رئيس جامعة العريش يفتتح معرض «الإبداع الدائم» لطالبات كلية التربية    برواتب تصل إلى 55 ألف جنيه شهريًا.. 1072 فرصة عمل في الإمارات (رابط التقديم)    براتب 87 ألف جنيه.. تعرف على آخر موعد لوظائف للمقاولات بالسعودية    البنك المركزي يسحب سيولة ب 612 مليار جنيه في عطاء الودائع المربوطة    محافظ المنوفية يتفقد محطة معالجة سلامون بحرى بطاقة استعابية 20 ألف م3/يوم    يعمل قريبًا على الدائري.. شاهد محطات الأتوبيس الترددي BRT «من الداخل»    تفاصيل مباحثات ترامب وولي العهد السعودي    السفير حسام زكي: مستوى التمثيل في القمة العربية ببغداد سيكون مُرضي للجميع    القاهرة الإخبارية: غزة تواجه كارثة إنسانية بانهيار المنظومة الصحية    تشكيل المصري أمام فاركو في الدوري    سوبوسلاي: صلاح يستطيع قول ما يقوله كريستيانو رونالدو عن نفسه    مجلس الشيوخ يفتح أبوابه لشباب العالم ويؤكد أن مصر قلب الجنوب النابض    المشدد 6 سنوات لسائق وفكهانى لاتجاره في المواد المخدرة بالقليوبية    13 ملعقة بماء الذهب.. مذيعة تتهم خادمتها بالسرقة والنيابة تحقق    عاجل - رئيس الوزراء يناقش إجراءات طرح إدارة وتشغيل مشروع "حدائق تلال الفسطاط"    مهرجان كان يضع حدا للعري والملابس المثيرة.. ما القصة؟    هاني رمزي ينشر صورة مع أحمد سعد من الطائرة: "ادعولنا ربنا يوفقنا"    "الحق فى الحياة وحرمة التعدى عليها" ندوة علمية لمسجد الغرباء بالفيوم    الصحة العالمية: لا بديل عن إنهاء الحصار في غزة ودخول المساعدات    بعصا خشبية.. القبض على شقيقين لاعتدائهما على سيدة بالسب والضرب في الدقهلية    وزير الثقافة يزور الكاتب صنع الله إبراهيم ويطمئن محبيه على حالته الصحية    محافظ القاهرة: نسعى لتحسين جودة حياة المواطنين بالعاصمة والقضاء على المظاهر العشوائية    4 أئمة بأوقاف المنيا يشاركون في التصفيات النهائية لمسابقة الصوت الندي بالقاهرة    التصريح بدفن جثة سائق توك توك لقى مصرعه على يد عاطل فى شبرا الخيمة    "عبدالغفار" يترأس أول اجتماع للجنة العليا لوضع استراتيجية وطنية شاملة لسلامة المرضى    رئيس الوزراء يتابع إجراءات طرح إدارة وتشغيل مشروع "حدائق تلال الفسطاط"    الأعلى للآثار: عازمون على استعادة أى قطع خرجت بطريقة غير مشروعة    المشدد سنة ل3 أشخاص بتهمة حيازة المخدرات في المنيا    لصوص يسرقون مليون جنيه من شركة سجائر بأسوان والأهالي يعيدون المبلغ    صبحي خليل: إصابة بنتي بالسرطان كانت أصعب لحظة في حياتي    الأكاديمية الطبية العسكرية تفتح باب التسجيل ببرامج الدراسات العليا    الرئيس الأمريكي يصطحب "الوحش" في جولته الخليجية الحالية.. صور وتفاصيل    جامعة قناة السويس تُعلن الفائزين بجائزة "أحمد عسكر" لأفضل بحث تطبيقي للدراسات العلمية    وزير الدفاع يشهد افتتاح المؤتمر الدولي العلمي للكلية الفنية العسكرية    غلق 138 محلًا لعدم الالتزام بقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    "الصحة": إنقاذ سائحين من روسيا والسعودية بتدخلات قلبية دقيقة في مستشفى العجوزة    وزير الصحة يؤكد على التنسيق الشامل لوضع ضوابط إعداد الكوادر الطبية    بمعروضات صديقة للبيئة، طب القناة تستضيف معرض قومي المرأة بالإسماعيلية (صور)    توريد 444520 طن من الأقماح المحلية لشون وصوامع محافظة الشرقية    رئيس «اقتصادية قناة السويس»: توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا هدف رئيسي باستراتيجية الهيئة    طلب إحاطة في البرلمان حول إغلاق قصور الثقافة: تهديد للوعي والإبداع في مصر    إصابة 5 أشخاص فى حادث انقلاب سيارة سوزوكى بالشرقية    وزير الصحة يبحث مع وفد البنك الدولي تعزيز التعاون في ملف التنمية البشرية    جدول مواعيد امتحانات الترم الثاني 2025 في محافظة أسيوط جميع الصفوف    الاتحاد الأوروبي: لن نستأنف واردات الطاقة من روسيا حتى لو تحقق السلام في أوكرانيا    الخارجية الإسرائيلية: لا نزال نعمل على الوصول لاتفاق آخر مع حماس    مشكلة أمنية.. واشنطن بوست تفجر مفاجأة حول الطائرة القطرية المهداة لترامب    موعد مباراة الأهلي والترجي التونسي في نهائي كأس السوبر الافريقي لكرة اليد    وزير الخارجية الباكستاني: "المفاوضات مع الهند طويلة الأمد وضرباتنا كانت دفاعًا عن النفس"    التاريخ يبشر الأهلي قبل مواجهة الزمالك وبيراميدز في الدوري    داعية إسلامي: احموا أولادكم من التحرش بالأخذ بالأسباب والطمأنينة في التوكل على الله    هل يحق للزوجة طلب زوجها "الناشز" في بيت الطاعة؟.. محامية توضح الحالات والشروط    الملالي لاعب أنجيه الفرنسي معروض على الزمالك.. وطلباته المالية تتخطى مليون دولار    حكم تسوية الصف في الصلاة للجالس على الكرسي.. دار الإفتاء توضح    الأهلي يحصل على توقيع موهبة جديدة 5 سنوات.. إعلامي يكشف التفاصيل    اليوم| محاكمة 73 متهمًا في قضية خلية اللجان النوعية بالتجمع    جدول أعمال زيارة ترامب الخليجية فى ظل ديناميكيات إقليمية معقدة    الدوري السعودي يقترب.. موعد تتويج الاتحاد المحتمل وأمل الهلال الوحيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الفوانيس" اختراع مصري عمره ألف عام.. "تحت الربع" بالدرب الأحمر أشهر مناطق الصناعة.. 20 جنيهًا ل"أبو شمعة" ومحمد صلاح ب250.. والتجار: ارتفاع أسعار الخامات تسبب في الركود

مع اقتراب شهر رمضان، تنتشر الفوانيس لتتزين بها الشوارع والمحال والميادين فى مصر، لكن يظل شارع «تحت الربع»، بحى الدرب الأحمر بمنطقة وسط البلد التاريخية، أهم وأشهر مكان لصناعة وتجارة «فانوس رمضان» فى مصر. وبمجرد أن تطأ قدمك شارع تحت الربع، تجد فوانيس من الصاج، وأخرى من الخشب، وثالثة من الرخام، وتجد أيضًا الفانوس المستورد «الصيني»، وتمتلئ الورش والمحال بالفوانيس من الداخل، وتصطف خارجها، فى أشكال وأحجام مُختلفة، لتُعلن عن قدوم شهر رمضان وقدوم واحد من أهم طقوسه المصرية المتوارثة عبر مئات السنين وهو الفانوس.
