شهر رمضان الكريم هو المفضل عن بقية الشهور لما له من فضل عظيم لدى المسلمين في الصيام والعبادات، وكان لهذه الشهر طقوس وعادات من إعداد اطعمه معينة إلى تعليق زينة وفوانيس التي تعطي مزيد من البهجة داخل المنزل وخارجه، ولاننسى أداء صلاة التراويح التي كنا نسمعها في المساعد بعد صلاة العشاء، لكن هذا العام مختلف فبعد أن ضرب العالم وباء فيروس كورونا المستجد، واخذت جميع الدول إجراءاتها الإحترازية للوقاية من هذا الفيروس، اتحذت مصر عدة قرارات خوفا على حياة الأسرة المصرية من الإصابة ومنعت طقوس خالدة في حياة المصريون. وأبرز ملامح طقوس شهر رمضان تحدث في "أول" أيامه، من لم شمل العائلات إلى مائدة إفطار واحدة، حيث تقيم العائلات الكبرى في أول أيام الشهر الكريم بمنازلها، بالإضافة لإقامة سهرات ليلية مع الأقل والأقارب والأصدقاء والجيران، إلى جانب حرصهم على وجود الشيوخ لقراءة القرآن والابتهالات الدينية حتى موعد السحور، ومن ابرز مظاهر الخشوع لدى الصائمين، الصلاة التي سيفارقها الصائمين هذا الشهر في المساجد، ومن الواضح أن كورونا سيجبرنا على صيام رمضان مختلف هذه المرة، ومن أبرز مظاهر التغيير ما يلي.. الصلاة في المساجد: بعد تفشي فيروس كورونا قررت وزارة الأوقاف إيقاف إقامة صلاة الجمع والجماعات وغلق جميع المساجد وملحقاتها وجميع الزوايا والمصليات، والاكتفاء برفع الأذان في المساجد دون الزوايا والمصليات الصلاة في المساجد، وشمل القرار شهر رمضان وخاصة صلاة التراويح، التي تعتبر من الظواهر التي تميز الشهر الفضيل، مما سيجبر الصائمين على الاكتفاء بأداء الصلاة في المسجد. الموائد الرمضانية: ينتظر بعض من الناس قدوم شهر رمضان لإعداد مائة رمضان للفقراء والمسافرين وتعد موائد رمضان من ضمن مظاهر رمضان الإنسانية، التي يقيمها رجال الأعمال وتقيمها المنظمات الخيرية لإفطار المجاني للفقراء، وطبقا لقرار منع التجمعات، فلن يتم إقامة الموائد ولكن خلال الأيام القليلة قبل رمضان أطلق عدد من رواد التواصل الاجتماعي حملة تحت اسم «خد فطارك وافطر في البيت» وبالفعل اقدمت العديد من الموائد على نصب مواقعها وتجهيز الوجبات وتوزيعها قبل الإفطار على الصائمين وعدم الجلوس والإفطار في منازلهم أو كل شخص على حدة. العزومات العائلية: ومن منا عندما يأتي شهر رمضان يفكر كيف سيعد عزومة عائلية تجمع كل أفراد العائلة والأسرة بأبنائهم وأزواجهم، لكن مع انتشار فيروس كورونا، سيشهد شهد رمضان فراق الأحباب ومنع التجمعات العائلية الكبيرة، التي قد تتسبب في أضرار تلحق بالجميع، وذلك بسبب القوانين الصارمة التي تفرض على الجميع البقاء في المنزل. الدورات الرمضانية: في ليالي رمضان وبعد أداء صلاة التراويح تبدأ اللعاب الرياضية والتي تسمى ب"الدورات الرمضانية" لكرة القدم في العديد من النوادي ولكن الملاعب هذا الشهر ستكون خالية تماما، وذلك بعد أن أصدر رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي قرارًا بإغلاق الأندية الرياضية، والشعبية غلقًا تامًا وسرى هذا القرار قبل حلول شهر رمضان الكريم. سهرات السحور: وهنا تأتي تجمعات الأصدقاء الجميلة وسهرات رمضان التي يسموها عليها جو الأنث والدفئ لترتفع وتيرة الحياة في مساء رمضان، بين الصائمين، حيث يتوجه المصريون إلى المطاعم أو المقاهي للسهر والسحور قبل الفجر وإقامة موائد سحور جماعية وكذا لن نرى اكتظاظ محلات الحلويات في ليل رمضان، ومع تفشي فيروس كورونا وحظر التجول المفروض في العديد من الدول، سنضطر أسفين إلى الجلوس في البيت وانتظار وجبات سحور منزلية مع أفراد الأسرة.