لم يتوقف ابتزاز الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، للاتحاد الأوروبى عند أزمة كبار السن من اللاجئين، بل وصل الأمر إلى هلاك الكثير من الأطفال العالقين على الحدود «التركية اليونانية»، ورفض الأخيرة السماح لهم بدخول البلاد بعد إرسال أنقرة آلاف اللاجئين إلى حدود أثينا. ويعانى الكثير من اللاجئين وأطفالهم؛ نتيجة تمسك الرئيس التركى بورقة الضغط، والتى وصفها الاتحاد الأوروبي، بأنها انتهاك للإنسانية بعد تدهور أوضاع اللاجئين داخل المخيمات الواقعة بين الحدود «اليونانية التركية». وطبقا لمنظمة «ﻗرى اﻷطﻔﺎل» «SOS» وصل هذا العام نحو 13 ألف طفل إلى الجزر اليونانية؛ حيث يعانون من ظروف قاسية. وتشير تقارير المنظمة، إلى تعرض الأطفال للإيذاء حتى بعد وصولهم إلى أوروبا، نتيجة للظروف السيئة فى مراكز الاستقبال والإقامة؛ لأنهم تعرضوا لمزيد من الانتهاكات والعنف والاضطرابات النفسية، الأمر الذى يزيد من خطر انتقالهم إلى أماكن أخرى. واحتشد آلاف المهاجرين على الحدود التركية بعد أن قامت أنقرة بفتح أبوابها أمامهم الجمعة 28 فبراير الماضى؛ للتوجه إلى الاتحاد الأوروبي؛ ما يثير المخاوف من موجة نزوح جديدة. وكان أكثر من ربع المهاجرين واللاجئين الذين عبروا الحدود إلى أوروبا عبر طرق البحر المتوسط عام 2019 من الأطفال، سافر الكثيرون منهم دون ذويهم، وبعد رحلات محفوفة بالمخاطر ومليئة بالمعاناة، لا يزال هؤلاء الأطفال يواجهون أخطارًا جمة بعد عبور الحدود، كما تقول المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وتقول باسكال مورو، مديرة مكتب المفوضية فى أوروبا: «قد يكون هؤلاء الأطفال فروا من النزاعات أو فقدوا أفراد أسرهم أو ابتعدوا عن ديارهم لعدة أشهر، أو ربما لسنوات، وارتكبت بحقهم بعض من الانتهاكات الفظيعة خلال رحلاتهم، لكن معاناتهم لا تتوقف عند الحدود». وتسعى تركيا بورقة اللاجئين، للحصول على الدعم الأوروبي؛ لتحقيق أهدافها الخاصة وعدوانها على سوريا، رغم إعلان الاتحاد الأوروبى باتخاذ إجراءات صارمة تجاه تركيا. وبحسب رئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميستوتاكس، أنه يتم نشر وحدات من الجيش؛ لتأمين جميع الحدود مع تركيا، وأن بلاده لن تخضع للتهديدات التركية ولن تقبل أى لاجئ يدخل البلاد بطريقة غير قانونية. وكانت اليونان منعت ما يقرب من 10 آلاف مهاجر من دخول أراضيها عبر الحدود التركية، واصفةً ما تفعله أنقرة ب«الهجوم المنظم».