البداية مع هانى أبوالعدل، صاحب أحد محال بيع الفانوس، بشارع تحت الربع، الذى قال إن أسعار الفانوس تبدأ من 20 جنيها، للفانوس أبوشمعة، وحتى 4 و5 آلاف جنيه للفانوس المصنوع من الصفيح والزجاج، بطول 4 أمتار.
ويوضح أبوالعدل، أن الارتفاع فى أسعار الخامات المُستخدمة فى صناعة الفانوس من؛ زجاج وصفيح ومادة لحام، تسببت فى ارتفاع أسعار الفوانيس عن العام الماضي، بنسبة تصل ل10٪، وهو ما نتج عنه ركود فى عملية البيع للعام الحالى عن السنوات الماضية فضلًا عن؛ ضيق يد حال العديد من الأُسر المصرية.
ويُشير أبوالعدل، إلى أن أفضل فترة لرواج الفانوس داخل المنطقة كانت الفترات التى تلت ثورة يناير، لدرجة أن شارع تحت الربع لم يكن به موطئ لقدم بسبب الإقبال الرهيب على شراء فانوس رمضان الذى تسبب فى زحام شديد.
البداية بعد عيد الأضحى
عن فترة الاستعداد لموسم بيع الفانوس خلال رمضان، يقول أبوالعدل، إن ورش الصناعة تبدأ فى تصنيع الفوانيس بعد عيد الأضحى، لمدة 8 و9 شهور، بداية من مرحلة الطباعة على الزجاج وتحديد الإسطمبات لأشكال الصاج، ووصولًا إلى وضع اللمسات الأخيرة للفانوس، إلى أن تبدأ الورش فى عرض منتجاتها داخل وخارج المحال مع اقتراب شهر رمضان.
وبجانب الفانوس المحلى بشارع تحت الربع، تنشط أيضًا تجارة الفانوس المستورد، بأسعار تبدأ من 200 جنيه، ويوضح أبوالعدل: «الفانوس المحلى يُعتبر الأكثر رواجًا وطلبًا، كون تلفه يكون بصعوبة مُقابل المستورد الذى لا يعيش أكثر من عدة أيام بسبب خاماته الرديئة المصنوعة من البلاستيك».
ويقول حمادة أبوالعدل، إن الفانوس الصينى أغرق السوق لأول مرة فى 2007، وكان الإقبال عليه كبيرًا وقتها، لكن خلال سنوات قليلة، عاد الفانوس المحلى لريادته مرة أخرى بعد أن قام أصحاب الورش والمحلات بتطوير أشكال وأنواع الفوانيس مع إضافة مميزات جديدة له.
«الصينى كُله من البلاستيك، إنما ده تراث إسلامي، بتاعنا».. بتلك الكلمات اختتم الشاب الثلاثينى حديثه، منوهًا بأن الفانوس الخيامية، وهو المصنوع من السلك والقماش أو الصاج والزجاج الملفوف بقماش بألوان وأشكال عديدة، أصبح رائجًا لكُل هواة الفوانيس المُطرزة واللافتة للنظر وبديلًا للفانوس الصيني.
الفانوس الخشب يتزين ب«صلاح»
وعلى بُعد خطوات قليلة، يقف كريم محمد، الذى لم يتخط عمره بعد 18 عاما، يُنادى على من يعبرون أمام «فرشته» قائلًا: «اللى عايز فانوس خشب، فانوس بلاستيك، فانوس محمد صلاح، والسعر ببلاش يا أستاذ، يا مدام».
ويجد الفانوس الخشبي، سوقًا له فى شارع تحت الربع بمنطقة الدرب الأحمر، بجانب الفوانيس المصنوعة من الصاح والزجاج، حيث يقف الزائرون أمام المحال التى تعرضه للفصال والشراء، خاصة وأنه يتميز، على جنباته، بصور محمد صلاح، لاعب المنتخب الوطنى ونادى ليفربول الإنجليزي، ما يحبب الأطفال والشباب فيه.
