نظمت مديرية أوقاف الإسكندرية بقيادة الشيخ محمد خشبة، اليوم الأحد، محاضرة تثقيفية دينية عن "التسامح وأهميته في إقامة المجتمعات وإصلاحها" بالتعاون مع مديرية الشباب والرياضة بمركز شباب النصر امبروزو، بحضور الدكتور عبدالرحمن نصار، وكيل المديرية، والشيخ حسن عبد البصير، مدير عام الدعوة، والشيخ إبراهيم الجمل، مدير منطقة وعظ الإسكندرية. وقال الدكتور عبدالرحمن نصار، وكيل المديرية، إن التسامح أمر ضروري لانتظام سير المجتمعات وأن التسامح دليل على كمال النفس وسموها وإن الدارس لسيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجد أن التسامح كان منهجًا له في حياته كلها، وظهر ذلك جليًا في صلح الحديبية فإنه صالح قريشًا مع قدرته على قتالهم وحربهم، ولما جلس لعقد الصلح معهم كان في غاية التسامح والعفو، فقد وافق على شروطهم مع ما فيها من إجحاف وظلم للمسلمين. وأضاف "نصار"، أنه كان النبى صلى الله عليه وسلم قادرًا على رفض الصلح، لأنه كان في ذلك الوقت يتكلم من مركز قوة ولكنه نزل على رأيهم تأليفًا لقلوبهم وإظهارا لسماحة الإسلام وعفوه، ولما دخل مكة فاتحًا وصار أهل مكة خاضعين له، ينتظرون حكمه فيهم بعدما أخرجوه وآذوه وقتلوا أصحابه سامحهم وعفى عنهم في أعظم مشهد شهده التاريخ، ليسطر على جبين الزمان بأحرف من نور قائلًا لهم "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم". وتكلم الشيخ حسن عبد البصير، مدير عام الدعوة، عن أهمية التسامح من خلال قصة نبى يوسف عليه السلام الذى عاش حياة قاسية تنقل فيه بين غدر إخوته به إلى بيعه عبدًا بمصر، ثم يستمر مشهد الظلم الذي عاشه عليه السلام ليختم بوضعه في السجن كل هذا بسبب إخوته ومع ذلك لما اجتمع معه إخوته في نهاية المطاف بعد أن من الله عز وجل عليه بالملك وعرفهم بنفسه فتذكروا ما أسلفوه من ذنب في حقه وفي حق أخيه لم يأخذهم بما أسلفوا من ذنب ولم يقابل الإساءة بالإساءة وإنما سامح وعفى وتجاوز وصفح فقال "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين" فمع كل هذا الظلم الاجتماعي الذي لقيه عليه السلام من إخوته ومن المجتمع عفى وصفح وتجاوز وغفر وهذا خلق الأنبياء والرسل وبه صلاح المجتمعات والأمم.