منى: أصابني اليأس من رؤية فلذة كبدي منذ ستة أشهر جدة “,”يوسف“,”: لم أر حفيدي منذ عام بسبب تعسف مطلقة ابني الدندراوي: التوسع في إنشاء محاكم الأسرة زرع شياطين التفكك الأسري كريمة: يئست من إقناع ابنتي بالتحلي بروح التسامح مع طليقها تحولت العلاقة بين الزوج ومطلقته من حرب خفية في ساحات المحاكم، لتمتد إلى أروقة مجلس الشعب منذ سنوات مع صدور قانون الرؤية “,”رؤية أطفال الطلاق“,” ومنذ صدور القانونين رقمي (1) لسنة 2000 بشأن تنظيم أوضاع وإجراءات التقاضي في مسائل الأحوال الشخصية و(10) لسنة 2004 بإنشاء محاكم الأسرة وما تبعهما من تعديلات جزئية بصدور القانون رقم (4) لسنة 2005 والخاص بمد فترة حضانة الصغير إلى خمسة عشر عامًا وكذا المادة رقم (54) من قانون الطفل المصري لسنة 2008 والخاصة بسلب الولاية التعليمية من الولي الطبيعي ومنحه للحاضنة، يمثلان القشة التي قسمت ظهر البعير بالتعديلات الجزئية لقانون الأحوال الشخصية المصري، بحيث تم استحداث ميزات للمرأة، كما أفرط المشرع في إعطائها حقوقًا على حساب الرجل على سند الأخذ بأضعف رأي فقهي، على عكس ما انتهت إليه مذاهب الإسلام الأربعة من أن حضانة النساء تنتهي ببلوغ الصغير سبعة أعوام . وقد لوحظ منذ صدور القوانين المذكورة حدوث تصاعد حاد في معدلات الطلاق وكذا تغير نوعي في طبيعته وأدواته عما كان مطبقًا سابقًا، فقد كانت أغلب حالات الطلاق في السابق تتم بمبادرة من الزوج بما منحه الله من رخصة في هذا الشأن، في حين أن نسبة كبيرة من حالات الطلاق في الوقت الحالي تتم بإرادة منفردة من الزوجة، على خلاف رغبة الزوج . في البداية، تقول زينب سليمان، جدة الطفل يوسف: أنا جدة لأب، ولم أر حفيدي يوسف منذ ما يقرب من عام، وذلك بسبب تعسف مطلقة نجلي في استخدام حق الحضانة وامتناعها عن تنفيذ حكم الرؤية المقضي به لرؤية الصغير أسبوعيًا لمدة ثلاث ساعات بالحديقة الدولية بمدينة نصر، وهو ما يمثل اعتداءً آثمًا على حق كل من المحضون والطرف غير الحاضن، وتلاعبًا بمقدرات الصغير (المحضون) على النحو الذي ينشأ عليه ( الفتى / الفتاة ) جاهلًا بوالده وأجداده وأعمامه وعماته.... إلخ، وعرضة للتشوهات النفسية . وتؤكد زينب، أن قانون الرؤية ينحاز إلى طائفة من النساء، وهن النساء المطلقات فقط، أما نساء الأب المطلق فلهن الحرمان من فلذات الأكباد، فما هو تفسير عدم سماح قانون الرؤية بتهيئة رؤية الأجداد والجدات والعمات والأعمام لفلذات أكبادهم، كما هي مهيأة لكل أهل الحاضنة!! وإذا ما فُرض جدلًا، والجدل قد يكون على خلاف الحقيقة، أن قانون الرؤية يهدف إلى إطلاق يد نحو خمسة ملايين امرأة مطلقة للكيد والانتقام وتأديب خمسة ملايين من الذكور الأشرار الملاعين، فما هو ذنب الجدة لأب والعمات أن يطالهن لهيب ذلك الكيد والانتقام؟ ولماذا لا ينظر المُشرّع لحقوق النساء من أهل الأب المطلق في صلة الأرحام؟ وما هو تفسير وقوع الجدة لأب في مركز متأخر بترتيب الحاضنات؟ . وفي الختام تناشد السيد رئيس مجلس الوزراء، برد مظالم ملايين الجدات لأب والعمات بتعديل قانون الرؤية، بحيث يسمح بتهيئة رؤيتهن لأحفادهن أسوة بالنساء من أهل المطلقات . ويقول أحمد حافظ، أحد الآباء الحاضنين: لو أن هؤلاء الآباء قد اختار كفالة ورعاية أحد الأيتام، لكان له الحق كاملاً في التواصل مع مَن يكفله في الوقت الذي يشأ دون منع أو تعسف من أحد، بالإضافة إلى الفوز بالجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “,”أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى“,”. وبالنظر إلى الجزاء الرادع الموقع على الأب الذي يتوقف عن سداد النفقة، هو الحبس الفوري مع عدم إسقاط ما تجمد من نفقات وإلزامه بالأداء، في حين أن الجزاء الموقع على الحاضنة التي تتعسف وتتوقف عن تنفيذ حكم الرؤية، هو انتقال الحضانة إلى الجدة لأم، وهو يمثل انتقالًا شكليًا غير قابل للتطبيق الفعلي، ومن ثم لا تعد عقوبة رادعة، كما أنه لا