أسدل المهرجان القومي للمسرح المصري، برئاسة الفنان يوسف إسماعيل، ستار فعاليات دورته الثالثة عشرة، مساء السبت الماضي، بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، والتي تحمل اسم دورة "الآباء"، ويحتفل فيها المهرجان بمرور 150 عاما على المسرح المصري المعاصر، الذي يؤرخ له منذ عام 1870. وكرمت دورة هذا العام 6 رموز مسرحية وهم: الشاعر الراحل نجيب سرور، والفنان الراحل محمود ياسين، والفنان الراحل المنتصر بالله، والفنانة سهير المرشدي، والفنان صلاح السعدني، والمخرج والمؤلف عباس أحمد، الذين أثروا الحركة المسرحية بأعمالهم الإبداعية، والذين ترصد "البوابة نيوز" مسيرتهم وأعمالهم في السطور التالية. تحدث الدكتور أحمد يوسف عزت، أستاذ الأدب العربي الحديث بكلية الآداب جامعة بورسعيد في كتابه "عباس أحمد.. راهب المسرح المصري" عن تجربة المخرج عباس أحمد المسرحية تحت عنوان "الركض في برية الراهب"، متناولا مجموعة من الشهادات والصور التوثيقية عنه. يرى "عزت"، أن هناك علاقة ترابطية بين المخرج عباس أحمد، وثيسبس، حيث اهتم كلاهما بالممثل على اعتباره روحا ناطقة بالسحر، وساهم في تطوير الوعى الخاص بالممثل المسرحي في بورسعيد، ولعب دورا في تحويل لغة الحوار المسرحي بعد أن كان المسرح في بورسعيد يعتمد على تنويعات "الفودفيل" إلى لغة جادة وشديدة البهاء في ذلك الوقت. وأشار "عزت"، إلى أن المخرج عباس أحمد، استقل مجموعة متميزة من فرقة "الطليعة" البورسعيدية المسرحية ليتجه نحو تأسيس كيان ثقافي جديد وهو "قصر ثقافة بورسعيد" ليضع خلاله أسس أكاديمية مسرحية بورسعيدية صغرى، كون خلالها فرقة قصر ثقافة بورسعيد المسرحية في منتصف 1964، والتي تخرج منها أجيال من المسرحيين، ثم أنشأ "ستوديو الممثل" مع مجموعة من الشباب في ذلك الوقت وكان من بينهم: أحمد سخسوخ، مراد منير، حمدي الوزير، صلاح الدمرداش، وغيرهم، بمصاحبة الفنان فوزي شنودة، كمال عرفة، حسن الوزير، دولت إبراهيم، نجيب سليمان وغيرهم، وكانت بمثابة الأكاديمية المسرحية الصغرى ونموذجا يحتذى في التفاني والإخلاص. يقول الفنان صلاح الدمرداش عنه: "إن المخرج عباس أحمد يعد إحدي أيقونات الإخراج المسرحي وصاحب الرؤى المتميزة والمتفردة تأليفًا وإخراجًا، وأول من ساهم في تعليمي أبجديات المسرح ووضعني على بداية الطريق لمشواري الفني، وكان سببا في ضمي إلى فرقة قصر ثقافة بورسعيد في 1965، لكوني أصغر أعضائها سنًا؛ كما شاركت معه في مسرحية "الزوبعة، الموقع 23، الحصار".