في مقال افتتاحي حول عظة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان خلال ترأسه القداس الإلهي احتفالا بعيد العنصرة توقف مدير التحرير في دائرة الاتصالات الفاتيكانية أندريا تورنييلي عند الواجب الرسولي للكنيسة، وتحديدا عند وعي الكنيسة بهذا الواجب. ذكَّر أندريا تورنييلي في بداية مقال حول عظة البابا فرنسيس لمناسبة عيد العنصرة بأن فرح العنصرة قد ازداد خلال الاحتفال الأخير بهذا العيد حيث عاد قداسة البابا فرنسيس الأحد 31 مايو ليطل على ساحة القديس بطرس وقد عاد إليها المؤمنون والحجاج بعد انقطاع بسبب الإجراءات الضرورية لمواجهة انتشار العدوى بفيروس كورونا. وتابع مدير التحرير متحدثا عن العمل الرسولي للكنيسة في كلمات البابا فرنسيس، فقال إن هذا الواجب، هذه الرسالة لا تنطلق من مشاريع أو خطط راعوية بل من تردد أصداء العطية المتلقاة والمعاشة ببساطة الحياة المسيحية. وذكّر في هذا السياق بما كتب قداسة البابا فرنسيس في رسالته لمناسبة اليوم الإرسالي العالمي 2020 حيث أكد أن "الرسالة، أي «الكنيسة في انطلاق»، ليست برنامجًا، أو نيّة يمكن تحقيقها بقوّة الإرادة. فالمسيح هو الذي يُخرِج الكنيسة من ذاتها. وفي رسالة إعلان الإنجيل، أنت تتحرّك لأن الروح يدفعك ويحملك"، وهي كلمات كان الأب الأقدس قد قالها في كتاب حوار بعنوان "بدونه لا يمكننا أن نفعل شيئًا"، صدر عن درا نشر الفاتيكان - سان باولو سنة 2019. عاد أندريا تورنييلي بعد ذلك إلى عظة البابا فرنسيس مترئسا القداس الإلهي احتفالا بعيد العنصرة، حيث قال قداسته: "لنعد إلى العنصرة ونكتشف أوّل عمل للكنيسة: البشارة. لكننا نرى أن الرسل لا يعدّون إستراتيجية ما. عندما كانوا منغلقين هناك، في العلية، لم يعدّوا إستراتيجية، كلاّ، ولم يعدّوا أيّة خطّة راعوية. كان بإمكانهم تقسيم الناس إلى مجموعات وفقًا لمختلف الشعوب، وتبشير القريبين أوّلًا ومن ثم البعيدين، كلّ شيء منظّم وكان بإمكانهم أيضًا أن ينتظروا قليلًا قبل أن يبشّروا كي يتعمّقوا بتعاليم يسوع، لتجنّب المخاطر كلّا. فالروح القدس لا يريد أن تُقام ذكرى المعلّم في مجموعات مُغلقة، وفي علّيّات يحلو فيها "التعشيش" وهذا مرض قبيح قد يصيب الكنيسة: الكنيسة العشّ، تفقد كونها جماعة وعائلة وأمّ. بل إنه يفتح، ويحفّز، ويدفع إلى أبعد ممّا قد قيل وقد صُنع قبلًا، إلى أبعد من حظائر إيمانٍ خجولٍ وحذر. إنّ الأمور في العالم تتدهور دون إعداد متين وإستراتيجية مدروسة. أمّا في الكنيسة، فالروح القدس يضمن الوحدة للمبشّرين. فقد ذهب الرسل دون استعداد، وخاطروا بذواتهم، وخرجوا. وكانت تحرّكهم رغبة واحدة: أن يهبوا ما قد نالوا. كم هي جميلة بداية الرسالة الأولى للقدّيس يوحنا: "ذاك الذي نلناه ورأيناه، نمنحه لكم" (را. 1، 3). وتابع مدير التحرير أن عظة البابا فرنسيس وأيضا الرسالة لمناسبة اليوم الإرسالي العالمي ترتبطان بالرسالة التي وجهها البابا قبل أيام إلى المشاركين في الجمعية العامة السنوية للأعمال الرسولية البابوية، والتي تحدث فيها عن العمل الرسولي والذي يتطلع إلى الحياة اليومية ولا ينطلق من مؤتمرات، وذكّر البابا بأن يسوع قد التقى التلاميذ بينما كانوا يمارسون عملهم اليومي.