أكدت دراسة أمريكية حديثة، أنه من المحتمل أن يرفع الفيروس التاجي كورونا، من تكلفة السفر في الفترة المقبلة، كما ستصبح الرحلات الرخيصة بأسعار مخفضة حلم من الماضي حيث سيشهد مستقبل السياحة تغييرات كبيرة. وكشفت الدراسة التي أجرتها جامعة جنوبفلوريدا، ونشرها موقع "توريزم ڤيو" الأمريكي، أن 63.8٪ من المسافرين سيقللون من خطط سفرهم خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة على الأقل، في حين سيستمر إلغاء رحلات العمل لفترة وجيزة بسبب مخاوف فيروس كورونا، متوقعة تقلص صناعة السياحة بنسبة 50٪ في عام 2020، مما يعني خسارة كبيرة في الوظائف والإيرادات. وتابعت الدراسة: "ونتيجة لذلك، قد يُتوقع أن تكلف تذاكر الطيران أكثر مما كانت عليه، وستزيد الفنادق أسعارها ومن المحتمل أن يصبح السفر أكثر تكلفة عند رفع قيود السفر قريبا حسبما أعلنت العديد من الدول، ويرجع ذلك للاشتراطات الصحية التي ستتبع عالميا، فالحفاظ على المسافة بين الناس أمر مكلف"، مشيرة إلى أن السفر سيصبح رفاهية مكلفة، حيث إن الصفوف الفارغة من المقاعد لمنع العدوى في الطائرات والقطارات تعني تحمل المسافر لتكلفة التذاكر غير المباعة. وأشارت إلى توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي "الآياتا" بأن أعداد الركاب يمكن أن تنخفض بمقدار الثلث، وأن أسعار التذاكر يمكن أن ترتفع إلى أكثر من النصف، لكن في النهاية سيحدد هذا مقياس العرض والطلب، كما صرح ألكسندر دي جونياك، رئيس الآياتا، الذي أكد أن السفر سيكون له قيمة أكبر فهو رفاهية يبحث أصحابها عن أماكن صديقة للبيئة تراعي مبادئ السياحة الخضراء والاستدامة ولن يكون متاحا للجميع. وتؤكد الدراسة: "سيكون للسفر قيمة مادية أكبر على الأقل طالما ظل الفيروس التاجي ينتشر، ومن بين كل 3 رحلات لن يكون هناك سوى رحلة واحدة ممكنة، كما سيتم تجاهل الأشخاص الذين لا يملكون المال لرحلة واحدة، وحتى في المقاصد السياحية التي كانت رخيصة فسوف تصبح رحلاتها أيضًا أكثر تكلفة في المستقبل"، موضحة أن الرحلة داخل أوروبا لن تكون متاحة مقابل 20 € في الليلة، ولن يجد المسافر فندقا للإقامة في أنطاليا مقابل 199 يورو في الأسبوع بعد الآن. وتقول الدراسة: "حتى الآن، اعتبرت معظم شركات الشحن ومنظمي الرحلات السياحية أن الزيادات في الأسعار التي ستكون ضرورية لوقود أكثر ملاءمة للبيئة أو أجور أكثر إنصافًا أو طعامًا مستدامًا، لا يمكن تحديد نسبتها الآن، حيث تفتقد الشركات للتواصل مع العميل، ولكنه من المؤكد أن الرحلات ستتضاعف ثمنها بسبب ضرورة توافر المزيد من الحماية المناخية من خلال عدد أقل من الرحلات الجوية، واشتراطات وإجراءات مكثفة عند الانتقال والوصول".