أكدت دراسة مشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" والبنك الدولي أن فيروس كورونا يعرض النظم الغذائية للخطر من خلال تعطل خدمات الصحة والتغذية، وفقدان فرص العمل والدخل، وتعطل سلاسل الإمداد الغذائية المحلية، فضلًا عن النتيجة المباشرة للإصابة بين الفقراء والفئات المعرضة للمعاناة. وقالت الدراسة الصادرة اليوم بوجود شواهد تشير إلى حدوث نمو سريع في بيع الوجبات الخفيفة والأغذية غير القابلة للتلف خلال الأزمة، على حساب الأطعمة الطازجة مثل الخضروات والفواكه، والأغذية عالية البروتين مثل البقوليات والأسماك واللحوم. وأفادت التقارير بأن شركات تصنيع الأطعمة قليلة الفائدة ترى في الأزمة فرصة لتوسيع حصتها في السوق. وتقترح الدراسة ثلاثة مجالات للعمل الفوري والمتوسط الأجل لتحسين فرص الحصول على الطعام الصحي في الأوقات التي تشتد فيها حاجة الناس إليه، وللحد من الضرر الناتج عن الأطعمة غير الصحية. وشملت المقترحات، أولًا تأمين الغذاء بأسعار ميسورة للمجتمعات المحلية الفقير وللفئات الأكثر معاناة وتأثرًا، فانطلاقًا من الدروس المستفادة من الماضي، ضمت منظمات دولية، مثل الفاو، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، والبنك الدولي، وبرنامج الأغذية العالمي، صوتها إلى صوت وزراء الزراعة في بلدان مجموعة العشرين، ورابطة أمم جنوب شرق آسيا، والاتحاد الأفريقي، ومنطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، في دعوة البلدان المصدرة إلى عدم تعطيل التجارة والإبقاء على تدفق الأغذية والمستلزمات الزراعية عبر الحدود. وثانيًا كفالة تغذية أفضل، حيث لا يقل المجال الثاني أهمية عن سابقه: يجب على البلدان أن تذهب إلى ما هو أبعد من توفير المواد الغذائية الأساسية ذات السعرات الحرارية العالية، وأن تكفل تغذية أفضل تعزز قدرة الناس على الصمود، وتقلل من المخاطر التي يمكن أن يتعرضوا لها من جراء الحالات الصحية المسبقة المرتبطة بالغذاء والأمراض المنقولة بالغذاء وعلى الجانب الزراعي، يمكن أن يتخذ هذا أشكالًا عديدة، من تشجيع حدائق الخضروات المنزلية، وزرع المحاصيل المقواة بيولوجيًا، وتنويع الأغذية المنتجة للاستهلاك المحلي إلى تحسين سلاسل التبريد للأطعمة المغذية سريعة التلف، ورفع مستوى أسواق الأغذية الطازجة، والاستثمار في سلامة الغذاء. أما ثالثًا المقترحات للدراسة، هو إعادة تنظيم الإنفاق العام من أجل تحسين الصحة والتغذية، على نحو يتوافق مع أهداف الصحة والتغذية، موضحة بأنه وعلى الرغم من صعوبة الحصول على البيانات، فإن أكثر برامج دعم الأسعار تذهب إلى عدد محدود من المحاصيل التي تمثل المكونات الأساسية للأطعمة المعلبة الغنية بالكربوهيدرات والقليلة القيمة الغذائية. وأكدت الدراسة، أن سلامة الغذاء أمر لازم، حيث تقدر تكلفة الأمراض المنقولة بالأغذية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بنحو 110 مليارات دولار من الخسائر في الإنتاجية والنفقات الطبية كل عام.