ما أروع أن يتذكر الناس محاسن أمواتهم ، فلعلها من اللحظات المعدودات التي تكون فيها الإشادة خالصة لوجه الله دون انتظار أجر أو مقابل .. ومنذ ساعات وجدنا أنفسنا أمام مثال حي على هذه الحالة من الترحم على الدكتور الإنسان محمد مشالي الحائز على لقب طبيب الغلابة لكثرة ما كان يقدمه من جهود طيبة لخدمة من حوله وتخفيف آلامهم وأوجاعهم دون مغالاة أو حتى محاولة للكسب . فقد شهد كل من خالط الطبيب الإنسان الراحل أنه كان ملاكاً يسير على الأرض بكل ما يحمله هذا الوصف من معن إيجابية تستوجب له الرحمة .. فبملابسه البسيطة المتهالكة ، كان طبيب الغلابة يشع نور طمأنينة وأمن لا يمكن تجاوزهما . فاستحق وعن جدارة الدعاء له "نم قرير العين في جنة الخلد" ,, فقد ترك خلفه ميراثاً لو نعلم عظيماً ، فهو لم يترك عقاراً أو مالاً أو ذهباً ، ولكنه ترك الذكرى الطيبة ويالها من كنز عظيم .