ويقول كريم: «دى فرشة بنبيع عليها كُل الفوانيس الصُغيرة، البلاستيك والصينى والخشب»، مُضيفًا أن أسعار الفانوس الصينى تبدأ من 25 جنيها حتى 250 جنيها لفانوس محمد صلاح، فى حين أن أسعار الفانوس البلاستيك هى الأرخص قليلًا، أما أسعار الفانوس الخشب فتصل بين 120 و150 جنيها.
ركود فى السوق
ويُكمل كريم: «للأسف حركة الشُغل نايمة، غير السنة اللى فاتت والسنة اللى قبلها، أسعار الفوانيس مش غالية بس الناس مش معاها ومابتجيش تشتري».
ويقول محمود جاد، أحد أصحاب محال بيع الفانوس الخشبي، إن ارتفاع أسعار الخامات هذا العام يقف حائلًا أمام رواج بضاعته وتوزيعها، حيث تبدأ أسعار الفوانيس لديه من 15 جنيها للفانوس صاحب الحجم الأصغر وتصل إلى 500 جنيه للفانوس الكبير.
ويوضح جاد، أن خامات الفانوس الخشبى ارتفعت بنحو 30٪ خلال آخر عامين، فضلًا عن ارتفاع تكلفة الأيدى العاملة، وهو ما تسبب فى زيادة الأسعار وضعف الإقبال عن السنوات السابقة، ويُتابع قائلًا: «حاولنا التغلب على ذلك بإضافة صور للاعب المنتخب المصري، محمد صلاح، للفانوس وهو مطلب للكثيرين».
وبالقرب من باب زويلة، الجهة المقابلة لمسجد الصالح طلائع، وفى دُكان لا تزيد مساحته على 4 أمتار، توجد ورشة حسن أبوحمادة، أشهر صانع فانوس رخامي، التى بدأت نشاطها على استحياء فى 2008، قبل أن تمتلئ بالكثير من قطع الرخام وأدوات التقطيع والتشكيل مع زيادة الطلب على الفوانيس المصنوعة من الرخام. «لا تستغرق صناعة الفانوس الرخامى وقتا طويلا»، هكذا يوضح حسن أبوحمادة، مضيفًا أن الفانوس الواحد قد يستغرق يومين كاملين بدءا من التقطيع وحتى مرحلة الكتابة عليه، لكن أصعب ما فى الفانوس الرخامى هو أن سعره غال بعض الشيء، لأن مكوناته باهظة الثمن فى الأساس، ما يجعل من انتشاره ضعيفا مقارنة بأى نوع فانوس آخر.
سمكرى الفوانيس
وفى ورشة، بشارع تحت الربع، لا تزيد مساحتها على المترين، يقوم «عم عبده» بتصنيع الفانوس السلك، مُنذ 45 عاما، ويقول: «تصنيع هيكل الفانوس السلك بياخد نصف ساعة.. ما بين تقطيع وتجميع ولحام ودق».
وأضاف عم عبده، أن أسعار هيكل الفانوس السلك؛ 7 جنيهات للواحد، وغالبًا ما ترتبط بالإقبال و«حركة الرجل» فى الشارع، ولأن الإقبال ضعيف مُقارنة بالعام الماضى، يقوم «عم عبده» بيبع ما يُصنعه ب5 جنيهات فقط. ويوضح: «الخامات الغالية والإقبال الضعيف بيخلينا نبيع بسعر رخيص علشان الحال مايوقفش».
وعلى كرسى صغير من الخشب داخل واحد من محال الفوانيس بشارع تحت الربع، يجلس محمد جودة، صاحب الخمسين ربيعًا، وبجواره «شُعلة بوتاجاز» ومجموعة من الفوانيس القديمة وأخُرى جديدة بها عيوب صناعة، حيث يقوم بإعادتها إلى سابق عهدها لعرضها مُجددًا للبيع، حيث ورث عن أبيه وجده مهنة «سمكرى الفوانيس».
