أشاد البروفيسور كلاوس شواب، مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، "دافوس" الشريك الإستراتيجي للقمة الحكومية، بتنظيم القمة، واتخاذ قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، لهذه المبادرة المهمة، التي تعزز دور الحكومات وجهودها في تحقيق السعادة لشعوبها التي أصبحت تشكل أولوية رئيسية للحكومات. وقال "شواب"، إن الحكومة تتخذ أشكالًا متعددة، فمنها الشكل التقليدي للحوكمة، والتي تتصف بالبيروقراطية، وهي حزمة عملية من الخدمات التي تقدمها الدول للمواطنين، والنسخة الثانية التي تعتمد على استخدام التكنولوجيا الجديدة ليس فقط لتأمين الخدمات للمواطنين، بل للتواصل معهم بهدف خدمة المجتمع ككل. وأكد أن النسخة الثالثة للحوكمة، هي النموذج الذي يتشارك فيه المتعاملون مع الحكومات لتأمين أفضل الخدمات لمجتمعات المستقبل، والتي ترتقي بأداء الحكومات لتتحول إلى ما يمكن تسميته "رواد الأعمال في الخدمة الاجتماعية". وتحدث "شواب" عن ثلاث قوى محركة لحكومات المستقبل، تتمثل القوة الأولى في التطور الهائل في البيانات التي يشهدها العالم اليوم، حيث تستطيع الحكومات الوصول إلى كل المعلومات والتفاصيل الخاصة بالمواطنين، ويمكنها بالتالي استخدام هذه البيانات بشكل إيجابي أو سلبي، ما يحتم ضرورة عمل الحكومات على ضمان الاستخدام الأمثل لهذه البيانات وتفادي تطور الأمور على النحو الذي قد يؤدي إلى إساءة استخدامها. وتتمثل القوة الثانية في التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص وتأسيس مفهوم الشراكات المتعددة الأطراف على الصعيد العالمي، والذي يتوقع البروفيسور شواب أن تقوم الحكومات في المستقبل بخلق وقتها الذاتي ومجتمعاتها الاجتماعية، أما القوة المحركة الثالثة فهي أنماط تشكيل المدن وإنشائها لأنها ستكون المفتاح لتزويد المواطنين بالخدمات وتأمين السعادة للناس، إذ أن الحكومة والمدن هي التي تؤمن الإجراءات الحقيقية التي تضمن تطبيق أفضل الأنظمة وتصنع السعادة للناس وأشار إلى أهمية ممارسة الثورة التكنولوجية والتمرس بها، "وبعد مرور نحو 10 سنوات على ظهور ما يمكن تسميته المجتمعات المدنية والتي نشأت بعد ظهور الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة، فإن الثورة التكنولوجية لم تغير بشكل أساسي كيفية القيام بالأشياء فقط، بل قامت بتغييرنا نحن أيضًا". وقال، إن الكيفية التي ينبغي علينا أن نتمرس فيها بالتكنولوجيا تمثل التحدي الأكبر الذي لا تواجهه الحكومات فحسب، بل تواجه البشرية جمعاء. وفي معرض حديثه عما يمكن توقعه من حكومات المستقبل، أكد أن الحكومات يجب أن تكون نموذجًا يحتذى به في اعتماد التكنولوجيات الجديدة، والتعاون مع كل الأطراف المعنية خاصة في قطاع الأعمال، بجانب تركيزها بشكل كبير على التعليم والتربية لتطوير المواهب والكفاءات من أجل المستقبل، وشدد على أن الحكومات يجب أن تتحول إلى رواد أعمال في الخدمة الاجتماعية. وشملت الجلسة حوارا تفاعليًا، وأجاب "شواب" على سؤال يتعلق بمفهومه للقيادة، قائلًا: "إن القيادة برأيه تتمثل في أربعة أمور وهي الأذهان، حيث ينبغي على القادة أن يتحلوا بالحكمة والفهم العميق لما يدور حولهم، والأرواح، إذ ينبغي عليهم أن يتمتعوا بالقيم والمبادئ وأن يمتلكوا بوصلة داخلية ترشدهم إلى الطريق الصحيح، والقلوب، إذ يجب أن يكونوا شغوفين بعملهم ويتعاطفوا مع من حولهم، والأمر الرابع أن القائد يجب أن يكون جيدًا في عمله ومحترفًا ويقبل التحديات، منوهًا أن قلة من القادة يمتلكون جميع هذه الصفات".