ولاد الأصول 17.. محمد إمام عشماوى.. الحكاية لسه فيها كلام وأحلام

حلم أسرته ونصيحة صادقة من أستاذه وإرادة قوية غيرت حياته
بعد الصلاة على النبي
من سيرة السابقين
بقول
يا ميت صباح النعيم
وميت صباح الخير
اعدل جناح الطاقية
وافتح عراوى الصديري
لسه في حياتك بقية
ولسه ياما الحكاوي
ولسه ياما الخطاوي
أنا بقول نقرأ بقلبنا اللى قاله محمد: «في المرحلتين الابتدائية والإعدادية كنت متفوق بالفطرة ممكن علشان التعليم كان في الفصل كويس وحتى المدرسين اللى كنت باخد عندهم دروس كانوا محترمين في قريتنا، وكل سنة كنت من الخمسة الأوائل لغاية الصف الثالث الإعدادي،كان كل سنة عندنا في البيت يستغربوا من نتيجتى في آخر السنة».
البيت الطيب
محمد كان أمل بيت كامل أب وأم وإخوة.
«في يوم ظهور نتيجة ثالثة إعدادى كنت في الشغل وأمى فعلا ذهبت للمكتبة وأعطت الأستاذ أبوالقاسم، اسمى ورقم الجلوس له وظهرت النتيجة كنت الثانى على المدرسة، والدتى مكنتش مصدقة وقالت للأستاذ يتأكد عدة مرات شوفها تانى يمكن غلط، والدتى كانت مستغربة علشان مكنتش بذاكر وكنت شغال بجانب الدراسة، بصراحة والدى كان شغله بيصرف على البيت وأخواتى البنات كانوا على وش زواج، فمكنش بيدينى فلوس، وأخواتى الصبيان اللى كانوا بيدونى الفلوس اللى أنا عايزها، بس انا بصراحة بحب الشغل، والدتى ووالدى واخواتى كانوا على يقين إنى هجيب هندسة، بس أنا علشان عارف نفسى إنى مش بذاكر، واللى كنت بشوفه من الثانوية العامة كنت خايف قلت أقدم تمريض، والأستاذ سامى الصعيدى الله قالى يا عشماوى روح امتحن في مدرسة المتفوقين قولتله معلش يا أستاذنا بلاش علشان أنا مش هدخل ثانوية عامة قالى بس روح وسيبها على الله، في الوقت ده كنت مقدم تمريض واختبار التمريض سألت عليه قالوا تعالى اسأل أول الشهر وكان ميعاد اختبار مدرسة المتفوقين أول يوم في الشهر روحت امتحنت وأنا راجع قلت أسأل على اختبار التمريض اتفاجأت إنه كان في نفس اليوم وبالتالى التمريض كده ضاع».
جواد
قدمت دبلوم ودفعت المصاريف، لكن الأستاذ عياد حميدة قابل والدى في الشارع، وقال له هتضيع مستقبل ابنك، قدم له ثانوية عامة، والدى الله يرحمه قالى اسحب الملف وقدم ثانوية عامة قلت له أنا دفعت المصاريف قالى لا مش مشكلة قدم ثانوية عامة، بصراحة كنت مستغرب والدى ليه عايزنى أقدم ثانوية عامة، المهم قدمت وجيت في أولى ثانوى لعبت بلاى استيشن، خدت منى 3 سنين الثانوية العامة هدر بس في البيت عندنا مكنوش يعرفوا، حتى لما أخويا كان يشوفنى خارج من صالة البلاى استيشن كان بيضربني، كان حاسس إنى حلمه، ظهرت نتيجة أولى ثانوى كان مجموعى مش كويس عندنا في البيت زعلوا وقالوا لى ذاكر في ثانية، لكن البلاى استيشن، كانت مغيبة عقلى من الشباب اللى كانوا بيلعبوها والتجمعات واللعب نظام دورات وظهرت نتيجة ثانية ثانوى والمجمع كان ضعيف، كنت مغيب حرفيا ساعتها قولت لأخويا خلاص مش عايز فلوس درس، أنا هشتغل وهصرف على نفسى لما حسيت نفسى إنى غلطان لكن كان فات الأوان لأن الثانوية العامة كان المجموع من ثانية وثالثة حسبتها في دماغى قلت خلاص الدنيا باظت منى قلت أخف عنهم المصاريف على الأقل دا أقل شيء طالما عملت كده في نفسى جيت في ثالثة ثانوى حاولت بس معرفتش أحقق لهم حلمهم. وحسيت إنى مَا أستاهلش أكون بين الناس دى علشان أنا قصرت معاهم قبل ما أقصر في نفسى نزل التنسيق طبعا مفيش هندسة وأنا عارف علشان مجموعى كان قليل فضلت أعيط وافتكرت كل أيامى اللى قصرت فيها.
* حينما يكون المدرس أبا.. لسه الأمانى ممكنة
قعدت مع الأستاذ عياد حميدة وكان أقرب معلم لى كان على طول ينصحنى ويقولى يا محمد أنت هتضيع نفسك، إنت دماغك حلوة ناقصك مذاكرة، لما حكيت له لقيته قالى هتسمع كلامى علشان ترضى أهلك بس هتيجى على نفسك سنتين علشان أنت اللى عملت في نفسك كده وما سمعتش كلامى من الأول، أدخل معهد فنى صناعى وبعدها أدخل هندسة، ودخلت تحدى مع نفسى وبدأت أذاكر وأشتغل والحمد لله دخلت هندسة وكل الصعوبات اللى قابلتنى قويتنى وحلم أهلى اتحقق، وأنا دلوقتى في الجيش بقضى خدمتي. واختتم المهندس محمد: «أنا دلوقتى الحمد لله معايا شهادة وصنعة وشيلت شغل مقاولات في هيئة الأبنية التعليمية، وبجد الشغل متعة بجانب شهادتك وخصوصا لما تكون في نفس المجال».
الحلوة بلادي.. انتظرونا وحكاية جديدة من ولاد الأصول