباغ: قيمة إبداعية لها خصوصيتها المحلية والعالمية.. والملحمة أساس ثلاثيته الشهيرة تناول الدكتور أشرف الصباغ في كتابه "نجيب سرور.. فارس المثيولوجيا المصرية" عالم الشاعر نجيب سرور الملحمي من حيث المؤثرات الفنية في مسرحه، والذي استطاع أن يتفاعل مع ظروف المجتمع المصري التي عاشها منذ الصغر، وأن يعكس هذه الظروف من خلال أعماله المسرحية، التي عبرت عن الطبقة الكادحة من أبناء الشعب المصري، كما استطاع أن يسجل ظروف المجتمع الذي عاش فيه واتضح ذلك في أعماله المسرحية لثلاثية "ياسين وبهية"، "آه يا ليل يا قمر"، "قولوا لعين الشمس"؛ إلى جانب "منين أجيب ناس"، "ملك الشحاتين" وغيرها، وقد سجل الظروف التي مرت بها مصر خلال ثلاثينيات القرن الماضى حتى نكسة 1967. ويؤكد "الصباغ"، أن "سرور" ذو قيمة إبداعية لها خصوصيتها المحلية والعالمية، وتفردها الإبداعي، حيث بدأ حياته الإبداعية قبل سفره للاتحاد السوفيتي في بعثة حكومية، وكتب العديد من المقالات والدراسات الإبداعية والنقدية والقصائد، التي كانت تنبئ بظهور شخصية إبداعية متفردة في الثقافة المصرية عموما، وفي المسرح والدراما على وجه التحديد. يوضح "" أن "سرور" اتخذ الشكل الملحمي كأساس لثلاثيته الشهيرة، واستعان بوسيلتين من الوسائل الفنية التي ساعدتاه على تحقيق التوازن في عمله هذا، الذي اعتمد في تناوله على التاريخ والموروث الشعبي، مشيرا إلى أن أسلوب "سرور" تشابه مع "لوركا" الذي اتبعه في مسرحياته مثل "يا بهية وخبريني"، وكان الريف بمثابة المحرك في العملين، وكانت الأرض وقضية الفلاحين هما هدفه الأساسي. ويقول الدكتور أبوبكر يوسف، عن "سرور": "الفنان شمعة تحترق لتضيء لنا الدرب إلى الحقيقة، والخير والجمال"، مؤكدا أن الشاعر نجيب سرور فنان لم يدخر ضوءه واتحرق سريعا كشهاب مرق في سمائنا، ولكنه ترك في نفسي وفي نفوس الآخرين أثرا ساطعا لا ينسى. محمود ياسين.. فارس المسرح المصري محمد قناوي: عنوان سنوات من الإبداع والتوهج السينمائي.. وقاسم مشترك في أفلام الحرب والعبور يرى الناقد محمد قناوي، في كتابه "محمود ياسين.. فارس المسرح المصري"، أن الفنان الراحل محمود ياسين، تفتح وعيه الفني في سن مبكرة، حيث كون مع أصدقائه فرقة "الطليعة" البورسعيدية المسرحية، وحين اتجه إلى القاهرة للدراسة في كلية الحقوق إلا أنه ذهب باحثا في أول يوم بالدراسة عن مسرح الكلية، حتى أخرج لهم الفنان عبدالرحيم الزرقاني مجموعة من المسرحيات، وكانت "الزير سالم" التي قدمها بعد النكسة 1967 بعامين، لألفريد فرج، من أبرز إبداعه المسرحي المتميز لغويا وتقنيا من الناحية البنائية، بالإضافة لما يطرحه من رؤي عميقة تنعكس عبرها ثقافته العميقة المستعرضة وإلمامه ووعيه الكامل بحضارته المصرية، حتى اتبعها بمسرحيات أخرى لكبار الكتاب والمخرجين من بينها: "حلاوة زمان"، "مشهد من الجسر"، "النار والزيتون" وغيرها. يوضح "قناوي"، أن "ياسين" كان مؤمنا أن السينما فن شاب لا يسير إلا في ركاب الشباب، ولم يتردد في الموافقة على المشاركة بها، طالما أن الدور لن ينقص من تاريخه أو خبرته، وظل القاسم المشترك في معظم الأفلام التي تناولت الحديث عن الحرب والعبور أبرزها "أغنية على الممر"، "الرصاصة لا تزال في جيبي" وغيرها، ثم عاش مع زوجته الفنانة شهيرة ما يقرب من نصف قرن من الحب، كما شارك بأداء عدد كبير من أدوار البطولة المطلقة وبعض الأدوار الرئيسية المؤثرة في السينما، والدراما، والإذاعة. ويقول الناقد الفني طارق الشناوي عنه: "إن الفنان محمود ياسين صار عنوانا لسنوات من الإبداع والوهج قد عاشتها السينما المصرية، ولا يزال حتى الآن، بمرونة وأستاذية قادرا على أن يظل في الساحة مبدعا بعد أن عاش سنوات عجافا في حالة ترقب، إلا أنه عاد