تتوالى هجمات التنظيمات الإرهابية في البادية السورية مع بداية السنة الجديدة وتزامنًا مع انسحاب قوات روسية تابعة لشركة "فاغنر" العسكرية الخاصة، حيث أطل شبح أكثر التنظيمات المتشددة برأسه مستهدفًا حافلة ركاب هي الثانية في أقل من اسبوع أودت بحياة العديد من المدنيين بالقرب من وادي العذيب على طريق أثريا – الرقة. وطبقا للتقارير السورية منها موقع سوريا الإخباري وصحيفة الثورة السورية انه بحسب المراقبين، السبب الكامن وراء عودة الهجمات الإرهابية يأتي بعد انسحاب المقاتلين الروس من دير الزور، الأمر الذي سمح للخلايا الإرهابية التي فضلت الاحتماء بالبادية خلال السنتين الماضيتين، بتنفيذ هجمات لإرهاب السكان وخلق فوضى من جديد. من جهته، أعلن محافظ حماة محمد طارق كريشاتي عن "نقل بقية الركاب نحو منطقة آمنة، مع إسعاف المصابين في مستشفى سلمية القريب من الحادثة"، في حين لم يعلن بعد "داعش" الذي ينشط على امتداد هذه البقعة مسؤوليته عن الاعتداء، بينما تبنى استهدافًا قبل انصرام العام الماضي بيوم واحد لحافلة. والجدير بالذكر أن داعش يستغلّ البادية السورية والثغرة التي تشكلت بعد خروج قوات الشركة الروسية الخاصة "فاغنر"، ومستفيدًا من العامل الجغرافي والتضاريس وامتداد الصحراء، بصفتها تربط بين سبع محافظات وتصلها ببعضها، واتباعه لنهج "حرب العصابات"، وهي الضربات الموزعة والمتفرقة، مستخدمين أسلحة خفيفة ومتوسطة، عدا عن المتفجرات، كما يستغلون في الوقت ذاته عناصر تتبع لهم على دراية بمداخل وطرق البادية ومخارجها، كما يلعب عامل الطقس والرياح الرملية قدرة على التحرك والتخفي، مما يشكل له الملاذ الآمن. ولعل اشتعال الموقف في البادية السورية قد يدفع موسكو بالتفكير جديًا بالدفع نحو عملية عسكرية جديدة تشبه عملية "الصحراء البيضاء" في أغسطس الماضي لمكافحة ما تبقى من أفراد التنظيم. ويرى مراقبون أن عودة داعش مرتبطة بانشغال الخصوم بحروب ومعارك في الشمال والشمال الشرقي، بالتزامن مع مغادرة مقاتلي "فاغنر" الروس من دير الزور، الذين حافظوا على الأمن الكامل للمدينة لفترة طويلة، لكن في المقابل يجدون أنه من المبالغ الحديث عن عودة زاخمة للتنظيم لأسباب تتعلق بضعفه. ويبدو من الجهود الدولية المبذولة لإيجاد حل سياسي ينهي الصراع المشتعل منذ أكثر من عقد من الزمن، أن الأطراف جميعها ترغب في إنهاء ما يسمى تنظيم داعش، بعد ظهوره بشكل قوي في عام 2015 مستغلًا حالة الفوضى التي عاشتها البلاد.