تختلف العادات والتقاليد بمحافظات مصر عامة، والفيوم خاصة، لكن تظل فرحة فانوس رمضان الأهم، حيث يتحدى بها أهالي الفيوم فيروس كورونا، وتتسابق ورش تصنيع الفوانيس لعرض كل أشكاله من الصاج "أبوشمعة" حتى مع اقتراب منتصف شهر رمضان المبارك. في منطقة الصيفية القديمة أحد الأحياء الشعبية الشهيرة في الفيوم، توجد ورشة صغيرة المساحة اشتهرت بصناعة الفوانيس على امتداد 60 عاما، ويعمل فيها عم " أحمد فونيا"، ملك تصنيع الفانوس الصاج، والذي شهد مراحل ازدهارها وتعرضها للتهديد إثر اقتحام الفانوس الصيني الجديد السوق. وأمام ألسنة اللهب، يجلس رجل يكسوه الشعر الأبيض ويرسم ابتسامة الرضا على وجهه، ويقول عم "فونيا": "الحمد لله شغالين لحد 15 رمضان والإقبال على شراء الفوانيس الصاج هذا العام من قبل المواطنين أصبح متزايدا عن الأعوام السابقة، رغم ظهور فيروس كورونا. ويتابع "فونيا": العمل في هذه الورشة لا يتوقف على مدى العام، فالإنتاج لا يرتبط فقط بالموسم الرمضاني واقتراب الشهر الكريم، ولكن عمل الورشة صغيرة الحجم كبيرة الإنتاج متواصل على امتداد شهور العام، في ظل إقبال التجار على شراء الفوانيس بغرض تخزينها، لحين اقتراب موسم بيعها وازدهارها مع تزيين هلال رمضان للسماء. ويقول إنه يبدأ في صناعة فوانيس الموسم الجديد بعد عيد الفطر، ليتمكن من تلبية كل الطلبيات في محافظة الفيوم، لأنها الوحيدة بمحافظات الصعيد التى تصنع فانوس رمضان. ويضيف "فونيا" أنه تعلم أصول الصنعة من أسطى بورشة في شوارع منطقة السيدة زينب والغورية منذ كان عمره 9 سنوات ويعمل بها حتى الآن. حيث يتم تصنيع الفانوس من مواد أساسية هي الصاج والزجاج، وذلك على ثلاث مراحل، تبدأ المرحلة الأولى بتقطيع الصاج بمقاسات معينة تختلف حسب حجم كل فانوس، والمرحلة الثانية بتقطيع الزجاج وتلوينه والكتابة عليه آيات من القرآن أو أسماء الله الحسنى، ثم تبدأ المرحلة الأخيرة وهي عملية التجمع واللحام ليخرج الفانوس في شكله النهائي. وأشار "فونيا" إلى أن الفوانيس الصاج يبدأ أسعارها من 20 جنيها حتى 2000 جنيه، على حسب الحجم والمواد المستخدمة في صناعته، فكلما كان حجم الفانوس كبيرًا والخامات المستخدمة في صناعته ذات جودة أفضل ارتفع سعره.