ويقول جودة: «الفانوس بيجيلنا مكسور فى قلب شنطة وإزازه متكسر، أنا بصلحه وبرجعه جديد، بغير له الإزاز وبلحمه وبجمعه تانى وبرجعه جديد، دى الحرفنة بتاعة السمكري»، موضحًا أن عمله يتلخص فى تصليح المكسور أو التالف من الفوانيس الخاصة بالمحل، وأيضًا فوانيس بعض الزائرين العتيقة، التى تعرضت للتلف، حيث يقوم بتجديدها مرة أُخرى مُقابل 200 و300 جنيه، حسب حالة تلف كُل فانوس.
ويرى جودة، أن خلال فترة عمله ك«سمكرى فوانيس»، لمدة 40 عاما، لم يطرأ جديد على الصنعة، إلا أنه كُل عام يتم إضافة «إسطمبات» و«فُرم» وأشكال جديدة على الفانوس.
وفيما يخُص الإقبال، أضاف جودة، أن العام الجارى يشهد ركودًا فى عملية بيع الفوانيس، مؤكدًا أن الفترة الأكثر رواجًا للفانوس المصرى كانت خلال غزو الفانوس الصينى للسوق، حيث تم تصنيع وتجديد أشكال عديدة للفانوس أصبحت مطلبًا للناس بديلًا عن الصيني.
ويُتابع جودة: «الفانوس المصرى ده الأصل والتاريخ، الفانوس المصرى ما ماتش لما السوق اتغرقت بالصيني، لأن ده الأصل، الفانوس المصرى هو رمضان».
وأشار جودة، إلى أن طبيعة الفانوس الصيني، ومكوناته التصنيعية، تجعله الأكثر قابلية للتلف، مُقابل الفانوس المصرى الذى يُمكن صيانته مرة أخرى فى حالة إن تعرض للكسر، كما أن أسعار الصينى أغلى مُقارنة بالمصري، وأشكاله لافتة، وهو ما تغلبنا عليه خلال السنوات الماضية عن طريق؛ تطوير أشكال الفانوس المصرى سنويًا.
«اللى اتكسر بيجيلنا نركبله لوح إزاز وبيرجع تانى ينور»، قالها جودة، موضحًا أن تصميم الفانوس المصرى عبارة عن قبة وزجاج وأضلع وكعب، حيث يتم عمل إسطمبات للفانوس ثم تقطيعها وتفصيلها وصولًا بتجميعها يدويًا.
وأوضح محمد محمود، صاحب محل لبيع فوانيس رمضان، أن الفوانيس المستوردة ما زالت متواجدة داخل الأسواق المصرية، ويتم بيعها أيضًا، إلا أن أسعارها مرتفعة مقارنة بالفوانيس المحلية المصنوعة فى مصر، مضيفًا أن حركة البيع بدأت منذ حوالى أسبوعين قبل قدوم شهر رمضان، باعتبار أن شراء الفوانيس عادة رمضانية أصيلة، ومن أجل احتفال الأطفال بشهر الصوم المبارك.
وأكد «محمود»، أن الفوانيس حاليًا لم تتغير أشكالها بدرجة كبيرة، بل تم استحداثها حيث ظهر منذ أكثر من 4 سنوات فى مصر، صناعة الفوانيس القماش المصنوعة من «الأقمشة الرمضانية» ذات الألوان المبهجة، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الفوانيس أصبح مستحبا لدى المصريين وخاصةً الأطفال، حيث إن أسعاره ليست مرتفعة للغاية، كما أنه خفيف الوزن وسهل الانتقال به، ونتيجة لمميزاته أصبح المواطنون يقبلون عليه خلال السنوات الماضية وحتى الوقت الراهن، فضلًا عن إمكانية وضع صور لشخصيات مشهورة قديمًا وحديثًا مما يجذب المواطنين لشرائه.
وفى الفترة الأخيرة تم عمل منتجات بجانب الفانوس القماش تتخذ أشكالا متعددة، ويتم وضع عليها صور مثل «بكار- بوجى وطمطم» وغيرها من الشخصيات الكرتونية المحببة لدى الأطفال، وتجسيد شخصية «المسحراتي» الذى يحمل «طبلة وعصا» لإيقاظ المواطنين قبل أذان الفجر للسحور فى الشهر المبارك.