بوهجه ونجوميته التي لا تخبو، إلى أن رحل وترك إرثا فنيا ضخما". المنتصر بالله.. ضحكة سعيدة أحمد الشريف: تلقائيته سبب تعلق الجمهور به.. ومرضه كان فارقا في مسيرته الفنية يوضح الفنان والناقد المسرحي أحمد محمد الشريف، في كتابه "المنتصر بالله.. ضحكة سعيدة" أن الفنان الراحل المنتصر بالله، برزت موهبته الفنية في المرحلة الابتدائية بالغناء في حفلة عيد الأم، ثم تطورت بعد ذلك في المرحلة الثانوية وحصل على الميدالية الذهبية عن دوره في مسرحية "الثعلب"، حتى تخرج في معهد الفنون المسرحية – قسم التمثيل والإخراج- في 1977، وكانت مسرحية "عائلة سعيدة جدا" التي قدمها للمسرح الكوميدي، بداية انطلاق شهرته، إلى أن انبهر الفنان فؤاد المهندس بموهبته الفنية وضمه لمسرحيته "علشان خاطر عيونك" في 1986، وتوالت بعدها مسرحيات القطاع الخاص، حتى أصبح من الفنانين القلائل الذين يتعلق بهم الجمهور وبإفيهاتهم مهما مر عليها الزمان، لتحتل مكانة كبيرة في أذهان الجميع، واستطاع أن يحقق ذلك عن طريق تلقائيته الفنية. ذكر "الشريف"، أحد مواقف وذكريات المنتصر بالله، أثناء تعاقده على مسرحية "شارع محمد على "، وكان البعض لا يريد مشاركته في هذا العمل، ولكن تدخلت بطلة العرض الفنانة شريهان، وساندته بل وهددت بالانسحاب والاعتذار عن المسرحية إذا استغنى عن المنتصر بالله في هذا العمل، وحققت هذه المسرحية نجاحا كبيرا. يؤكد "الشريف" أن الفنان المنتصر بالله بدأت رحلته مع المرض منذ يناير 2008، واستمرت حتى رحيله في السادس والعشرين من سبتمبر 2020، ويعد مرضه فارقا في مسيرته الفنية ولولاه لطالت قائمة أعماله وامتد مشواره الفني امتدادا يليق بوهجه الفريد. ويقول الدكتور عمرو دوارة عنه: "إن الفنان المنتصر بالله يعد من أهم فناني الكوميديا بالنصف الثاني من القرن العشرين، الذين قدموا أعمالا جماهيرية مميزة ومؤثرة سواء في المسرح أوالسينما أوالتليفزيون، ونجح في تجسيد العديد من الشخصيات المختلفة بل تفوق عليها، كما حرص على المشاركة في الأعمال الكوميدية وتقديم أدواره بصورة كاريكاتورية محببة بهدف إسعاد الجميع". عباس أحمد.. راهب المسرح أحمد يوسف عزت: أيقونة الإخراج وصاحب الرؤى المتميزة والمتفردة.. وساهم في تطوير وعى الممثل تحدث الدكتور أحمد يوسف عزت، أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب جامعة بورسعيد في كتابه "عباس أحمد.. راهب المسرح المصري" عن تجربة المخرج عباس أحمد المسرحية تحت عنوان "الركض في برية الراهب"، متناولا مجموعة من الشهادات والصور التوثيقية عنه. يرى "عزت"، أن هناك علاقة ترابطية بين المخرج عباس أحمد، وثيسبس، حيث اهتم كلاهما بالممثل على اعتباره روحا ناطقة بالسحر، وساهم في تطوير الوعى الخاص بالممثل المسرحي في بورسعيد، ولعب دورا في تحويل لغة الحوار المسرحي بعد أن كان المسرح في بورسعيد يعتمد على تنويعات "الفودفيل" إلى لغة جادة وشديدة البهاء في ذلك الوقت. وأشار "عزت"، إلى أن المخرج عباس أحمد، استقل مجموعة متميزة من فرقة "الطليعة" البورسعيدية المسرحية ليتجه نحو تأسيس كيان ثقافي جديد وهو "قصر ثقافة بورسعيد" ليضع خلاله أسس أكاديمية مسرحية بورسعيدية صغرى، كون خلالها فرقة قصر ثقافة بورسعيد المسرحية في منتصف 1964، والتي تخرج منها أجيال من المسرحيين، ثم أنشأ "ستوديو الممثل" مع مجموعة من الشباب في ذلك الوقت وكان من بينهم: أحمد سخسوخ، مراد منير، حمدي الوزير، صلاح الدمرداش، وغيرهم، بمصاحبة الفنان فوزي شنودة، كمال عرفة، حسن الوزير، دولت إبراهيم، نجيب سليمان وغيرهم، وكانت بمثابة الأكاديمية المسرحية الصغرى ونموذجا يحتذى في التفاني والإخلاص. يقول الفنان صلاح الدمرداش عنه: "إن المخرج عباس أحمد يعد إحدي أيقونات الإخراج