في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة الصراع بين أطراف النزاع الليبي، على ضوء ما تتلقاه ميليشيات السراج من دعم تركي مفتوح بالمال والسلاح والمرتزقة، بل وبالقدرات الفنية والعسكرية لجيش أردوغان أيضا، يبقى التزام الدول العربية بترك خيوط اللعبة في أيدي الليبيين أنفسهم، شاهدا على رغبة أثيرة في أن يأتي الحل من الداخل وليس من الخارج. ويرى الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التطورات الأخيرة على مختلف الأصعدة، فيما يتعلق بالأزمة الليبية، باتت تمثل تهديدا وشيكا للأمن القومي العربي، وهو ما يفرض وجود تغيير جذري في نظرة دول المنطقة وموقفها تجاه ما يجري، من حيث ضرورة أن تتخذ هذه الدول الإجراءات الكفيلة بتعزيز استعادة الاستقرار والأمن في البلاد بأسرع وقت ممكن، على حد وصفه. وقال بدر الدين: "التحالف التركي مع حكومة السراج، وسعي الأخيرة إلى استجلاب أكبر عدد من المقاتلين المرتزقة، يفتح أبواب ليبيا على مصارعها لتدفق آلاف العناصر الإرهابية والمجرمين الجنائيين على طرابلس، بشكل يصنع بؤرة استيطانية شديدة الخطورة على أمن الوطن العربي بأكمله". وأضاف: "الصورة حالكة السواد لمستقبل الأمن في ليبيا، وتأثير ذلك على المنطقة العربية بأسرها، تزداد ملامحها قتامة، إذا وضعنا في الاعتبار ما تلمّح إليه حكومة السراج باستمرار من وجود خطط تستهدف دمج عناصر الميليشيات والمرتزقة والإرهابيين الدواعش، في أجهزة الأمن الليبية، لا سيما أن هذا الهدف يعمل حاليا وزير داخلية السراج فتحي باشاغا على تحقيقه بكل اقتدار". وشدد بدر الدين على أن التداعيات بالغة الخطورة التي تنتظر الأمن القومي العربي، تتطلب أن تجد دول المنطقة آلية سريعة لدعم جهود الشعب الليبي من أجل استعادة استقراره وأمنه، في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس التركي أردوغان، بذل كل الجهود لبسط سيطرة جماعة الإخوان الإرهابية على الأراضي الليبية، ولو على حساب مستقبل الليبيين وأمن المنطقة بأسرها. وأتمّ بدر الدين بالقول: "يجب على الدول العربية اتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على الأمن القومي للمنطقة، ومن أردوغان من إقامة دولة للإرهاب في قلب الوطن العربي، بعد أن أوشكت دولته في سوريا والعراق على الانهيار.