بدأت قارات العالم خطواتها الأولى نحو مرحلة ما بعد «كورونا»، إذ عاد عشرات آلاف الطلاب إلى المدارس في شنغهايوبكين، أمس، بعد نحو أربعة أشهر من الإغلاق لوقف انتشار الفيروس فيما بدأت أوروبا تنفيذ أولى خطوات الخروج من العزل، إذ إلى جانب فتح سويسرا لأبواب متاجرها، عاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى ممارسة عمله وتحدث عن الاقتراب من نهاية المرحلة الأولى للمعركة مع «كورونا». وحتى الآن، تخطت الوفيات الناجمة عن الفيروس 207 آلاف، وعدد المصابين به ثلاثة ملايين و13 ألفاً و803 حول العالم، لكن تفشي الوباء ووفياته بدأت بالاستقرار في الدول الأوروبية الأربع الأكثر تضرراً منه. وسجلت تلك الدول انخفاضاً ملحوظاً بعدد الوفيات اليومية، حيث سجلت إسبانيا 288 وفاة، وإيطاليا 260 وفاةً، وفرنسا 242 وفاة، بينما توفي 413 شخصاً في مستشفيات المملكة المتحدة وهي الحصيلة الأدنى منذ أواخر مارس الماضي. وبات بإمكان السويسريين زيارة مصففي الشعر مع فتح بعض المتاجر أمس. احترام الإجراءات وفي أول ظهور علني له منذ إصابته بالفيروس، دعا جونسون أمس، مواطنيه إلى مواصلة احترام إجراءات العزل، مشيراً إلى أن البلاد بدأت «بتحويل مسار» انتشار الوباء، معلناً أن بلاده بدأت تقترب من نهاية المرحلة الأولى من الصراع مع الفيروس. وأوضح أن عودة الحياة إلى طبيعتها ستكون تدريجية. وأكد جونسون أنه سيتم الإعلان عن الإجراءات بشأن رفع الإغلاق خلال الأيام المقبلة، مشيراً إلى أن «الاستعدادات جارية حالياً بما يسمح بالفوز بالمرحلة الثانية من هذه المعركة». وفي آسيا، عاد عشرات آلاف الطلاب إلى المدارس في شنغهايوبكين أمس بعد نحو أربعة أشهر من الإغلاق لوقف انتشار الفيروس. واستأنف طلاب شنغهاي في عامهم الدراسي الأخير أو الصفوف الثانوية الدراسة فيما سمح فقط لطلاب التعليم العالي في بكين بالعودة إلى المدارس للتحضير للفحص المهم لدخول الجامعة. وكانت المدارس أغلقت أبوابها في مختلف أنحاء البلاد منذ يناير وبدأ إعطاء الدروس على الإنترنت. وقد بدأت تفتح تدريجياً الشهر الماضي فيما يرتقب أن تستأنف الدراسة في ووهان التي كانت البؤرة الأولى للوباء، في 6 مايو المقبل. وفي مدرسة هوايو الثانوية الخاصة في شنغهاي، وسط أكبر مدن الصين، كان الطلاب يلتزمون بإبقاء مسافة في ما بينهم وكلهم يضعون الكمامات، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. تباطؤ الحالات من جهتها، تدرس كوريا الجنوبية إعادة فتح المدارس حيث أصدر رئيس الوزراء جيونج سيه- جيون أوامر لوزارة التعليم أمس، ببدء الإجراءات اللازمة للإعلان عن موعد وكيفية إعادة فتح المدارس. أما في نيوزيلندا، فأعلنت رئيسة الوزراء جاسيندا أردرن أن بلادها حققت «في الوقت الحالي» هدفها المتمثل في القضاء على «كورونا»، وذلك في الوقت الذي تقترب فيه البلاد من انتهاء فترة إغلاق صارم استمرت شهراً. وقالت أردرن إنها متفائلة لأنه من الممكن أن تستمر البلاد على «طريق النجاح»، ولكنها حذرت من أن رفع القيود لا يعني العودة إلى نمط الحياة الذي كان يسبق تفشي وباء «كورونا». ومن المقرر أن تبدأ نيوزيلندا في تخفيف قيود الإغلاق اعتباراً من اليوم الثلاثاء، حيث من المتوقع أن يعود 400 ألف شخص إلى العمل، بالإضافة إلى إعادة فتح بعض المتاجر والمدارس.