في مثل هذا اليوم 8 نوفمبر عام 1674 توفي الشاعر الإنجليزي جون ميلتون، وهو شاعر وعالم إنجليزي من القرن ال 17، أصيب في فترة لاحقة من حياته بالعمى وكتب حول ذلك قصيدة مكونة من 14 بيتًا شعريًا، وإلى جانب جيفري تشوسر وويليام شكسبير ويعتبر جون ميلتون من أبرز شعراء الأدب الإنجليزي. ولد جون ميلتون في لندن في 9 ديسمبر 1608 وكان مهتمًا بكتابة المقالات والقصائد، تلقى جون ميلتون تعليمه في كامبردج بين عامي 1625 و1632 وهناك كتب قصيدة "في صباح يوم ميلاد المسيح"، وكان طيلة حياته شخصية نشطة في القضايا السياسية والدينية وإبان الحرب الأهلية الإنجليزية أصبح في صف أوليفر كرومويل المعارض للحكم الملكي. استطاع الفرار من عقوبات حتمية بعد رجوع الحكم الملكي في عام 1660، وبعد إصابته بالعمى في عام 1652 كرس نفسه لكتابة قصيدة "الفردوس المفقود" التي تحكي قصة الشيطان وهبوط آدم وحواء، وبعد أربع سنوات نشر قصة انتصار المسيح على إغراءات الشيطان في "استرداد الفردوس" والدراما "عذاب شمشون". في عام 1638 قام ميلتون برحلة إلى روما بهدف الاتصال برجال الطبقة المستنيرة وتبادل الافكار معهم وكان لرحلته إلى ايطاليا أبلغ الأثر في نضوجه الأدبي فلم يكن ميلتون مجرد زائر ولكنه كان أشبه ما يكون بسفير لثقافته، وقد كان محظوظا أكثر من أي مسافر آخر لأنه كانت لديه القدرة على التحدث بطلاقة باللغة اللاتينية مما أتاح له فرصة ذهبية للاحتكاك بالأدباء والفنانين والايطاليين وقد اجتمع أيضا مرات عديدة ب "جاليلو" خلال خضوع جاليلو للاقامة الجبرية وكانت تلك الاجتماعات مصورة في العديد من لوحات عصر النهضة لا سيما منها لوحة الرسام آنيبال غاتي الشهيرة وعنوانها "جاليلو وميلتون" والتي لا تزال حتى ايامنا هذه معروضة في أهم متاحف فلورانس. كتب ميلتون الكثير من الأعمال الدينية ومن أشهرها "الأعمال الالهية والأيام" والتي تعطي نبذة عن خلق العالم ومسيرة الإنسان داخل هذا العالم وكذلك يتحدث أيضا عن سقوط الإنسان بسبب آثامه المتكررة، وكان ميلتون صاحب مدرسة أدبية في الشعر ويعده النقاد من بين عظماء الشعر الإنجليزي لدرجة انهم وضعوه جنبا إلى جنب مع ويليام شكسبير وهذا خير دليل على موهبته الأدبية الفذة وقدراته الكبيرة في هذا المجال، وتوفي في 8 نوفمبر 1674م.