وترى إيمان الوكيل، مواطنة، أن شراء فوانيس رمضان عادة قديمة، اعتادوا عليها منذ الصغر، فكان والدها يقوم بشراء الفوانيس لها ولأخواتها أيضًا، من أجل الاحتفال بقدوم الشهر الكريم، قائلة: «اتعودنا نشترى الفانوس من زمان، ودلوقتى بجيبه لبناتى وأولادى كل سنة، بجيبلهم الأشكال والأنواع الجديدة، اللى اتغيرت عن شكل الفانوس زمان أبوشمعة»، مؤكدة أن الأسعار ارتفعت فى كافة المنتجات والسلع حاليًا، مقارنة بالأسعار منذ 10 سنوات على سبيل المثال، وبالتالى فمن الطبيعى أن تكون أسعار الفوانيس فى الوقت الراهن ارتفعت أيضًا، ولكن الفوانيس ذات الأصوات والأضواء والمجسدة لبعض الشخصيات مثل «محمد صلاح» أسعارها مرتفعة جدًا، مقارنة بالأشكال الأخرى.
ويقول إبراهيم جابر، مواطن، إن الاحتفال بقدوم شهر رمضان يرتبط ارتباطا وثيقا بشراء فوانيس رمضان، وخاصةً للأطفال والزينة فى المنازل أو الشوارع، إلا أن أسعارها ارتفعت خلال السنوات الماضية إلى حد كبير، وخاصةً الفوانيس الحديثة، ذات الأشكال المميزة التى تجذب الأطفال، لافتًا إلى أنه فى بعض الأحيان يتم الاكتفاء بالفانوس الموجود لديهم منذ العام الماضى لعدم المقدرة على شراء آخر جديد نتيجة للظروف المعيشية التى يمر بها البعض حاليًا.
أحمد شيحة
ويكشف أحمد شيحة، رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية، عن أنه ليس هناك وجه للمنافسة بين الفوانيس محلية الصنع والأخرى المستوردة، والفوانيس المحلية ما زالت كما هى بالصاج والشمعة أو اللمبة والزجاج، ما يجعله مختلفا تمامًا عن المستورد، وبالتالى أصبح لا يوجد تأثير لوجود الفانوس المستورد فى الأسواق المصرية، كما أنه ليس له بديل فى يتم تصنيعه فى مصر بنفس الشكل والتصميم، ما يجعل منعه أمرا غير مرغوب.
وأكد شيحة، أن كميات الفوانيس المستوردة من الخارج تأتى بكميات محدودة قبل قدوم شهر رمضان، وينتهى الاستيراد من الخارج بانتهاء الشهر الكريم، حيث إنه يتم استيراد فوانيس رمضان بمبلغ حوالى من 800 ألف إلى 100 ألف دولار، موضحًا أن قرار وزارة التجارة والصناعة الصادر فى 2015 بمنع الاستيراد كان من ضمن القرارات العشوائية غير المدروسة دون أن يتم معرفة تأثيرها أو نتائجها.
وأشار إلى أن الفوانيس المصرية تختلف فى شكلها العام عن الآخر المستورد ذات الأشكال الملونة والأضواء وتجسيد الشخصيات المشهورة لدى المصريين وغيرها، بالإضافة إلى الأصوات والأغانى فى هذه الفوانيس، ما يدل على غياب المنافسة بين المحلى والمستورد، مؤكدًا أن القرار الصادر من الوزارة لا علاقة له بما يحدث داخل الأسواق وحركات البيع والشراء
أحمد أبوجبل
ثغرات القانون
ويرى أحمد أبوجبل، رئيس شعبة الأدوات المكتبية بغرفة القاهرة التجارية، أن قرار وزارة التجارة والصناعة الصادر فى عام 2015، كان يسرى على السلع ذات الطابع التاريخى والتراثي، وكانت فوانيس رمضان من إحدى السلع التى تخضع للقرار، مؤكدًا أنه يتم تطبيق القرار حتى الوقت الراهن، ولكن هناك بعض الثغرات القانونية التى تسمح بدخول الفوانيس المستوردة لمصر، حيث تأتى هذه البضائع عن طريق غير قانونى أو تهريب، ولا يتم عرضها على الجمارك.