المسرحي وصاحب الرؤى المتميزة والمتفردة تأليفًا وإخراجًا، وأول من ساهم في تعليمي أبجديات المسرح ووضعني على بداية الطريق لمشواري الفني، وكان سببا في ضمي إلى فرقة قصر ثقافة بورسعيد في 1965، لكوني أصغر أعضائها سنًا؛ كما شاركت معه في مسرحية "الزوبعة، الموقع 23، الحصار". سهير المرشدي.. الأيقونة مصطفى عبدالحميد: مسرحية "إيزيس" علامة فارقة في حياتها.. و"عدولة" أهم أدوارها الفنية يتناول الفنان والباحث مصطفى عبدالحميد في كتابه "سهير المرشدي.. أيقونة المسرح المصري" الأبعاد الإنسانية في حياتها، أنها مجموعة من المشاعر الفياضة التي تتحرك على الأرض، وتترك مكانا لها فيه كثير من الذكريات، شهد أجمل أيام حياتها، وعاشت الضحكة والدمعة ومارست فيه دور الأمومة وشعرت بفرحة الحفيد ومشاعر الجدة. يوضح "عبدالحميد"، أن مسرحية "إيزيس" تعد علامة فارقة في حياة "المرشدي"، وربما كان عرضا فارقا في المسرح المصري بشكل عام، والقومي بشكل خاص، من تأليف توفيق الحكيم، وإخراج كرم مطاوع، وهي مسرحية ذات بعد تاريخي مهم وعلامة فارقة في حياتها الفنية، اتبعها مجموعة متنوعة من المسرحيات، حيث قدمت مشوارا فنيا سينمائيا وتليفزيونيا مشرفا، تضمنت ما يقرب من ستين عملا، استطاعت من خلالها أن تجذب عقول ووجدان المشاهد. يؤكد "عبدالحميد"، أن شخصية "عدولة" في مسلسل "أرابيسك" من أهم أدوارها الفنية، تلك الشخصية التي مثلت جانبا مهما ووجها رقيقا للأصالة والدفء العائلي، وذلك عبر شخصية ضحت بكل متطلبات الحياة فداء لعيون إخوتها جميعا، استطاعت عبر مسيرة فنية أن تتسم بالبساطة والطبيعة والذي لم يكن إلا تجسيدا واقعيا لشخصية الفتاة والمرأة المصرية الأصيلة، نظرا لتميز وجهها البشوش الذي يتسم بالجمال والملامح المريحة. وتقول عنها الدكتورة درية شرف الدين: "إن الفنانة سهير المرشدي اسم مرتبط بالجودة والاتقان والموهبة، فهي تؤرخ لمسيرة فنية طويلة ولها بصمة واضحة على صورة المجتمع المصري التي قدمتها خلال أعمالها الفنية". صلاح السعدني.. ابن الحلم واليقظة أحمد خميس: قدرة فائقة في التعبير عن الشخصية المصرية.. وبرع في دور العمدة "سليمان غانم" يقول الناقد المسرحي أحمد خميس في كتابه "صلاح السعدني.. ابن الحلم واليقظة"، إن الفنان صلاح السعدني شارك في أكثر من 35 مسرحية، وذلك من خلال فرق الكوميدي، والحديث بمسرح الدولة، بالإضافة إلى فرق القطاع الخاص المتحدين، محمد فوزي، ورغم عدد الأدوار التي لعب من خلالها أدوار البطولة قليل، فإن التأثير القوي الذي يبقى في خيال الناس وذاكرتهم لا يتعلق فقط بحجم الدور في اللعبة الدرامية المقدمة، وإنما يتعلق أيضا بقوة التأثير في الحدث الدرامي ومهارة المؤدي وقدرته على منح العرض حياة يستحقها في ذهن المتلقى. يوضح "خميس"، أن السعدني يتمتع بقدرة فائقة في التعبير عن الشخصية المصرية في بعض أدواره السينمائية والتليفزيونية، حيث المواطن المكسور غير المتعلم، أو المثقف الذي فقد الثقة في التغيير، أو الموظف الذي سئم حياته الروتينية، أو الفلاح الذي يمثل الطبقات الدنيا في السلم الاجتماعي، كما برع في دور العمدة "سليمان غانم" في مسلسل "ليالي الحلمية" وهو من الأدوار المعقدة الذي رسخ أهمية ما يقوم به السعدني في فنون الأداء خاصة في الميديا التي يتابعها الملايين من الناس وغيرها من الأدوار. ويقول الدكتور عمرو دوارة عنه: "إن الفنان صلاح السعدني فنان موهوب ساهم في إثراء حياتنا الفنية بعدد كبير من الشخصيات الدرامية الخالدة، وقد بدأ مشاركاته المجال الفني من خلال فرقة "عبدالرحمن الخميسي خلال المسرح الجامعي، حيث يتمتع بإجادة أداء الأدوار الميلودرامية والتراجيية بنفس كفاءة أدائه للأدوار الكوميدية التي برع في تجسيدها واشتهر بها".