تحل اليوم الذكرى ال138 على نفي الإنجليز الزعيم أحمد عرابي إلى جزيرة سرنديب، حيث نفي في مثل هذا اليوم 28 ديسمبر من عام 1882، وكان هذا القرار نهاية الثورة العرابية، ومن أسباب فشل الثورة العرابية، خيانة الخديوي توفيق، فقد ساند التدخل الأجنبي في شئون مصر منذ بداية توليه، وخيانة ديليسبس صاحب شركة قناة السويس، والذي أقنع عرابى بعدم ردم القناة لأن الإنجليز لا يستطيعون المرور عبرها بدعوى أن القناة حيادية، ولكنه سمح للإنجليز بالمرور، ولو ردمت القناة لما دخل الإنجليز مصر. ومن الأسباب أيضًا خيانة بعض بدو الصحراء والذين أطلعوا الإنجليز على مواقع الجيش المصري، وخيانة بعض الضباط وخاصة على يوسف، وقد ساعدوا الإنجليز على معرفة الثغرات في الجيش المصري، وخيانة خنفس باشا قائد حامية القاهرة، وخيانة السلطان العثماني الذي أعلن عصيان عرابى في 9 سبتمبر 1882 وهو وقت حرج جدا، وكان ذلك بتحريض من إنجلترا، وجعل الكثير من الأشخاص ينقلبون ضده، وقوة أسلحة الإنجليز، وعنصر المفاجأة الذي استخدمه الإنجليز. وواصلت القوات البريطانية تقدمها السريع نحو الزقازيق حيث أعادت تجمعها ظهرا ثم انتقلت إلى القاهرة التي استسلمت حاميتها بالقلعة عصر نفس اليوم، وكان ذلك بداية الاحتلال البريطاني لمصر الذي دام 74 عامًا، واحتجز أحمد عرابي في ثكنات العباسية مع نائبه طلبة باشا حتى انعقدت محاكمته في 3 ديسمبر 1882 والتي قضت بإعدامه، وتم تخفيف الحكم بعد ذلك مباشرةً إلى النفي مدى الحياة إلى سرنديب. انتقل السفير البريطاني لدى الباب العالي، لورد دوفرن إلى القاهرة كأول مندوب سامي، وأشرف على محاكمة أحمد عرابي وعلى عدم إعدامه، ومن ساندوا عرابي أو قاتلوا معه أو حرضوا الجماهير على القتال من العلماء والعمد والأعيان فقد كان الحكم أولًا بقتل من أسموهم برؤوس الفتنة من هؤلاء وعزل الباقين ثم خفف لعزل الجميع فعزلوا من مناصبهم وجردوا من نياشينهم وأوسمتهم. وكان السفر إلى المنفى على متن الباخرة الإنجليزية ماريوتيس وأعلنت صحيفة الأوبزرفر السيلانية عن موعد وصول الباخرة فبدأ الناس يفدون من كل أنحاء الجزيرة لرؤية البطل العربي الذي أدخل الطربوش إلى الجزيرة، ويرتديه المسلمين هناك حتى اليوم وأدخل الزي المصري وبعض الأطعمة المصرية، وطلب من المسلمين هناك أن يتبرعوا لإنشاء مدرسة يتعلمون فيها فقه الدين وفعلًا وضع عرابي أساس المدرسة الزاهرة. وكانت عودة أحمد عرابي بعد 20 عامًا ومحمود سامي البارودي بعد 18 عاما، وعاد عرابي بسبب شدة مرضه أما البارودي لاقتراب وفاته وإصابته بالعمى من شدة التعذيب، في عام 1901 أصدر الخديوي عباس حلمي الثاني قرار العفو عن عرابي وعاد على متن الباخرة الألمانية (برنسيس إيرين) وتوفي بعد عودته بعشر سنين ليتحقق حلمه حين قال وهو في المنفى أريد أن أموت في بلدي وأن أدفن في الأرض التي دافعت عنها.