وأضاف أبوجبل، أنه يتم استيراد الفوانيس تحت بند «لعب أطفال» دون صوت، ويتم استيراد أسطوانات الصوت التى تغنى «أهلا رمضان» وغيرها وحدها، وتندرج تحت مسمى «لعبة أطفال»، من قبل الشركات المستوردة ل«لعب الأطفال»، والتى تكون مسجلة فى الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، ويتم إخفاء مستلزمات الفوانيس أو دفع غرامات مالية، للتغلب على القرار الوزارى بمنع استيراد السلع ذات الصفة التاريخية.
وأوضح، أن الفوانيس المحلية تشهد إقبالًا كبيرًا فى حركة الشراء من قبل المواطنين منذ العام الماضي، نتيجة صعوبة استيراد الفوانيس من الخارج، والحاجة إلى استيرادها بشكل غير قانوني، مؤكدًا أن المنتجات الصينية من الفوانيس كسرت الإبداع والابتكار فى الصناعة، وبالتالى ما زالت تحقق قبولًا إلى حد ما لدى المواطنين داخل الأسواق المصرية، مما يجعلها عوامل تؤهل الفانوس الصينى على أن يتمتع بقبول فى الشراء والاستيراد عن الفانوس المصرى المميز بالصفة التاريخية وبالشكل التراثى المعتاد القديم.
الأصل فاطمى والبداية مع المعز لدين الله
وردت روايات عديدة حول ظهور الفانوس لأول مرة فى مصر، وكان أقربها أن الفاطميين هم أول من أدخلوه، حيث تُشير بعض الحكايات إلى أن الخليفة الفاطمي، المعز لدين الله، كان يخرج ليلة استطلاع هلال رمضان يحمل فانوسًا، وحوله حاشيته يحملون أيضًا فوانيس، حتى بدأ الفانوس فى الانتشار.
ولعقود طويلة، وحتى الآن، أضحت الفوانيس واحدًا من أهم الملامح التى يتميز بها الشهر الكريم، حيث تحرص كل الأسر المصرية على شرائها لما يحمله من فرحة كبيرة وبهجة على قلوب المصريين.
ويقول الدكتور رأفت النبراوي، أستاذ الآثار الإسلامية وعميد كلية الآثار الأسبق، إن الفانوس ظهر لأول مرة فى العصر الفاطمي، وإن رمضان عام 358 هجرية، كان البداية الحقيقية، كما ذكرت المخطوطات والوثائق التاريخية.
ويُضيف النبراوي، أنه بالرغم من أن كلمة «فانوس» بدت دارجة فى اللغة العربية وعلى ألسنة العرب والمصريين بوجه خاص، إلا أن الكلمة نفسها ليست عربية، إذ يعود أصلها إلى اللغة اليونانية القديمة، والتى تعنى «النور».
ويتابع أستاذ التاريخ قائلًا: «إن بعض الروايات التاريخية تذكر، أنه فى أحد الأيام كان الخليفة الفاطمى المعز لدين الله قادمًا من بلاد المغرب فى العام 362 هجرية، فخرج العامة من المصريين لملاقاته فى جمع غفير للترحيب به، ولأنه وصل ليلًا فكانوا يحملون صندوقا مصنوعا من جريد النخل بداخله شمعة وزينوه ببعض الأوراق والقماش، وأن الفوانيس شقت طريقها للخروج للنور بدءًا من هذا التاريخ، وأنها باتت عادة لدى المصريين على وجه الخصوص».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.