رحلة أبولو 11 هي الأولى من نوعها التي قادت الإنسان إلى النزول على سطح القمر، من خلال طاقم أمريكي قائده كل من نيل أرمسترونغ وطيار المركبة القمرية بز ألدرن الطاقم الأمريكي الذين هبطا بمركبة الهبوط على القمر إيجل في مثل هذا اليوم 20 يوليو 1969، بعد مهمتين سابقتين لأبولو 8 وأبولو 10 اقتربتا من القمر ودارتا في مدى حوله قبل العودة إلى الأرض. وأصبح آرمسترونغ أول شخص يطأ سطح القمر بعد ست ساعات و39 دقيقة في 21 يوليو، وانضم إليه الدرين بعد 19 دقيقة، وأمضوا نحو ساعتين وربع الساعة خارج المركبة الفضائية، فتكمل تلك الرحلة اليوم 51 عاما تقريبا، على تمكن الولاياتالمتحدة من إرسال أول إنسان ليهبط على سطح القمر. وكان إرسال مهمة أبولو 11 لحطة متميزة في تاريخ الولاياتالمتحدة وفي تاريخ العالم كله، بعد أن دخلت الولاياتالمتحدة في سباق فضائي مع الاتحاد السوفيتي، بعدما أطلق السوفييت، في عام 1957، القمر الاصطناعي سبوتنيك. وعندما تولى، جون كينيدي، الرئاسة عام 1961 ظن كثير من الأمريكيين أن بلادهم ستخسر السباق التكنولوجي أمام عدوها في الحرب الباردة، فقد أرسل الاتحاد السوفييتي في ذلك العام أول إنسان إلى الفضاء. وبعدها عقد الأمريكيون العزم على أن يكونوا أول من يصل إلى القمر، وفي عام 1962 ألقى كينيدي خطابه الشهير، الذي قال فيه: "لقد قررنا أن نذهب إلى القمر". وتواصل السباق الفضائي بين البلدين، ففي عام 1965 أرسل السوفييت أول مركبة فضائية غير مأهولة لتهبط على سطح القمر، وخصصت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا موارد ضخمة لبرنامج عرف فيما بعد باسم أبولو. فقد عمل 400 ألف شخص في مهمات أبولو، وعددها 17، بميزانية قيمتها 25 مليار دولار. واختير ثلاثة رواد فضاء لمهمة أبولو 11 هم: بز ألدرن، ونيل أرمسترونغ، ومايكل كولينز، ووضعت مركبة القيادة والمركبة القمرية، التي ستهبط على سطح القمر، على صاروخ قوي يعرف باسم ستورن 5. وكانت الخطة هي استعمال مدى الأرض للوصول إلى مدى القمر، وبعدها يستقل ألدرن وأرمسترونغ المركبة القمرية فيهبطان على سطح القمر، أما كولينز فيبقى خلفهما في مركبة القيادة. وأرسلت أول مركبة مأهولة لاختبار الوصول إلى المدار باسم أبولو 1 عام 1967، ولكن وقعت كارثة خلال عمليات مراقبة اعتيادية، إذ اشتعلت النيران في مركبة القيادة، وقتل في الحريق ثلاثة رواد فضاء. وتوقفت الرحلات الفضائية المأهولة لعدة شهور، وطرأت في مهمة أبولو 11 مشكلات اتصالات مع مركز المراقبة على الأرض، كما ظهر على الحاسوب إنذار لم يره رواد الفضاء من قبل. وهبطت المركبة القمرية بعيدا عن المكان الذي كان يفترض أن تهبط فيه، وعلى الرغم من العراقيل التي جابهتها المهمة، فقد أصبح نيل أرمسترونغ يوم 20 يوليو أول إنسان تطأ قدماه سطح القمر، ثم تبعه بعد ذلك بعشرين دقيقة زميله بز ألدرن. ثم بدأت رحلة العودة إلى الأرض، إذ حط رواد الفضاء في المحيط الهادئ يوم 24 يوليو، وشاهد ما يربو عن 650 مليون شخص عبر العالم لحظة هبوط أول إنسان على سطح القمر، وأبلغت الولاياتالمتحدة من خلال تلك اللحظة التاريخية العالم بريادتها في سباق الفضاء.