صوت الناس.. «على قوالب طوب».. أطفال حوض الغابة بالأقصر يعبرون الخطر للوصول لمدارسهم

معاناة كبرى يعيشها أهالى منطقة حوض الغابة بنجع الحمامصة بقرية العشى التابعة لمدينة الزينية شمال محافظة الأقصر، وخاصة أطفال الحضانات وتلاميذ المدارس الابتدائية الذين يعبرون ترعة مليئة بالمياه عبر "قوالب طوب" فى سبيل الذهاب لمدارسهم ما يعرض حياتهم للخطر.
وقال خالد أبو الوفا أحد شباب قرية العشى: "للأسف هذا هو الكوبرى الوحيد فى حوض الغابة بنجع الحمامصة، ويعبر منه الأطفال والمزارعين والتلاميذ والأهالى، لنرى أطفالنا وأولادنا بهذا المنظر مع كل نوبة رى عندما يتم ملء الترعة على آخرها بهذا الشكل، ونحن نوجه نداء لمن يهمه الأمر وكل الجهات المعنية إنقاذ الأطفال من الخطر المحقق الوشيك مع كل نوبة رى كل 10 أيام، كما أن الكوبرى أصبح لا يتحمل المرور عليه بسبب أنه آيل للسقوط.
فيما قال على فاروق أحد أهالى المنطقة، أن الكوبرى تم إنشاؤه منذ أكثر من 60 عاما ولم يتم إحلاله وتجديده منذ وقتها سوى بواسطة بعض الجهود الذاتية من قبل الأهالى فقط، فهو عبارة عن "كوبرى قاطع ترعة" ويخدم أكثر من ثلثى قرية العشى ويحيط به نحو 500 أسرة، أطفال القرية يضطرون لقطع 2.5 كيلو متر ذهابا ومثلها إيابا للذهاب إلى أقرب مدرسة لهم، ما يضطرهم لاستخدام هذا الكوبرى، وفى وقت الشتاء وخلال نوبة رى يقوم الأهالى بصنع كوبرى مصغر من قوالب الطوب لعبور الأطفال تعويضا عن تلك المسافة البعيدة، كما يضطر الأهالى إلى حمل أبنائهم ليعبرون بهم للوصول إلى الضفة الأخرى حيث الطريق الممهد فضلا عن مرور الموتوسيكلات والتروسيكلات عليه مما يضاعف الخطر.
وأضاف، أن الكوبرى أصبح آيلا للسقوط وأكثر من حالة غرق حدثت بالترعة أسفله، وقدمنا أكثر من شكوى لمديرية الرى وما من مجيب، خاصة وأنه الطريق الوحيد لأهالى تلك المنطقة الذى يختصر المسافات، فنحن نعيش فى مأساة منذ سنوات وشكونا لكل الجهات من وضعنا غير الآدمى لكن دون جدوى، وكأننا نعيش فى القرون الوسطى، نتمنى أى مسئول لنا".
وقالت الطفلة "جنا"، تلميذة بالصف الأول الابتدائى، إن والدها يضطر لحملها حتى تعبر قوالب الطوب للضفة الأخرى خوفًا من سقوطها، وأن الطريق الآخر بعيد جدا ولا تستطيع المشى كل تلك المسافة وهناك كثير من الأطفال يغيبون عن المدرسة بسبب تلك الأزمة.
من جانبه، أكد مصدر بمجلس قروى العشى، أن النجع فى حاجة ماسة لإنشاء كوبرى للحد من معاناة الأهالى الذين يعانون فى العبور، مؤكدًا أن الوحدة المحلية ليس لها سلطة إنشاء الكبارى.