يتم التعويض عن ساعات الرؤية التي فقدت سابقًا نتيجة توقف الطرف الحاضن عن التنفيذ . شياطين التفكك يقول محمد الدندراوي: لقد أدى التوسع في إنشاء محاكم الأسرة إلى زرع شياطين التفكك الأسري داخل 5 ملايين أسرة مصرية، ويزداد العدد سنويًا بمعدل 100 ألف حالة طلاق سنويًا (حالة طلاق كل 6 دقائق) تاركة وراءها حتى تاريخه ما يقرب من 8 ملايين طفل مصري ضحايا التدمير الأسري.. إن مجرد الإسراع بذهاب أحد أفراد الأسرة إلى المحكمة لمقاضاة فرد منها يترك آثارًا اجتماعية خطيرة تحت تأثير المناخ العام المشجع على لجوء الأسرة إلى المحاكم، والذي يروج لها بوصفها – بالنظيفة والمنظمة والمحاطة بالمساحات الخضراء- تحت طائلة قانون الأحوال الشخصية رقم 25 لعام 1929 والذي يحتاج إلى الكثير من المراجعة، حيث يفتقد إلى الكثير من التوازن ويضع أحد أفراد الأسرة في حالة اتهام دائم، والدليل هو ما تطالعنا به الصحف اليومية من لجوء الكثير من الزوجات إلى المحاكم، للمطالبة بالطلاق أو الخُلْع لأسباب تافهة، مثل عدم تحدث الزوج باللغة الإنجليزية داخل المنزل . وتقول كريمة مصطفى: بذلت كل الجهود ويئست من إقناع ابنتي بالتحلي بروح التسامح مع طليقها، والتعاون معه إيجابيًا في تربية أحفادي، وذلك رحمة بالأولاد الصغار وحتى لا يدفعون ثمن الطلاق . ورغم أن أحفادي يقيمون في منزلي مع والدتهم، إلا أن المشكلة تتمثل في إصرار ابنتي على حرمان طليقها وأقاربه من رؤية أحفادي، بسبب إساءته لها، كما أنها تتعمد تشويه صورة والدهم باستمرار، وقد أدى ذلك إلى قيام أحفادي بالصراخ والبكاء بهلع عندما يتم ذكر اسم والدهم مصادفة في المجالس العائلية، ويعاني أكبر أحفادي من التبول الليلي اللاإرادي، رغم بلوغه تسعة أعوام . حُكْم المطلقة غالب ويقول ياسر أبوالنجا: بدأت القصة عندما طلبت زوجتي فجأة الطلاق منذ ثلاث سنوات، بسبب عدم شعورها بالسعادة، وقد حاولت جاهدًا إرضاءها بهدف الحفاظ على كيان الأسرة والأولاد دون جدوى، حتى انتهى الأمر بالاتفاق على الطلاق عند المأذون، وقد دفعت حقوقها الشرعية كاملة نقدًا، كما أنها استلمت جميع منقولات الزوجية وقامت بالتوقيع على قائمة المنقولات بذلك . وقد حررنا سويًا عقد اتفاق، أتعهد به على دفع نفقة شهرية للأولاد، تسدد نقدًا في بداية كل شهر، كما تعهدت بدفع مصروفات الدراسة، تسدد نقدًا قبل بداية كل عام دراسي، على أن أقضي يومًا كاملًا مع الأولاد أسبوعيًا، بحيث أستطيع اصطحابهم إلى منزل عائلتي أو الذهاب إلى النادي أو المتنزهات... إلخ . وبالفعل تم الالتزام بتنفيذ بنود عقد الاتفاق مدة أربعة شهور، قبل أن ترفض مطلقتي فجأة وبدون أسباب رؤيتي للأولاد، ثم عادت بعد مرور شهرين وطلبت مني القيام بدفع مبلغ ستين ألف جنيه مقابل سماحها برؤيتي للأولاد . وتقول منى عبدالوهاب: أصابني اليأس من رؤية فلذة كبدي منذ ستة أشهر، فأنا أم لطفلة جميلة عمرها سبع سنوات، وقد حصلت على الطلاق من والدها منذ 3 سنوات، ثم حدث أن انتقلت حضانة كريمتي إلى والدها، بعد أن تزوجت عفافًا للنفس وتقوى الله تجنبًا للفتنة، وقد رفض طليقي بشكل قاطع تمكيني من رؤية فلذة كبدي بالطرق الودية، فلجأت إلى محكمة الأسرة وحصلت على حكم قضائي بتمكيني من رؤية كريمتي ثلاث ساعات أسبوعيًا بنادي النصر بمدينة نصر . ومنذ هذا التاريخ وأنا أحترق بنار قانون الرؤية رقم 25 لسنة 1929، حيث أذهب كل أسبوع إلى مكان الرؤية، أنتظر على أمل أن تحضر كريمتي دون جدوى، أقف في مكان الرؤية بجوار عشرات الأمهات والآباء المعذبين في خندق واحد، لا تفرق نيران الحرمان من فلذات الأكباد بين الأمهات المعذبات والآباء المعذبين، كما أنها تصيب بلهيبها المسلمين والأقباط على السواء . يُذكر أنه وفقًا لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن ست دقائق فقط تمثل الفاصل الزمني لانضمام عضوة جديدة إلى منتدى المطلقات، وقد بلغت أعداد المطلقات إجمالًا نحو أربعة ملايين مطلقة بمصر .