لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَىْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ هكذا قال الكتاب المقدس في عدد التثنية آيه 7: 13 فالمسيحية كمعتقد وإيمان تقوم على المحبة بلا شروط وبلا أسباب أو مصالح، فدستور الإنجيل واضح وصريح وهو حب الله لبنى البشر والعالم حتى وصل هذا الحب إلى البذل والفداء لكى لا يهلك البشرية هكذا تؤمن المسيحية والكتاب المقدس والكنيسة إيضا. والسيد المسيح كانت جميع تعاليمه تقوم على المحبة، المحبة المطلقة والحب الغير المشروط، ففى الكتاب المقدس كانت آيه أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ» بمثابة دستور وأمر آلهى بحب العدو وليس هذا فقط بل الصلاة لمن يسىء أو يطرد. قال القس أرميا حلمى كاهن كنيسة الأنبا بولا أرض الجولف: في الكتاب المقدس هناك مواقف وأمثلة حية وواضحة للمحبة، فالوصية كانت هى أن تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ» وتابع في تصريحات خاصة للبوابة: وأكد السيد المسيح على المحبة للآخر بإجابته عن سؤال السامرى وهو وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلًا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا، فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ، فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ، وَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ فَعَرَضَ أَنَّ كَاهِنًا نَزَلَ فِى تِلْكَ الطَّرِيقِ، فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ وَكَذلِكَ لاَوِيٌّ أَيْضًا، إِذْ صَارَ عِنْدَ الْمَكَانِ جَاءَ وَنَظَرَ وَجَازَ مُقَابِلَهُ وَلكِنَّ سَامِرِيًّا مُسَافِرًا جَاءَ إِلَيْهِ، وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ، فَتَقَدَّمَ وَضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ، وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتًا وَخَمْرًا، وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ، وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُق وَاعْتَنَى بِهِ وَفِى الْغَدِ لَمَّا مَضَى أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ الْفُنْدُقِ، وَقَالَ لَهُ: اعْتَنِ بِهِ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِى أُوفِيكَ. 36 فَأَيَّ هؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ تَرَى صَارَ قَرِيبًا لِلَّذِى وَقَعَ بَيْنَ اللُّصُوصِ؟» فَقَالَ: «الَّذِى صَنَعَ مَعَهُ الرَّحْمَةَ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ أَنْتَ أَيْضًا وَاصْنَعْ هكَذَا» أختتم: وهذا المثال الذى ضربه المسيح يعلمنا المحبة والرحمة المطلقة، فهو يعلمنا كيف نكون كالسامرى الذى صنع رحمة دون أن يعرف من هو الجريح أو يعلم معتقده أو إنتمائه، فلا بد ان نحب دون شروط للجنس أو اللون أو الدين أو الانتماء، وهناك أمثلة عديدة في للمحبة في الكتاب المقدس على هذا المنوال. وقال القس رفعت فكرى رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بسنودس النيل الإنجيلى: المحبة تظهر في قوانين الكنيسة بقوة فالكنيسة هى الجمعية التعاونية الوحيدة التى أوجدت من أجل خدمة غير المشتركين بها والكنيسة مهمتها خدمة الإنسان كل إنسان وكل الإنسان دون نظر لجنس أو دين أو معتقد وخير دليل على ذلك المستشفيات والمستوصفات المفتوحة لخدمة الكل مسلمين ومسيحيين دون تفرقة وكذلك في أزمة كورونا قدمت الكنائس في بعض القرى بعض المساعدات العينية للكل دون تمييز فمحبة الإنسان وخدمته هى رسالة الكنيسة وهى ما دعانا إليها السيد المسيح. تابع «رفعت» في تصريحات خاصة للبوابة: كما تظهر المحبة أيضا من خلال العمل المسكونى يتشارك قادة الكنائس الخبرات المختلفة ونقلها لبعضهم البعض فهناك مثلا مجلس كنائس مصر الذى يعمل تحت مظلته العديد من اللجان كالشباب والمرأة والرعاة، ولن ننسى ذكر الكنيسة المصرية في أزمة لبنان بأرسالها الكثير من المساعدات للوقوف بجوار اللبنانيين في محنتهم، فهذه هى المحبة المطلقة. وعلق الأب جورج جميل راعى كنيسة العذراء مريم بأحمد حلمى الكاثوليكية على هذا الموضوع وقال: المحبة في الكتاب المقدس تنطلق من الله، فهو المحب للعالم دائما ومن هذا المنطلق تبنى الكنيسة محبتها. وتابع في تصريحات خاصة للبوابة: وتطبق الكنيسة الكاثوليكية المحبة وتأخذ المسيح وتعاليمه منطلق لها، فالله محبه وبه المحبة ومنه المحبة.