أطلقت الجمعية المصرية لزراعة القوقعة بالتعاون مع المعهد القومي للسمع والكلام بالقاهرة، مبادرة لتدريب شباب الأطباء على عملية زراعة القوقعة، بعد توقع زيادة معدلات اكتشاف الحالات التي تستدعي زراعة القوقعة فور إطلاق المبادرة الرئاسية للمسح السمعي للأطفال في مصر. جاء ذلك خلال أولى فعاليات المبادرة التي تضمنت عقد أول اجتماع علمي لشباب الأطباء والاستشاريين لتدريبهم على عمليات زراعة القوقعة بمحافظة بورسعيد. وأوضح الدكتور فتحي عبد الباقي، رئيس الجمعية المصرية لزراعة القوقعة، أن الجمعية تبنت إستراتيجية لتدريب شباب الأطباء على يد الاستشاريين في مجال زراعة القوقعة، حيث تم تقسيم الجمهورية إلى 3 مناطق رئيسية لتدريب الأطباء هي منطقة القاهرة والإسكندرية، ومنطقة الدلتا، ومنطقة الصعيد وجنوب الوادي، وتم عمل ورش عمل مكثفة العام الماضي في هذه المناطق الثلاث. وأشار عبد الباقي إلى أن الاجتماع العلمي الإكلينيكي الأول لتدريب الأطباء لهذا العام عقد بمحافظة بورسعيد، بالتعاون مع المعهد القومي للسمع والكلام ورابطة بورسعيد للأنف والأذن والحنجرة، وقام شباب الأطباء بتقديم 12 حالة مختلفة، تم إجراء عمليات زراعة القوقعة لها، وعقب الاستشاريين في هذا المجال على ما قدمه الشباب، وأعقب ذلك مناقشة تفاعلية بين الحاضرين والشباب. وقال: إن الاجتماع الأول الذي يضم الأطباء من محافظات بورسعيد والشرقية والغربية والدقهلية وكفر الشيخ سوف يليه اجتماع علمي ثان لمنطقة القاهرة والإسكندرية في 13 مارس المقبل، وبعدها ب3 أشهر سيتم عقد اجتماع آخر لمنطقة الصعيد وجنوب الوادي لاستكمال التدريب. وأرجع "عبد الباقي" سبب إطلاق المبادرة إلى أن مصر يجري بها حاليًا ما بين 1500 إلى 2000 عملية زراعة قوقعة سنويًا، وبعد إطلاق المبادرة الرئاسية للمسح السمعي، من المتوقع إجراء 4 آلاف زراعة قوقعة في العام، ومع زيادة الحالات رأت الجمعية أن دورها تدريب شباب الأطباء على عمليات زراعة القوقعة للقيام بدورهم. وأضاف، أن عملية زراعة القوقعة تختلف عن أي عملية أخرى من عمليات الأنف والأذن، لأنه يستخدم فيها جهاز ثمنه يصل إلى أكثر من 100 ألف جنيه، وحال حدوث عطل فيه أو عدم تركيبه بطريقة صحيحة يعد إهدارا لأموال الدولة، ومن ثم جاءت أهمية تدريب الأطباء على عمليات زراعة القوقعة. وأكد الدكتور عادل خليفة، سكرتير الجمعية المصرية لزراعة القوقعة، أن الجمعية المصرية لزراعة القوقعة تعاونت مع الجمعيات المماثلة لها في مجال زراعة القوقعة في الدول النامية، ومنها أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، ويتم عقد مؤتمر سنوي لزراعة القوقعة في البلاد النامية، لأن هذه الدول لديها مشكلات مختلفة عن الدول الأوروبية والأمريكية، وتم عقد المؤتمر الدولي الخامس لزراعة القوقعة في الدول النامية العام الماضي في القاهرة، حيت حاضر فيه 65 خبيرًا أجنبيًا و100 عالم مصري امام أكثر من 2000 من العاملين بمجال زراعة القوقعة، وقد تم فيه دراسة مشكلات السمع وزراعة القوقعة في هذه الدول وحلها بطرق مختلفة عن الطرق التي تحتاج إلى إمكانيات وتكلفة مادية مرتفعة. وأضاف د. عادل، أنه تم على هامش هذا المؤتمر عقد اجتماع مع أطباء أفريقيا لتبادل المعلومات والخبرات بين الأطباء في أفريقيا، وذلك ضمن أنشطة الجمعية على المستوى الدولي، وسوف يعقد المؤتمر الدولي السادس لزراعة القوقعة في الدول النامية العام الحالي في الهند. وأكد الدكتور أحمد مصطفى، مدير معهد