اهتمت صحف الإمارات، الصادرة صباح اليوم، في مقالاتها الافتتاحية بعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط وخطة جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي ومهمته الصعبة في التوصل لاتفاق سلام بسبب تعنت إسرائيل ورفضها تقديم أي تنازلات.. إضافة إلى دوامة التفجيرات والعمليات الانتحارية التي عادت إلى الساحة اللبنانية مرة أخرى والتي تهدد استقرار وأمن البلاد. وتحت عنوان "من يعوض من".. نبهت صحيفة الخليج إلى أنه مطلوب من العرب أن يدفعوا وفق خطة جون كيري وزير الخارجية الأمريكي للتسوية 300 مليار دولار كتعويضات لليهود الذين تركوا الدول العربية والتحقوا بإسرائيل على مدى السنين الماضية..مؤكدة أنه أمر يدعو للسخرية.. ومن يدفع لمن. وتساءلت ماذا عن الستة ملايين فلسطيني الذين شردوا من أرضهم وهجروا منها بالحديد والنار من جانب العصابات الصهيونية وتحولوا إلى مشردين وتائهين في أربع رياح الأرض ثم من أخرج اليهود من الدول العربية ومن استورد ملايين اليهود من شتى أصقاع المعمورة إلى فلسطين بزعم أنها " أرض الميعاد "..وهل ستدفع دول العالم التي جاء منها اليهود تعويضات لهم لقاء تركهم بلادهم الأصلية والمجيء إلى فلسطين . وأوضحت أنه أولا لم يتم إجبار اليهود على ترك الدول العربية بالقوة هم خرجوا بمحض إرادتهم وكلهم باعوا ما لديهم قبل الانتقال إلى فلسطين وثانيا أن الحركة الصهيونية مارست مختلف أساليب التضليل والخداع لحمل اليهود في الدول العربية على الالتحاق بالكيان وكذلك فعلت مع يهود العالم بعد أن عملت على رفض اندماجهم مع المجتمعات الأخرى وأقدمت على خلعهم من جذورهم الأوروبية أو الأمريكية أو خلافها . وأشارت إلى أنه كما لجأت الحركة الصهيونية إلى تخويف يهود الدول العربية من خلال عمليات إرهاب وتفجير واغتيال طالت أشخاصا ومؤسسات يهودية بغية إنجاز مشروع تهجير اليهود إلى فلسطين . وأكدت أن خطة التعويض هذه تشكل استفزازا وإهانة لكل فلسطيني وعربي لأنها تحمل الضحية مسؤولية ما فعله الجلاد بدلا أن يكون العكس .. منوهة بأن أمريكا هكذا دائما تنظر إلى قضايا الحق والعدل العربية بعيون صهيونية مفضوحة . وتساءلت "الخليج" في ختام افتتاحيتها من يعوض الشعب الفلسطيني عن أرضه وسنوات تشريده التي تكاد تطاول السبعين عاما .. مؤكدة أن كل ما تملكه أمريكا من مال وثروات لا يكفي لتعويض حبة تراب من فلسطين وقدسها. وحول نفس الموضوع قالت صحيفة البيان، إن الاستيطان هو نهج الاحتلال الإسرائيلي الأبرز في التعامل مع الفلسطينيين ومع ملف السلام لا رادع من ضمير أو قانون أو قيم ولا حتى حياء من مجتمع دولي عزف وما زال أنشودة ملها السامعون. وتحت عنوان "عقلية الاحتلال وإعاقة السلام" أكدت أن كل سياسات الاحتلال تخبر عن كيان عنصري لا يرى في من سواه إلا "أغيارا" لا يستحقون العيش ولا يقدم شيئا في سبيل السلام المرتجى حتى إذا ما حاول من حملوا على عاتقهم تعبيد الطريق أمام قطار التسوية أمطرهم ب "سيل شتائم" وإذا ما حوصر من كل اتجاه طالب الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية دولته. وأشارت إلى أن مهمة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في التوصل إلى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين تبدو في غاية التعقيد ودونها جبال ووهاد من الصعاب التي يجب عليه تخطيها إذ إنه لا سلام دون دفع استحقاقاته وإسرائيل لا تريد. وشددت على أن دولة فلسطينية على حدود العام 1967 عاصمتها القدس الشريف حق لا تنازل عنه وكذلك آمال ملايين اللاجئين الحالمين بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها قسرا وبينهما حقوق لن يسقطها الزمن ليس أقلها تنسم آلاف آلاف الأسرى في معتقلات الاحتلال هواء الحرية بعد عقود عذاب. وأوضحت أن غياب اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط عن مسرح الأحداث يمثل أمرا يدعو للحيرة حقا فهذا هو أوان عملها لتساند جهود كيري وتمارس ما تستطيع من ضغوط على الاحتلال الإسرائيلي حتى يجبر صاغرا على الاستجابة لنداء السلام فليس الانشغال بقضايا أخرى مشتعلة مبررا مقبولا لترك الاحتلال يفعل كيف شاء بشعب آن أوان انتزاع حقوقه كاملة غير منقوصة. وأكدت "البيان" في ختام افتتاحيتها أن طرق الوصول إلى الحلم الفلسطيني الأكبر محاطة بأشواك الاحتلال واختلال التوازنات إقليميا ودوليا وهو ما يفرض تحديات إضافية على الفلسطينيين أنفسهم ليس أقلها ضرورة تذليل عقبات الوصول إلى المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس وهو ما يقتضي من القادة الفلسطينيين في رام الله وغزة تقديم التنازلات بما يحقق حلم المصالحة التي تعتبر أولى عتبات الدولة الفلسطينية المرتجاة.