ترأس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الكاثوليك المطران جورج بقعوني، رتبة جناز السيد المسيح، في مطرانية بيروت طريق الشام، بمشاركة المطران كيرللس بسترس، الأرشمندريت كميل ملحم، الأب أندريه فرح والأب جورج عكي. وقال بقعوني في هذه المناسبة: "إن هذا اليوم من أهم الأيام في السنة الطقسية، سار فيه المسيح على درب الآام وصلب ومات ودفن، وتمم الهدف من تجسده، ومن بعده ستكون القيامة والعنصرة، فالله أرسل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل لتكون له الحياة الأبدية". أضاف: "يقول السيد المسيح: وأنا إذا ارتفعت جذبت إلى الناس أجمعين. فعلى الصليب غلب المسيح سيد هذا العالم، فالابن ارتضى أن يتمم مشيئة الآب، حتى الصلب والموت، ومنحنا الفداء". وتابع: "نحن في احتفالاتنا الطقسية في أسبوع الآلام، وفي خلال كل السنة، لا نتذكر أحداث الماضي، نحن نعيش الأحداث، واليوم نقول علق على خشبة، وفي أحد الفصح سنقول اليوم يوم القيامة، فنحن لا نحتفل بشيء ماض، بل نعيش حدث اليوم، ونحن نترافق كمؤمنين بحدث آلام وصلب يسوع وموته ودفنه، والمسيح عمل هذا العمل لأنه يحبنا، فهو عمل مشيئة الآب وطاعة له، فالإنجيلي يوحنا يقول لنا: هكذا أحب الله العالم، حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية. فيسوع ومن محبته لنا، ارتضى أن يبذل نفسه بحريته، ليفدينا ويحررنا من سلطان الخطيئة والشرير والموت، وهذا نابع من فعل محبة، وهو قال لتلاميذه: أحبوا بعضكم بعضا كما أنا أحببتكم، وليس من حب أعظم أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل أحبائه". وأردف: "اليوم في هذا الزمن، زمن الضغط الاقتصادي، ووباء كورونا والتحديات، يبذل الكثير منا أنفسهم من أجل الآخرين، فمنهم من بقوا في منازلهم وضحوا براحتهم وأصبحوا من دون عمل، في سبيل الحفاظ على حياة محيطهم وعائلتهم ومواطنيهم، وهذا الأمر ينطبق أيضا على من هم في مواجهة مباشرة مع الوباء، كل الفرق الطبية والصحية والصليب الأحمر، والقوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة، وكل الهيئات والمنظمات، التي هي في تماس مباشر مع الكورونا، وعلى كل من يعتنون بهم من عمال وفنادق وموظفي مطار وكل فئات المجتمع، هؤلاء من محبتهم لمجتمعهم ولوطنهم يضحون ويضعون أنفسهم في خطر، ويشاركون المسيح على طريقتهم، بالمبحة وبذل الذات". وختم "لذلك أشجعكم إخوتي اليوم، بالرغم من كل الصعوبات، أن نعي بأن في كل عمل تضحية نقوم به، نشارك المسيح في آلامه، فاليوم المجال مفتوح أمامنا لنضحي ولنحب، ابتداء من منازلنا، وصولا إلى مجتمعنا، وإلى كل الأشخاص الذين نحن في تماس معهم، وليمنحنا الرب أن نعيش نصرة القيامة، والانتصار على الوباء وعلى الأزمة الاقتصادية والانتصار على كل ما يتحدانا، لأن المسيح قام ولم يبق في القبر".