السمع والكلام، أن المبادرة الرئاسية للمسح السمعي في غاية الأهمية من أجل الحفاظ على سلامة النشء والأجيال القادمة، فبموجب هذه المبادرة سوف يكون لزامًا وروتينيًا إخضاع كل حديثي الولادة لإجراء المسح السمعي، وسوف يتم تسجيل هذا الإجراء الإلزامي بشهادة الميلاد الخاصة بالطفل وذلك من خلال 1300 مركز صحة على مستوى الجمهورية. وأوضح أن الاكتشاف المبكر للإعاقة السمعية يسهم بشكل كبير في إيجاد حلول مبكرة، والحد من الإعاقة، وستعمل هذه المبادرة على ذلك، كما ستسهل المتابعة الدقيقة لحالة كل طفل على حدة، من خلال نظام إلكتروني خاص بالمبادرة يتم تسجيل بيانات الطفل عليه، وبالتالي ترصد المبادرة بطريقة دقيقة نسبة الإصابة بالضعف السمعي لدى حديثي الولادة بمصر. وأوضح الدكتور رشاد غنيم، عضو مجلس إدارة الجمعية، أن عمليات زراعة القوقعة تتم للأطفال المصابين بضعف سمع عميق أو شديد، وقاموا بتجربة السماعة ولم يستجيبوا لها، وأن نسبة الأطفال الذين يصابون بضعف السمع العميق في الولادة في حدود 4 لكل 1000 طفل، وأكثر من نصفهم لن يستجيبوا للسماعة، وذلك يعني أن 2 من كل ألف طفل يحتاج لعملية زراعة القوقعة. وأكد، أن هذا الاجتماع لتدريب الأطباء استعرض الطرق الحديثة لإجراء عملية زراعة القوقعة وكيفية الحفاظ على البقايا السمعية. وأكد ضرورة إجراء عملية زراعة القوقعة في سن مبكر بداية من سن عام للحصول على أفضل النتائج، حيث إن الأطفال الذين يزيد أعمارهم عن خمس سنوات يكونون أقل استفادة من زراعة القوقعة، كما أكد على ضرورة اكتشاف ضعف السمع في حالات التهاب السحايا، حيث يجب أن تتم إجراء العملية فورًا. وقال الدكتور محمد مباشر، عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لزراعة القوقعة، إن عملية زراعة القوقعة في مصر مستحدثة في وقت قريب، بدأها رواد الجراحة في الثمانينيات، لكن كانت حالات منفردة، وبعد عام 2010 حدثت طفرة في زراعة القوقعة بعد أن بدأت هيئة التأمين الصحي في تحمل 45 ألف جنيه من ثمن جهاز القوقعة، وبعد ذلك تحملت الدولة كل ثمن الجهاز وبدأت العمليات تتزايد. وأشار إلى أن الاجتماع استعرض موانع زراعة القوقعة التي تتمثل في حالات الصمم بسبب عدم وجود قوقعة الأذن (تشوه مايكل) أو عدم وجود عصب السمع مما قد يستدعي زرع الجهاز الإلكتروني بجذع المخ، كما سوف يستعرض أهم مضاعفات العملية وطرق التعامل معها. وقال د. محمد فشاره، رئيس رابطة بورسعيد للأنف والأذن والحنجرة، أن الاجتماع استعرض أيضًا عمليات زراعة القوقعة التي أجريت في بورسعيد من خلال معهد السمع والكلام تحت مظلة التأمين الصحي، وذلك انطلاقًا من الجهود التي تبذلها الدولة لرفع كفاءة صحة المواطن المصري، والبدء في مشروع التامين الصحي الشامل. وأضاف الدكتور حسين زايد، نائب رئيس رابطة بورسعيد للأنف والأذن والحنجرة، أن ذلك التعاون مع الجمعية يأتي ضمن اللقاءات العلمية الشهرية للرابطة ببورسعيد لعرض كل ما هو جديد لأطباء الأنف والأذن ببورسعيد. وأشار الدكتور أحمد شوقي، نائب رئيس رابطة بورسعيد للأنف والأذن والحنجرة إلى ضرورة افتتاح وحدة متكاملة لزراعة القوقعة ببورسعيد، وأبرز نشاط وحدة سمعيات مستشفى بورفؤاد العام في الاكتشاف المبكر لحالات ضعف السمع. وأكد الدكتور جمال عبد الناصر، المستشار الفني لوزيرة الصحة لمنظومة التأمين الصحي الشامل، توفير كل الدعم والإمكانيات المادية والبشرية لإنشاء وحدة زراعة القوقعة ضمن منظومة التأمين الشامل ببورسعيد.