أصدرت وزارة السياحة والآثار مطوية مصورة تعريفية عن آثار قرية البهنسا الإسلامية بمحافظة المنيا، وذلك بعد خمسة أيام من جولة الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار في قرية البهنسا الأثرية المنيا، وتوجيهه بعمل مطوية تعريفية عنها. وتضم المطوية جميع المناطق الأثرية في القرية منها القباب والأضرحة والمساجد الخاصة بصحابة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والتابعين والعلماء الذين زاروا مصر، بالإضافة إلى شجرة السيدة مريم العذراء وقبة السبع بنات، وسيتم طباعة أعداد كبيرة منها لتوزيعها على جميع المناطق الأثرية والمكاتب السياحة بمختلف محافظات الجمهورية. وكان وزير السياحة والآثار قد زار محافظة المنيا الأسبوع الماضى للإعلان عن كشف أثري جديد بمنطقة الغريفة بتونا الجبل، وقام بجولة لتفقد أعمال مشروع ترميم دير وكنيسة السيدة العذراء بدير جبل الطير وهي إحدى نقاط مسار العائلة المقدسة، وكذلك تفقد مدينة البهنسا والتي تُعرف ب"البقيع الثاني"، فهي تضم قبابا وأضرحة ومساجد نحو 70 من الصحابة رضوان الله عليهم ومن التابعين والشهداء. وأصدر الوزير أثناء الزيارة توجيهاته بعمل حملة تعريفية عنها للسائحين بالمدينة وأهميتها التاريخية والدينية، كما أصدر أوامره بالبدء الفوري لمشروع درء الخطورة والترميم ورفع كفاءة القباب الأثرية، بالإضافة إلى تطوير مركز الزوار والخدمات السياحية بها ووضع لوحات إرشادية باللغة العربية والإنجليزية. تقع قرية البهنسا في محافظة المنيا على بعد 16 كيلومترا من مركز بنى مزار، وتعد من أهم القرى الأثرية في مصر حيث يوجد بها آثار من مختلف العصور التاريخية سواء الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية. وفي الفترة الرومانية؛ عرفت البهنسا كمدينة قديمة اسمها بيمازيت، أما في العصر الإسلامي فتحها قيس بن الحارث المرادي سنة 22 هجرية وسميت ولاية البهنسا لتمتد من منطقة الواسطى حتى سمالوط، واستمرت كعاصمة الإقليم حتى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي. ويزيد من قيمتها القدسية والتاريخية شمولها على عدد كبير من مقابر صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، ونظرا لذلك عرفت باسم أرض الشهداء أو البقيع الثاني لكثرة المسلمين الذين استشهدوا بها أثناء الفتح الإسلامي للبهنسا. ومن أشهر المزارات والمعالم التاريخية بقرية البهنسا؛ 17 قبة ضريحية للصحابة والتابعين الصالحين كقبة السبع بنات، ومقام سيدي جعفر وعلى أولاد عقيل بن على بن أبى طالب، وقبة التكرورى، ومقام سيدي الأمير زياد بن الحرث بن أبى سفيان بن عبد المطلب، ومقام أبان بن عثمان بن عفان، وقبة محمد بن أبى عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق، وأيضا مسجد الحسن الصالح بن زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب. كما أسفرت أعمال الحفائر الأثرية الناجحة بقرية البهنسا عن بقايا مسرح روماني والذي قيل إنه أكبر من المسرح الروماني بالإسكندرية، ويتردد على قرية البهنسا ما يقرب من 3000: 5000 مواطن كل يوم جمعة لزيارة المقابر والمناطق الدينية والأثرية، لذلك قامت وزارة السياحة والآثار بإعداد مشروع للحفاظ على المواقع الأثرية بها وتطوير المنطقة المحيطة لرفع كفاءة الخدمات السياحية بها وعمل شبكة من الطرق مؤدية لها، وذلك تمهيدًا لوضعها على الخريطة السياحية واستغلال مواردها أسوة بتطوير قرية الأشمونين غرب ملوي وقرية حسن فتحي بالأقصر كمحمية تراثية.